حملة «اشتري المصري» تلقى رواجا كبيرا في الأسواق المصرية

البنوك والشركات قدمت حوافز وعروضا لعملائها دعما للاقتصاد القومي

TT

انطلقت بالأمس في مصر حملة «اشترى المصري» الهادفة لتشجيع الاقتصاد القومي والمنتجات المحلية المصرية، وأعلنت عدة شركات وبنوك ومؤسسات كبيرة مشاركتها في الحملة لتحفيز الاقتصاد الوطني.

ودشنت الحملة عن طريق عدد من الشباب المصري على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للتضامن مع المنتجات المصرية والمشاركة في مليونية دعم المنتج المصري بدءا من الأمس، وحصر منظمو الحملة العديد من القوائم لشتى أنواع المنتجات المصرية وأماكنها، فيما بادر عدد من الشركات بالمساهمة في الحملة بتخفيض منتجاتها بنسبة وصلت في بعض الأحيان إلى 50 في المائة.

وأعلن بنك مصر أنه سيقوم برد 1 في المائة من كامل قيمة مشتريات بطاقاته بكل أنواعها، كما سيقدم لكل المتقدمين للحصول على قرض السيارة من البنك خلال الفترة من 18 ديسمبر (كانون الأول) وحتى نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل خصما قدره 50 في المائة على كامل قيمة المصاريف الإدارية للقرض، على أن تكون السيارة مجمعة محليا. وشاركه أيضا البنك الأهلي المصري، الذي قرر منح كل عملاء البنك من حاملي بطاقات الائتمان والمرتبات والبطاقات المدفوعة مقدما حافزا تشجيعيا طوال اليوم للعملاء من حاملي هذه البطاقات، من خلال استرداد 1 في المائة من قيمة مشترياتهم داخل مصر، ويبلغ عدد هؤلاء ما يقرب من 3 ملايين عميل.

وقرر البنك التجاري الدولي (أكبر بنوك القطاع الخاص في مصر) تخفيض مصاريف وعمولات الاعتمادات المستندية للصادرات ومستندات التحصيل لعمليات التصدير بقيمة 50 في المائة، وذلك حتى نهاية العام الحالي، بالإضافة إلى رد 10 في المائة من قيمة مشتريات عملائه من حاملي البطاقات الائتمانية وذلك في حالة استخدامها في الأماكن والمنشآت السياحية داخل مصر، وتشمل جميع الفنادق والمطاعم وشركة «مصر للطيران»، وذلك بحد أقصى 500 جنيه (83 دولارا)، وذلك حتى يوم 23 ديسمبر الحالي.

من جهته، أشاد الدكتور محمود عيسى، وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري، بالمبادرة، مشيرا إلى الآثار الإيجابية التي ستنجم عن تلك الحملة، وقال «إنها ربما تحد من السلع الأجنبية، وتقلل من الواردات، وتدعم المنتجات المحلية». وأضاف عيسى أن المبادرة ستعطي ثقة كبيرة للمواطن في المنتج المصري، وأن الدعوة بداية لخطوات قادمة للصناعة المصرية.

وعبر الدكتور محمد منير، وكيل كلية التجارة الخارجية بجامعة حلوان، عن أمله في نجاح الحملة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة الحملة جيدة، ومن المتوقع أن يكون لها دور إيجابي في تنمية الاقتصاد المصري على المدى البعيد». وتابع منير «يتوجب على الدولة توفير منافذ لشراء المنتجات المصرية، بحيث تتناسب مع البعد الجغرافي لسكن المواطن، وإمكانياته، بالإضافة إلى توعيه المستهلك المصري بأهمية شرائه للمنتج المصري والفائدة التي ستعود عليه وعلى اقتصاد الدولة». وتبنت العديد من وسائل الإعلام فكرة الحملة، وطالبت جموع المصريين بالخروج إلى الأسواق وشراء جميع المنتجات مصرية الصنع، والاستغناء عن المنتج الأجنبي، مما يتوقع أن يؤدي إلى خفض معدل البطالة وزيادة معدل الاستثمار وبالتالي مساندة الاقتصاد المصري الذي يعاني من حالة ركود منذ الاضطرابات السياسية والأمنية التي أعقبت ثورة 25 يناير مطلع العام الحالي. وسارعت العديد من الشركات والمتاجر والمصانع بخفض أسعار منتجاتها بنسب تتراوح بين 20 و50 في المائة، تضامنا مع الحملة، كما وصلت الحملة لقطاع الرحلات والسياحة الداخلية والخارجية، حيث أعلنت شركة «مصر للطيران» عن تخفيضات على الرحلات الداخلية والخارجية للمصريين خلال ثلاثة أيام ابتداء من يوم الجمعة 16 ديسمبر الحالي.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور عبد القوي خليفة، محافظ القاهرة، استعداد المحافظة للتعاون مع الحملة، واقترح غلق بعض الشوارع لطرح المنتجات المصرية. كما قال السيد البرعي، محافظ أسيوط، إن المحال التجارية ستشارك في الحملة بتخفيض أسعار المنتجات بهدف زيادة نسبة الإقبال، لافتا إلى أن الحملة ستستمر لمدة شهر كل يوم جمعة من الظهر وحتى العاشرة مساء.

وتجاوب العديد من مشاهير الكتاب والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية مع الحملة، مقدمين دعمهم الخاص من خلال الصحف والبرامج التلفزيونية، وروج الكثير من المواطنين للحملة من خلال صفحاتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».