«تحلية المياه السعودية» تتعاون مع اليابانيين لتطوير تقنيات التحلية بالطاقة الشمسية

محافظ المؤسسة لـ «الشرق الأوسط» : المشروع سيخفض استهلاك الوقود الأحفوري بنسبة 65%

TT

في إطار جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتطوير تقنياتها أبرمت المؤسسة ثالث اتفاقية لتطوير تقنيات التحلية باستخدام الطاقة الشمسية، حيث تتنبأ الدراسات التي كشف عنها مسؤول رفيع في المؤسسة لـ«الشرق الأوسط» عن نجاح هذه الأبحاث بخفض في كلفة الوقود المستهلك في تشغيل المحطات إلى 65 في المائة.

أمام ذلك، أبرمت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة يوم أول من أمس اتفاقية تعاون بحثي بين معهد أبحاث التحلية وشركة «هيتاشي زوسن» اليابانية في مجال الطاقة الشمسية، لتطوير نموذج هجين يربط بين مجمع شمسي ومحطة تحلية في مدينة الجبيل شرق البلاد.

ووقع الاتفاقية من جانب المؤسسة، فهيد بن فهد الشريف محافظ المؤسسة، وميناروافوروكاوا رئيس الشركة بمقر المعهد بالجبيل، بحضور شيغيرو إندو، سفير اليابان لدى السعودية.

ويجري الجانبان على مدى ثلاث سنوات، هي مدة الاتفاقية، أبحاثا على تطوير مجمع للطاقة الشمسية وربطه بمحطة تحلية، وعند نجاح التجربة سيتم تسويق المشروع عالميا كنموذج جديد لإنتاج المياه العذبة بالطاقة الشمسية شراكة بين الجانبين.

بدوره أكد فهيد الشريف لـ«الشرق الأوسط»، أن الجانبين سيبدآن العمل على تجهيز وتركيب نظام مجمع الطاقة الشمسية المبتكر مباشرة بعد ذلك ثم تبدأ الاختبارات التجريبية لتحديد الظروف التشغيلية والتصميمية المثلى عند ربط وحدة جامع الطاقة الشمسية المبتكر ومحطة التبخير الوميضي متعدد المراحل وينتهي في أبريل (نيسان) 2014.

وقال الشريف إن التحدي الأكبر الذي يواجه استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه، هو القدرة على إنتاج طاقة ضخمة كافية لتشغيل المحطات على مدى 24 ساعة.

وتأتي اتفاقية المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مع الشريك الياباني ثالث الاتفاقيات التي توقعها المؤسسة للاعتماد على الطاقة الشمسية في إنتاج المياه المحلاة، وكانت المؤسسة قد وقعت اتفاقيتين؛ الأولى مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتحويل محطة الخفجي التابعة للمؤسسة إلى محطة تعمل بالطاقة الشمسية، فيما تشير دراسات المشروع إلى أن إنتاج المحطة سيرتفع بنسبة تصل إلى 150 في المائة ليصل الإنتاج الكلي للمحطة إلى 30 ألف متر مكعب من المياه يوميا، كما أبرمت المؤسسة اتفاقية مع جامعة الملك سعود لتطوير تقنيات تتعلق باستخدام الطاقة الشمسية في التحلية.

وأكد فهيد الشريف لـ«الشرق الأوسط» أن المؤسسة ومن خلال الشركات توصلت إلى أن إدخال الطاقة الشمسية في تشغيل المحطات سيخفض استهلاكها من الوقود الأحفوري بنسب تصل إلى 65 في المائة. يشار إلى أن المؤسسة تستخدم نوعين من الوقود في تشغيل المحطات، حيث تستخدم الغاز في تشغيل محطاتها على الخليج العربي، فيما تستخدم الوقود الثقيل في تشغيل محطاتها على البحر الأحمر.

كما شدد الشريف على أن جميع محطات التحلية في السعودية يمكنها العمل على الطاقة الشمسية، يشار إلى أن المؤسسة تملك نحو 36 محطة تحلية على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر، بقيمة إجمالية تصل إلى 60 مليار ريال (16 مليار دولار).

وتحصل السعودية على 40 في المائة من حاجاتها المائية عبر محطات التحلية، فيما يبلغ إنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة نحو 883.8 مليون متر مكعب سنويا.

من جهته أوضح السيد شيغيرو إندو، سفير اليابان لدى السعودية أن وجوده في حفل توقيع الاتفاقية دليل قاطع على أهمية الاتفاقية بالنسبة لبلده، وذلك في ظل السعي الحثيث لإيجاد فرص استثمارية لما يمثله الاقتصاد السعودي من متانة وقوة على المشهد العالمي وهو ما أكدته الأزمات المتتالية في العالم، حيث حافظ بجلاء على توازنه وقوته وهو ما يدفع اليابان للحصول على علاقات مميزة للأجيال القادمة.

من جهته أكد ميناروافوروكاوا رئيس شركة «هيتاشي» أن تجربة تحلية المياه المالحة في السعودية تجربة مميزة ولها ريادتها في قطاع صناعة وتقنية التحلية.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية حرصا من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على التطبيق الفعلي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تهدف إلى تطوير استغلال الطاقة الشمسية في عمليات تحلية المياه المالحة كبديل مهم عن البترول والغاز، ومنسجم مع استراتيجية وسياسة المؤسسة في العمل على خفض تكلفة إنتاج المياه المحلاة والعمل البحثي الجاد في دراسة استخدام الطاقة المتجددة في عمليات تشغيل محطات تحلية المياه المالحة.

وكان معهد أبحاث التحلية قد توصل بعد لقاءات مع شركة «هيتاشي» إلى إقامة مشروع بحثي بعنوان «تطوير طريقة استغلال الطاقة الشمسية في عمليات تشغيل محطات التحلية الحرارية باستخدام نظام مستحدث لجمع الطاقة الشمسية»، وستتولى شركة «هيتاشي زوسن» تصنيع النظام الشمسي الخاص بتجميع الطاقة الشمسية ونقله لمقر معهد الأبحاث بالجبيل وسيتم ربط مجمع التبخير الوميضي المتعدد المراحل ومن خلال هذا المشروع البحثي سيتم تحديد الظروف التشغيلية والتصحيحية المثلى لهذا المجمع الشمسي، الذي عند نجاحه، سيتم تسويقه تجاريا كنظام هجين يجمع بين مجمع الطاقة الشمسية ومحطات التحلية الحرارية.