البنوك المركزية ترفع مشترياتها من الذهب إلى أعلى مستوى منذ 40 عاما

أمام مخاوف أزمة اليورو واضطراب العملات الرئيسية

TT

قال مجلس الذهب العالمي أمس (الخميس) إن البنوك المركزية العالمية رفعت مشترياتها من الذهب في الربع الثالث من العام الحالي إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عاما مع التراجع الحاد في سعر المعدن الأصفر خلال سبتمبر (أيلول) الماضي من مستوياته المرتفعة فوق 1900 دولار للأوقية (الأونصة).

وبلغ صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال الربع الثالث من العام الحالي 148.4 طن من الذهب وهو تجاوز التقديرات التي كانت قد أعلنت في وقت سابق وشكل مفاجأة لبعض التجار. ورفض مجلس الذهب العالمي الذي أصدر التقرير ربع السنوي أمس تحديد أسماء البنوك المركزية التي اشترت الجزء الأكبر من هذه المشتريات بسبب «القيود السرية» التي تحكم تعاملات سوق الذهب العالمية، لكن مصرفيين في لندن قالوا إن بعض البنوك المركزية للدول التي لديها فوائض مالية اقتنصت فرصة هبوط الذهب لتنويع استثماراتها بعيدا عن الأصول الخطرة.

يذكر أن البنوك المركزية هي أحد أهم اللاعبين الذين يحددون أسعار الذهب في الأسواق العالمية لكنها لا تعلن إلا قدرا قليلا للغاية من المعلومات الخاصة بتعاملاتها في هذه السوق سواء بالبيع أو بالشراء بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية.

يذكر أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب زادت على مبيعاتها العام الماضي، وذلك لأول مرة منذ عقدين من الزمن حيث كانت البنوك طوال تلك الفترة تبيع أكثر مما تشتري.

وأدت هذه المشتريات خلال الفترة الأخيرة إلى وصول سعر الذهب إلى نحو 1920.3 دولار للأونصة، وهو ما يزيد بنسبة 600 في المائة عن سعره قبل 10 سنوات.

وشهد العامان الأخيران زيادة في مشتريات البنوك المركزية من الذهب بسبب اتجاه البنوك إلى المعدن الأصفر كأحد الملاذات الآمنة لاحتياطاتها النقدية في ظل اضطراب أسواق الصرف. وتعد كمية الذهب التي اشترتها البنوك المركزية خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين، وهي 148.4 طن، هي الأكبر منذ 1988 عندما بلغت المشتريات 180 طنا.

إلى ذلك، استقر الذهب أمس بعدما هبط 1 في المائة في الجلسة الماضية بسنغافورة، إذ ما زالت الأسواق قلقة بشأن أزمة ديون منطقة اليورو مع استمرار المشاحنات السياسية في المنطقة. ونشب خلاف بين فرنسا وألمانيا بشأن ما إذا كان على البنك المركزي الأوروبي التدخل بصورة أكثر قوة لوقف أزمة الديون المتسارعة بينما تمتد اضطرابات سوق السندات إلى شتى دول أوروبا مما يزيد من قلق المستثمرين.

واقتفى الذهب أثر الأسهم والسلع الأولية الأخرى في الشهور القليلة الماضية، إذ اضطر المستثمرون إلى بيع مراكزهم المربحة بالذهب لتغطية خسائر في استثمارات أخرى خلال هذه الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وقال متعامل في هونغ كونغ «الدولار الأميركي قوي ولا يبدو أن هناك حلا جيدا لأوروبا». وأضاف «الصورة الفنية تبدو ضعيفة والذهب ربما لن يتجاوز 1800 دولار قريبا». وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.2 في المائة إلى 1765.20 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش مبتعدا عن أدنى مستوى في أسبوع البالغ 1753.39 دولار الذي سجله أول من أمس (الأربعاء). وتراجع الذهب الأميركي 0.4 في المائة إلى 1766.60 دولار.