برهم صالح: ما تحقق في كردستان مبعث فخر لكل العراقيين

قال إن البنك الدولي يتوقع أن يسجل الإقليم نموا 12% العام المقبل

برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان مفتتحا المعرض الدولي السابع في السليمانية أمس («الشرق الأوسط»)
TT

برعاية برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان، افتتح أمس الأحد المعرض الدولي السابع في السليمانية بمشاركة أكثر من 300 شركة مختلفة المناشئ؛ بينها 20 شركة أجنبية قدمت عروضها من الماكينات والآلات والصناعات الإنشائية والزراعية والتكنولوجية.

ويعكس افتتاح هذا المعرض السنوي في دورته السابعة التقدم والتطور الاقتصادي الذي حققته مدينة السليمانية خلال السنوات الأخيرة، التي أكد صالح أنها ليست مبعث فخر للمدينة وحدها؛ بل لكل العراق، وأن المعرض سيفتح آفاقا رحبة أمام تدفق الاستثمارات إلى كردستان والعراق بما يحقق نهضة فعلية في الاقتصاد العراقي.

وألقى صالح كلمة في مراسم الافتتاح عرض خلالها أوضاع كردستان في ظل النظام العراقي السابق الذي مارس سياسة استبدادية وقمعية شديدة الوطأة ضد الشعب الكردي، رافقتها سياسة اقتصادية شديدة المركزية دمرت البلد، حسب تعبيره. فقد أشار: «قبل عقود، كانت كردستان بلدا مدمرا يعاني من وطأة سياسة اقتصادية فاشلة عدمت فيها فرص التطور والنهوض الحضاري وتحسين الحياة المعيشية للمواطنين، واليوم عندما نقارن أوضاعنا مع تلك السنوات، نشعر بالفخر لما استطعنا إنجازه من تطور حول بلدنا من الدمار الشامل إلى بلد عامر زاهر يسير باقتصاده نحو مزيد من التقدم. وأقول إن كردستان تستحق الكثير من الاهتمام والمزيد من الخدمات بما يحسن أوضاع مواطنينا الذين حرموا لسنوات طويلة من فرص التقدم والرقي». وكشف صالح عن أرقام معتمدة من المصادر الدولية، وبالأخص من البنك الدولي الذي تشير توقعاته إلى تحقيق نمو اقتصادي في إقليم كردستان بنسبة تصل إلى 12% في العام المقبل، وفي ما يتعلق بالاستثمارات، «لدينا إحصاءات تشير إلى وصول حجم الاستثمار في إقليم كردستان إلى حدود 16 مليار دولار، وأن ميزانية الإقليم التي وصلت العام الحالي إلى 10 مليارات دولار، من المؤمل، حسب المؤشرات الواردة من الحكومة الاتحادية، أن تصل في العام المقبل إلى 13 مليار دولار، مما سيساعد على زيادة وتيرة الخدمات والمشاريع الإنمائية وفتح آفاق جديدة أمام تدفق الاستثمارات»، وأضاف: «قبل أسبوع، عقد في مدينة أربيل مؤتمر نوعي ومهم حول النفط والغاز والاستثمار الأمثل لهذه الثروة، وهو المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 600 من ممثلي كبريات شركات النفط والغاز في العالم، ومعظم تلك الشركات تعمل حاليا في مجال الاستثمار في الثروة النفطية، مما يضع كردستان على خارطة الدول المنتجة للطاقة، وهذه الاستثمارات وتدفق الشركات العالمية هي في مجملها تشكل دليلا على صحة وصوابية السياسة التي انتهجتها حكومة الإقليم». وأكد صالح: «من واجبنا أن نمضي قدما بسياستنا الجديدة لكي نجعل من هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا؛ وهي النفط، في خدمة الشعب، ونكرسها لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتحقيق حياة حرة كريمة للجميع.. نقول من هذا المنبر إن مستقبلا مشرقا ينتظرنا، ولذلك أخاطب جميع المستثمرين ورجال الأعمال للقدوم إلى كردستان والحصول فيها على فرص الاستثمار الوفيرة، لنجعل من إقليم كردستان بوابة ومنطلقا نحو سوق العراق الغنية بفرص الاستثمار».

وتحدث رئيس حكومة إقليم كردستان عما تمكنت حكومته من تنفيذه من مشاريع البنية التحتية، وقال: «المشاريع التي نفذت خلال العام الحالي 2011 بلغت تكلفتها نحو 21 تريليون و550 مليار دينار من ميزانية الحكومة، فيما بلغت حصة السليمانية وحدها من المشاريع الاستثمارية حدود 6 مليارات و350 مليون دولار، ونود أن نطمئن جميع من يريدون الاستثمار في المدينة أو في كردستان عموما، أن أبوابنا مفتوحة وأموالهم مضمونة قانونا، وكردستان ترحب بكل من يساهم في دعم وبناء اقتصادها الحر». وختم صالح كلمته بالقول إن «ما تحقق في كردستان يجب أن يكون مبعث فخر ليس لشعبنا في الإقليم؛ بل لكل العراقيين، وعليه، فإني أدعو رجال الأعمال العراقيين أينما كانوا في بغداد أو الموصل أو الديوانية أو البصرة أن يأتوا إلى كردستان للاستثمار، وهي بلدهم، فهناك آفاق رحبة للتقدم الاقتصادي، ومستقبل زاهر ينتظر العراقيين جميعا، وآن الأوان لكي يسهم العراقيون في بناء بلدهم، فما تحقق في كردستان صحيح أنه يشكل نجاحا للتجربة الكردستانية، ولكنه في الوقت ذاته تجربة عراقية بامتياز.. وعليه، ندعو جميع العراقيين إلى استغلال الفرص الموجودة في كردستان لما فيه خبر البلاد ككل».