قال كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية، أمس (الخميس)، إن أسعار النفط المرتفعة قد «تخنق جهود تعافي الاقتصاد العالمي، وربما تعرقل أيضا قدرة آسيا على مساعدة الغرب على الخروج من أزمته». وقال فاتح بيرول، كبير الاقتصاديين بالوكالة، إن الاقتصاد العالمي في وضع أكثر هشاشة الآن مما كان عليه أثناء أزمة 2008 - 2009 عندما كانت أسعار النفط أقل. وقال لـ«رويترز» على هامش ندوة لوكالة الطاقة الدولية في فيينا: «أعتقد أن أسعار النفط الحالية يمكنها تماما خنق جهود التعافي الاقتصادي».
وقفزت أسعار النفط في التعاملات الآجلة فوق مستوى 107 دولارات، اليوم (الخميس) نتيجة لزيادة التوترات العالمية التي تحيط بإيران وبيانات أظهرت أن الولايات المتحدة سحبت من مخزونات النفط أكثر من المتوقع.
وقال بيرول إن أوروبا بوجه خاص تواجه مخاطر من أسعار النفط المرتفعة، لكنها قد تصبح أيضا مشكلة رئيسية لآسيا المتعطشة للنفط.
وقال: «إنها مخاطرة كبيرة لتباطؤ النمو الاقتصادي في الدول الآسيوية التي أخرجتنا من الأزمة المالية في عام 2008». وتمثل منظمة بيرول الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة.
وقال: «إذا لم نستفد من قوتهم هذه المرة فإنه سيصبح أكثر صعوبة الخروج من هذه الأزمة المالية». وأشارت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى أنها لا ترى حاجة إلى أي زيادة للمعروض من النفط الإضافي في الأسواق عندما تجتمع في ديسمبر (كانون الأول)، لكنها ستواجه على الأرجح ضغوطا متزايدة من المستهلكين، لأن وكالة الطاقة الدولية تؤكد أن الأسعار تضر بالاقتصاد.
وعندما سئل إن كانت مجموعة الدول المنتجة للنفط يجب أن تزيد الإنتاج بسبب المخاطر على الاقتصاد العالمي قال بيرول إن المسألة متروكة لأوبك. وقال: «آمل أن يبحث زملاء من الدول المنتجة مؤشرات السوق بعناية بما في ذلك تراجع مستويات مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهشاشة وضع الاقتصاد العالمي واتخاذ قراراتهم من خلال الأخذ في الاعتبار كل هذه المؤشرات».
وقال: «أعتقد أن الدول المنتجة تحتاج أيضا إلى عملاء اقتصادياتهم في حالة جيدة». وقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت دولارا إلى 108.02 دولار للبرميل، وزاد الخام الأميركي الخفيف بنفس المقدار إلى 97.17 دولار للبرميل، اليوم (الخميس)، إذ استمدت أسعار الخام الدعم من شح الإمدادات وتوترات بالشرق الأوسط وتراجع الدولار.
وارتفع برنت في عقد أقرب استحقاق 1.01 دولار إلى 108.03 دولار للبرميل بينما زاد الخام الأميركي الخفيف في عقد أقرب استحقاق 84 سنتا إلى 97.01 دولار، بعدما لامس 97.18 دولار للبرميل في وقت سابق.