أميركا تحث ووكالات التصنيف تهدد.. قمة أوروبية حاسمة الخميس لحل أزمة اليورو

وزير المالية الألماني: القمة ستبعث بإشارة لاستقرار أوروبا

TT

بينما تحث أميركا على حل أزمة اليورو وتهدد وكالات التصنيف الائتماني، تحبس الأسواق أنفاسها قبيل قمة الاتحاد الأوروبي التي ستبدأ الخميس وتستمر حتى يوم الجمعة. وقال وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله إنه يتوقع أن تبعث القمة الأوروبية المقبلة، المزمع عقدها يومي 8 و9 من الشهر الحالي، بإشارة لاستقرار منطقة اليورو (17 دولة). وفي أعقاب لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي جيثنر قال شويبله في برلين أمس الثلاثاء إن التحضيرات لهذه القمة أحرزت تقدما كبيرا. وأوضح الوزير الألماني أن كل المشاركين في هذه التحضيرات على وعي بالمسؤولية الكبيرة والأهمية الكبيرة لهذه القمة. وأعرب شويبله عن تفاؤله بأن هذه القمة ستتخذ القرارات الضرورية لاستعادة ثقة الأسواق في منطقة اليورو برمتها. وأضاف الوزير الألماني أن دول اليورو عازمة على فعل كل ما هو ضروري لحل الأزمة، مشيرا إلى ضرورة تكوين اتحاد مالي إلى جانب الاتحاد النقدي، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

إلى ذلك، طالبت المفوضية الأوروبية قادة الاتحاد الأوروبي بضرورة خروج قمتهم المقرر عقدها خلال الأسبوع الحالي في بروكسل بالاتفاق على التطبيق الكامل لخطة إنقاذ منطقة اليورو من أزمتها المالية. وقال هيرمان فان رومبوي، رئيس الاتحاد الأوروبي، في خطاب الدعوة للقمة الموجهة إلى قادة الاتحاد: «خلال الشهور القليلة الماضية اتخذنا قرارات مهمة لتعزيز حوكمتنا الاقتصادية». وأضاف: «الآن حان وقت التطبيق الكامل لها (القرارات)، هذه هي الإشارة التي علينا إرسالها في ختام اجتماعاتنا».

ومن المقرر أن تتركز مناقشات قادة دول الاتحاد، وعددها 27 دولة، على تقرير حول التغييرات المحتملة لمعاهدة الاتحاد الأوروبي بهدف فرض قواعد أقوى لضبط ميزانيات الدول الأعضاء في منطقة اليورو، وهي التغييرات التي دعا إليها رومبوي في القمة الأوروبية السابقة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

يأتي ذلك بينما أصر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، على الحاجة إلى تعديل المعاهدة، وأشارا إلى أنهما سوف يدفعان في اتجاه تبني معاهدة جديدة لدول منطقة اليورو فقط إذا لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاقية للاتحاد الأوروبي ككل. وقال رومبوي في خطابه إن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي سيشارك أيضا في القمة. وتبدأ القمة في مقر المفوضية بالعاصمة البلجيكية بروكسل مساء الخميس بعشاء عمل ثم تستمر حتى الجمعة. وقال رومبوي أيضا إن القمة ستناقش أيضا ملف سياسة الطاقة للاتحاد الأوروبي وتوقيع اتفاقية فتح باب انضمام كرواتيا إلى الاتحاد ومناقشة احتمالات ضم الجبل الأسود وصربيا إلى جانب طلب بلغاريا ورومانيا الانضمام إلى منطقة التأشيرة الأوروبية الموحدة (شينغن) ومناقشة الملف النووي الإيراني. إلى ذلك، قال أحد أعضاء المفوضية الأوروبية أمس الثلاثاء إن الفكرة التي أعلنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لفرض «عقوبات تلقائية» على دول منطقة اليورو التي تنتهك القواعد المنظمة لمعدل عجز الميزانية ستكون «مزحة».

وكتب لازلو أندور، مفوض التوظيف والشؤون الاجتماعية الأوروبي، على موقع المدونات الصغيرة «تويتر»: «إن العقوبات التلقائية ستكون مزحة. الاتحاد النقدي يحتاج إلى عملية صناعة قرار جماعية وديمقراطية تستطيع التجاوب مع التحديات وتلبي المطالب». كما هاجم تركيز فرنسا وألمانيا على قواعد الميزانية ورفضهما لفكرة إصدار سندات مشتركة لدول منطقة اليورو وجعل البنك المركزي الأوروبي جهة إقراض باعتباره ملاذا أخيرا».

وأضاف أندرو في تدوينة أخرى على موقع «تويتر»: «إن الاتحاد النقدي وحده لن ينقذ العملة الموحدة والمطلوب أيضا وحدة الاقتراض». يُذكر أن أندرو هو اقتصادي مجري وأحد 6 مفوضين يساريين في المفوضية الأوروبية التي تضم 27 دولة، وكان التراخي في تطبيق قواعد منطقة اليورو واحدا من الأسباب الرئيسية لأزمة ديون المنطقة. ووفقا لحزمة الإصلاحات السداسية التي اتفق عليها قادة الاتحاد الأوروبي قبل نحو شهرين فإن فرنسا وألمانيا تريان أن هذه الإصلاحات غير كافية لمواجهة الأزمات التي تضرب منطقة العملة الأوروبية الموحدة.