مجلس إدارة «ياهو» يميل إلى بيع حصة أقلية

بدلا من بيع الشركة كاملة

TT

يميل مديرو «ياهو» إلى بيع حصة أقلية في الشركة إلى مجموعة استثمارية، بدلا من بيع الشركة كليا، بعد اجتماع مجلس إدارة الشركة، أول من أمس (الأربعاء)، بحسب الأفراد الذين تحدثوا عن الأمر.

لكن القرار قد يستعدي حملة الأسهم ويترك الشركة المتعثرة، الرائدة في عالم الإنترنت، عرضة لخطر عروض الاستحواذ المحتملة، التي كان من بينها عرض شركائها اليابانيين، مجموعة «علي بابا» الصينية، و«سوفتبنك» اليابانية.

وقد تلقت الشركة مقترحين هذا الأسبوع باستثمار أقلية بقيمة ما يقرب من 20 في المائة، كان أحدهما من شركة «تي بي جي كابيتال» والآخر من مجموعة استثمارية تقودها شركة «سيلفر ليك». وجاءت العطاءات متقاربة في القيمة، حيث عرضت شركة سيلفر ليك 16.60 دولار مقابل السهم، فيما جاء عرض شركة «تي بي جي» أعلى من عرض سيلفر بدولار واحد، بحسب شخصين مطلعين على الأمر.

وبغض النظر عن هذه الأسعار، ستعمل «ياهو» أيضا على تقييم المقترحات بناء على تكوين المجموعة الاستثمارية، وكيف ستتمكن الشركة من تعزيز الاستراتيجيات المالية والإنتاجية لـ«ياهو». وتعمل سيلفر ليك التي تضم «مايكروسوفت» مع أندرسن هوروويتز، شركة رأس المال التي يقودها مؤسس نيتسكيب، مارك أندرسن.

يتضمن الاقتراح خطة للدفع للمساهمين والتخلص من ممتلكات «ياهو» في آسيا، فضلا عن تعيين رئيس تنفيذي جديد وتجديد مجلس إدارتها. وتطلب مجموعة سيلفر ليك ثلاثة مقاعد في مجلس إدارة «ياهو»، ربما يكون أحدها لأندرسن.

أضاف الشخصان أن شركة «تي بي جي» أجرت مناقشات مع جرايلوك بارتنرز، وهي شركة رأس مال مشترك أخرى بشأن شراكة محتملة، وتأمل «تي بي جي» في الاستفادة من خبرات ريد هوفمان، وهو أحد الشركاء في جرايلوك، ومؤسس الشبكة الاجتماعية المهنية «لينكدين»، بحسب شخصين طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، لأنه لم يسمح لهما بالتحدث علنا عن مناقشات سرية.

وتراهن كلا المجموعتين الاستثماريتين على أن الاستعانة بمدير تنفيذي قدير من سيلكون فالي سيسهم في استعادة «ياهو» لنشاطها، وستسفر عن رؤية استراتيجية مقنعة للشركة.

وقال مقربون من «ياهو»، إنه على الرغم من التقدم الذي يبدو أن «ياهو» تحققه نحو التوصل إلى اتفاق، فإن هذه العملية كشفت أيضا عن مدى الانقسام الذي يعانيه مجلس إدارة الشركة. فوفقا لهؤلاء الناس اختلف أعضاء المجلس حول الرؤية الاستراتيجية للشركة، والمجموعة الاستثمارية التي ينبغي أن تقود استثمار الأقلية، إذا اختارت الشركة هذا الطريق، وماذا سيكون الدور الذي ينبغي أن يلعبه مؤسس «ياهو» والرئيس التنفيذي الأسبق، جيري يانغ، في هذه الصفقة.

ويفضل البعض في مجلس إدارة «ياهو» عطاء شركة «تي بي جي»، وقد شجع شركة الاستحواذ على العثور على شريك مثل «غريلوك»، كمنافس لعلاقة «سيلفر ليك» الوثيقة بأندرسن هوروويتز، بحسب شخص مقرب من الشركة.

