3 شركات عالمية ترغب بتطوير حقل الناصرية النفطي جنوب العراق

في أعقاب انسحاب الشركة اليابانية

TT

عشية إعلان مجلس الوزراء العراقي إقرار الميزانية العامة للدولة للعام المقبل بمبلغ قدره 100 مليار دولار وبعجز مقداره 14 مليار دولار، أعلنت وزارة النفط أن ثلاث شركات عالمية أبدت رغبتها بتطوير حقل الناصرية النفطي بعد انسحاب الشركة اليابانية من المفاوضات. وقال مدير عام دائرة العقود والتراخيص في الوزارة عبد المهدي العميدي، إن «شركات (إيني) الإيطالية و(شيفرون) الأميركية و(سي بي سي) الصينية أعربت عن رغبتها بتطوير حقل الناصرية في محافظة ذي قار بعد انسحاب شركة (نيبون) اليابانية التي فازت بالعرض الفني والتجاري الذي تقدمت به عام 2009 بعد وصول المفاوضات معها إلى طريق مسدود». وأضاف العميدي أن «الوزارة طلبت من الشركات الثلاث بناء مصفى الناصرية الذي تم الانتهاء من تصاميمه بطاقة 300 ألف برميل يوميا بهدف وصول الإنتاج المتأتي من الحقل إلى المصفى لسد حاجة محافظة ذي قار والعراق من المشتقات النفطية».

وبين أن «الوزارة أصبحت في غنى عن أي زيادة في الإنتاج تأتي من الحقول الأخرى». وأوضح المسؤول العراقي أن «الوزارة شددت أيضا على ضرورة الوصول إلى إنتاج 100 ألف برميل في اليوم خلال عامين»، مؤكدا أن «تطوير الحقل سيحال على الشركة الفائزة ضمن جولة تراخيص مصغرة». كما أشار إلى أن «الوزارة تتوقع الوصول إلى إنتاج 11 مليون برميل يوميا خلال السنوات الست المقبلة من الحقول التي عرضت على الشركات العالمية للتطوير ضمن جولتي التراخيص الأولى والثانية». ويأتي الإعلان عن تطوير هذا الحقل في وقت لا يزال فيه الجدل قائما بين الكتل السياسية بشأن قانون النفط والغاز الذي لم يتم تمريره في البرلمان حتى الآن. وبسبب الخلافات السياسية بشأن هذا القانون فإن الجدل السياسي بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان لا يزال قائما وهو ما انعكس مؤخرا على عزم أربيل على المضي قدما في توقيع العقود الخاصة بالتنقيب عن النفط مع شركة «إكسون موبيل» الأميركية.

وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد تعهد مؤخرا بالمضي في توقيع العقد، واصفا اعتراضات بغداد بأنها ليست دستورية. ويعتمد العراق على النفط بالدرجة الأساس في موازناته المالية بسبب افتقاره إلى بنية تحتية حقيقية بسبب الحروب والحصار. وكانت الحكومة العراقية قد حددت ميزانية عام 2012 على أساس سعر 85 دولارا للبرميل الواحد من النفط. حقل الناصرية المشمول بالتطوير يضم إنشاءات عدة منها 3 خزانات بسعة 3 آلاف متر مكعب، ومحطة عزل بطاقة 30 ألف برميل في اليوم، وأبنية سيطرة الكهرباء والإدارة والمختبر ومحطة لتحلية المياه، كما تم مد خط كهرباء من الموقع إلى محطة كهرباء الشطرة بطول 30 كم، بالإضافة إلى منظومات الضخ الخام، وأنبوب من الموقع إلى الخط الاستراتيجي بطول 40 كم قطر 12 انج، وينتج حاليا 10 آلاف برميل يوميا.

وتضم مدينة الناصرية حقولا نفطية غير مستثمرة كحقل الناصرية الكبير الذي من المتوقع أن ينتج 300 ألف برميل يوميا، وحقل الغراف الذي يقدر المعنيون بالشؤون النفطية إنتاجه بـ130 ألف برميل يوميا، فضلا عن حقل الرافدين (أبو عمود) الذي يقدر إنتاجه في حال تشغيله أو استثماره بـ110 آلاف برميل يوميا. ويسعى العراق من خلال تطوير حقوله النفطية ضمن جولتي التراخيص الأولى والثانية، إلى التوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن 11 مليون برميل يوميا في غضون السنوات الست المقبلة، و12 مليون برميل يوميا بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بالجهد الوطني، كما عرضت وزارة النفط 3 حقول غازية للاستثمار الأجنبي وهي حقول المنصورية والسيبة وعكاز، فيما ستكون الشركات التي ستقوم بتطوير الحقول النفطية ملزمة بمنع حرق أي كمية من الغاز المصاحب للنفط، كما ستلزم ببناء منشآت لتصنيع الغاز المصاحب، وتسليمه إلى العراق من دون مقابل.