برنامج سعودي يسعى لاستقطاب شركات عالمية لتطويع تطبيقات الأجهزة الذكية

د. الحرقان لـ «الشرق الأوسط»: تعميم تجارب تتعلق بالتدريب على تقنيات حديثة ببرنامج متكامل في البلاد

TT

أعلن مسؤول تقني رفيع عن القيام بإنشاء مجموعات طلابية تعنى بالتدريب لإخراج تطبيقات تستخدم في تقنيات متقدمة لأنظمة تشغيل الحواسيب الآلية، في مدينتي جدة، والرياض، من كلا الجنسين، من خلال جلب مختصين يعملون في هذا المجال.

وقال الدكتور عبد العزيز الحرقان المدير التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تصريحات أدلى بها عبر «الشرق الأوسط» إن برنامج بادر قام خلال الفترة الماضية بإنشاء مجموعتين؛ في مدينة جدة والعاصمة الرياض، من أجل تصميم تطبيقات حاسوبية على أنظمة الآي فون، والأندرويد، واستقطاب خبراء في مجال الحواسيب.

وأبان الحرقان أن «بادر» يقوم بوضع كافة المعايير المبينة لنجاح المشروع من عدمه، ومن ثم إعطاء النصائح للمتقدمين، وإخبارهم بصلاحية المشاريع، وتابع «الخدمات التي نعمل عليها والتي تشمل التدريب والوعي، جزء من مهامنا، حيث تم تدريب أعداد في مناطق في البلاد على تقييم الأفكار، بطريقة سلسة وتبين صحة الفكرة، وإمكانية تطبيقها».

وأكد أن المشروع المتعلق بتطوير التطبيقات بدأ العمل به في الرياض، وجدة، وحقق نجاحات، على أن تتم الانطلاقة الرسمية خلال الفترة المقبلة، وتم جلب شركات يابانية، وقدمت ورشة عمل تتعلق بطريقة عمل الأجهزة الذكية، على أن يتم خلال الفترة المقبلة تصميم برنامج متكامل يغطي كافة مناطق السعودية، ويتم جلب شركات عالمية وعقد شراكات معهم، إضافة إلى شراكة مع شركات الاتصالات في السعودية. وأوضح أن أعداد الذين تم تدريبهم في مدينة جدة (غرب السعودية) 50 فردا، واجتاز التدريب الممنوح 7 أفراد، في مقابل تدريب نفس الأعداد في العاصمة الرياض، وأعداد المشاريع ما بين 3 إلى 4. وأبان الحرقان أن التقنيات الموجودة في الوقت الحالي عمرها قصير، وعليه فإن المستقبل الجديد يعمل على مبدأ الأجهزة الذكية، وتابع «بعد نحو 20 عاما فإن عددا من التطبيقات سوف ينتقل إلى الأجهزة الذكية، وعليه تم تدريب كوادر شابة على العمل بتلك التطبيقات، وتبرمج على أنظمة ذكية، وترتبط بالتقنيات الصحية، والزراعية وغيرها».

وكشف الحرقان أنه تم تمويل مشاريع بقيمة 42 مليون ريال (11.2 مليون دولار) وذلك ضمن برنامج «بادر» لحاضنات التقنية وهو أحد برامج مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتتركز في الدرجة الأساسية على مشاريع في تقنية المعلومات وبرامج التصنيع، منوها في ذات الوقت بوجود توصيات ودراسات تم رفعها للمقام السامي والمتعلقة بوجود نظام الرأس المال الجديد وسن قوانين وسياسات جديدة.

وكشف الدكتور الحرقان أن «بادر» يعكف على مشروع يتلخص في تنمية قدرات الشباب في مجالات تخدم أجهزة الهواتف الجوالة الذكية في السعودية، بحيث يمكن تطويع تطوير تطبيقات في المستقبل، مع إمكانية الاستفادة من بنية الاتصالات المتوفرة. وقال الدكتور الحرقان المدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إنه من المتوقع أن البرنامج قام بالتعاون مع عدد من المستشارين برفع توصيات تتعلق بإيجاد سياسات تتعلق بالأنظمة والقوانين الخاصة بحاضنات التقنية، وذلك عن طريق المجلس الاقتصادي الأعلى.

وبين الحرقان أن «بادر» حقق عددا من الأرقام، والتي تتلخص في تدريب ضعف الأعداد عن العام الفائت، وأوضح أن هناك أعدادا لا يمكن حصرها، وذلك لوجود مشاريع تخرج من الحاضنات بعد تقييمها. وعرج الحرقان على أن السعودية والخليج عموما لا يوجد لديها مفهوم رأس المال الجديد وهو ما يوجد في دول العالم وذلك عبر مؤسسات مرخص لها وتعمل وفق نظام مؤسسي متكامل.

وأضاف الحرقان أن السعودية رصدت 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) خلال 5 سنوات لبرامج متعلقة بالخطة الوطنية لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما تطرق إلى أن تحويل الأفكار إلى مشاريع يحتاج إلى جهود مضنية. وتابع الدكتور الحرقان أنه تم دعم اختراعات ضمن برنامج بادر بمبلغ 42 مليون ريال (11.2 مليون دولار) وذلك الدعم يأتي من الجهات التمويلية التي تم عقد اتفاقيات معها ومنها بنك التسليف، كما بين أن من ضمن المشاريع التي يحتضنها البرنامج والبالغة 54 مشروعا في الوقت الراهن، 8 مشاريع منها مقدمة من قبل النساء. ولم يغفل المدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية التأكيد على أهمية وجود تلك الحاضنات حيث تصل نسبة ضمان المشاريع المتوسطة والصغيرة 85 في المائة في وجود حاضنة، في وقت تبلغ فيه نسبة الضمان من دونها 35 في المائة، فيما أفصح عن وجود مشاريع توقفت وتتراوح أعدادها بين 3 و4 مشاريع، مع تأكيده على أنها توقفت ولم تفشل. وكشف الدكتور عبد العزيز الحرقان عن خطة تستهدف وصول السعودية إلى 15 حاضنة بحلول عام 2015، في وقت أوضح فيه أن دولا مجاورة منها قطر والأردن والكويت تفوقت على السعودية في أعداد الاختراعات المسجلة. وذكر المدير التنفيذي لبرنامج بادر بضعف وقصور واضح في فهم المصطلحات المتعلقة بجانب الاختراعات، مع توضيح أن من أهم واجبات برنامج بادر تطوير قدرات الشخصية مع المشروع، كاشفا عن افتتاح فرع لبرنامج بادر في محافظة جدة في القريب.

يذكر أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أنشأت برنامج «بادر» لحاضنات التقنية عام 2008 بهدف دعم ورعاية المبدعين ورواد الأعمال في مجال المشاريع التقنية، وتعزيز ريادة الأعمال وتشجيع ثقافة العمل الحر في المجال التقني لإعداد جيل متميز من رواد الأعمال في المجال التقني بالمملكة.

ويضم برنامج بادر خمس حاضنات هي: «حاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات»، و«حاضنة بادر للتصنيع المتقدم»، و«حاضنة بادر للتقنية الحيوية»، وجار العمل حاليا على إطلاق «حاضنة بادر لتقنية النانو»، و«حاضنة بادر للطاقة».