وقد رفضت «ياهو» والشركات الاستثمارية التعليق على هذه الأنباء. وسيكون على «ياهو» أيضا أن تتعامل مع عملية استحواذ محتملة تقودها شركات أسهم خاصة، مثل: «علي بابا» و«سوفتبنك». وكانت الشركتان الآسيويتان قد أجريتا محادثات مع مجموعة «بلاكستون» و«باين كابيتال»، فضلا عن شركات الاستحواذ الأخرى، حول تقديم عطاء سويا «لياهو»، وفقا لأشخاص اطلعوا على هذه المحادثات.

مثل هذا العطاء يتوقع أن يرفع من قيمة «ياهو» أعلى من العرض الآخر المقدم من شركتي «سيلفر ليك» و«تي بي جي». ويفكر بعض أعضاء مجموعة «بلاكستون - باين» في تقديم عطاء يمكن أن يقيم «ياهو» بأكثر من 20 دولارا للسهم، بحسب أحد الأشخاص.

لكن يبدو أن المناقشات متواصلة بشأن تقديم عرض استحواذ. فيقول جون سبلتش، المتحدث باسم مجموعة «علي بابا» في بيانه: «لم تتخذ مجموعة (علي بابا) قرارا بشأن أن تكون جزءا من عطاء شركة لشراء (ياهو)».

وسيسمح الاستحواذ على «ياهو» لشركتي «علي بابا» و«سوفتبنك» باستعادة حصص أقلية «ياهو» في شركاتهم، في الوقت الذي ستعطي فيه شركات الأسهم الخاصة السيطرة على العمليات الأميركية المتبقية.

وتمتلك «ياهو» نحو 40 في المائة من شركة «علي بابا»، وحصة تقدر بـ35 في المائة في «ياهو» اليابان التي تسيطر عليها «سوفتبنك».

وخلال الشهر الماضي، قدمت شركتا «علي بابا» و«سوفتبنك» إلى «ياهو» اقتراحا معقدا لشراء حصصها في الشركتين. وتنطوي الخطة بشكل جوهري على التخلي عن الحصص لـ«علي بابا» و«سوفتبنك» دون تكبد فاتورة ضريبية كبيرة. بيد أن «ياهو» لم تجر منذ ذلك الحين، محادثات جوهرية مع الشركتين، بحسب أحد المطلعين على المحادثات. وعل الرغم من تفضيل شركتي «سوفتبنك» و«علي بابا» الدخول في محادثات ودية مع «ياهو»، بشأن شراء حصصها في شركاتهم، فإن الشركات ترى في عرض الاستحواذ العدائي خيار الرمق الأخير.

من ناحية أخرى، عبرت بعض الأطراف الأخرى عن رغبتها في الاستثمار في «ياهو»، مثل شركة «كولبرغ كرافيس روبرتس»، و«هيلمان آند فريدمان»، و«بروفيدنس إكويتي» و«تي إتش إل بارتنرز». ويتوقع أن تتلقى مجموعات المستثمر ردا من مجلس إدارة «ياهو» يوم السبت، بحسب أحد الأشخاص. إذا ما سعت «ياهو» إلى استثمار ثانوي مدعوم بشركة أسهم خاصة، فربما تتمكن الشركة من تحمل الدين لتمويل إعادة شراء الأسهم. وستكون حصص مجموعة المستثمر الفائز متماشية مع حصة العشرة في المائة تقريبا التي يملكها مؤسس «ياهو»؛ يانغ وديفيد فيلو، وهو ما سيعطي المجموعة سيطرة الأغلبية بشكل فاعل.

بيد أن هذه البنية تعطي يانغ أيضا تأثيرا هائلا على هيئة تصويت ضخمة، لكنها في الوقت ذاته تشكل قلقا لبعض الأفراد في مجلس إدارة «ياهو»، بحسب شخصين. وقد أثارت أفكار حصة الأقلية من غضب الكثير من المساهمين الذين شعروا بالقلق من إمكانية أن يقلل ذلك من قيمة الأسهم العادية وقوتهم التصويتية. ودعا أحد أشد المنتقدين، دانيال لوب، مدير صندوق تحوط ثيرد بوينت، لإقالة يانغ من منصبه كمدير، وحث المجلس على متابعة عملية البيع الكاملة.

*خدمة «نيويورك تايمز»