فائدة السندات الإسبانية فوق 7%.. وأسواق المال قلقة

مدريد نفت حاجتها لحزمة إنقاذ من الإفلاس

متعامل أميركي في سوق نيويورك يراقب بقلق انحدار مؤشر الأسهم الأميركية بعد ارتفاع الفائدة على سندات إسبانيا (أ.ب)
TT

تراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع في تعاملات متقلبة أمس (الخميس)، بعد أن أذكى ارتفاع عوائد السندات في منطقة اليورو المخاوف من تفاقم أزمة الديون المستمرة منذ عامين ومن خطرها على التعافي الاقتصادي العالمي. وذلك حسب ما ذكرت وكالة «د.ب.أ» الألمانية.

وبحلول الساعة 1214 بتوقيت غرينتش هبط مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 1.7 في المائة إلى 953.76 نقطة وكان قد سجل في وقت سابق من التعاملات 950.94 نقطة وهو أدنى مستوى منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول).

وقفزت تكاليف الاقتراض الإسبانية إلى أعلى مستوياتها في 14 عاما في مزاد للسندات، بينما ارتفع الفارق بين عوائد سنداتها العشرية ونظيرتها الألمانية القياسية إلى أعلى مستوى في تاريخ اليورو.

وفي مدريد نفت إسبانيا أمس (الخميس) حاجتها لحزمة إنقاذ دولية، بينما عزت المفوضية الأوروبية ارتفاع عوائد السندات في منطقة اليورو إلى حالة الاضطراب التي تنتاب أسواق المال. وبعد أن قفز العائد على السندات لأجل 10 سنوات متجاوزا مستوى 7% الذي يرى الكثير من المحللين أنه عتبة خطيرة لتكاليف الإقراض، قالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية إيلينا سالجادو، إن قدرة إسبانيا على إدارة ديونها «فوق مستوى الشكوك». وذلك حسب ما ذكرت وكالة «د.ب.أ» الألمانية.

قالت سالجادو: «إننا نود أن ندفع (فائدة) أقل لأن العوامل الأساسية للاقتصاد الإسباني تشير إلى أننا نستحق ذلك». وقال أمادو ألفاتاج المتحدث باسم المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين، إن ارتفاع أسعار الفائدة على السندات في إسبانيا ودول أخرى بمنطقة اليورو يعكس «حالة الغموض والاضطراب في الأسواق». وأضاف ألفاتاج في بروكسل أنه «يمكن فقط أن يؤكد أهمية تنفيذ الاتفاقيات وبوجه خاص الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في قمة منطقة اليورو يومي 26 و27 أكتوبر الماضي».

تشتمل خطة التصدي لأزمة منطقة اليورو التي تم التوصل إليها في القمة على تقديم حزمة إنقاذ جديدة وتعزيز القدرة المالية لصندوق إنقاذ منطقة اليورو وإعادة رسملة البنوك.

واستطاعت الحكومة الإسبانية جمع 3.6 مليار يورو (4.8 مليار دولار) في مزاد لسندات لأجل 10 سنوات ارتفع العائد عليها إلى 7.09% ليسجل أعلى مستوى منذ 14 عاما. وكان سعر الفائدة في مزاد سابق جرى في 20 أكتوبر يبلغ 5.5%.

قال أرتورو فيرنانديز نائب رئيس منظمة أرباب العمل «سي إي أو إي»، إن إسبانيا «على حافة الهاوية» واشترى البنك المركزي الأوروبي دينا إسبانيا بعد ارتفاع فوائد السندات العشرية وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «إيفي» الإسبانية.

ونجحت حكومة رئيس الوزراء جوزيه لويس رودريغيث ثاباتيرو حتى الآن في تفادي طلب حزمة إنقاذ عبر اعتماد سياسات تقشفية قاسية. لكن الاقتصاد يظهر مؤشرات قليلة على التعافي مع توقف النمو وبلوغ البطالة مستوى قياسي عند 22%. ولا تتوقع المفوضية الأوروبية أن تفي الحكومة بهدفها بتقليص عجز الموازنة إلى 6% هذا العام مقابل 9.2% العام الماضي. وتهيمن الأزمة الاقتصادية على الانتخابات العامة التي ستجرى الأحد المقبل، إذ يتنافس فيها زعيم المعارضة المحافظة ماريانو راجوي في مواجهة ألفريدو بيريز روبالكابا الذي اختير مرشحا للحزب الاشتراكي الذي يرأسه ثاباتيرو بعد أن رفض رئيس الوزراء الترشح لفترة ثالثة. من المتوقع أن يفوز راجوي بالانتخابات بأغلبية مطلقة.

وفي مقابلة مع صحيفة «البايس» أمس (الخميس)، تعهد الزعيم المحافظ بخفض الإنفاق بشكل أكبر حتى مما جرى حتى الآن. وقال إنه سيجري تخفيضات في كل المجالات باستثناء المعاشات. وأضاف: «نحن قد نكون في حاجة لأشغال عامة أقل، وإلغاء الكثير من الأنظمة (في الأقاليم الـ17 التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في إسبانيا)، وسنكون في حاجة إلى القيام بالكثير من الأشياء وتخفيض ما نستطيعه في أي مكان».