قال رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن كل المساعدات التي أعلن عنها سواء من دول الثماني الكبار أو الدول العربية أو حتى صندوق النقد الدولي لم يصل منها شيء سوى مليار دولا من أصل 10.5 مليار دولار وعدت بها دول عربية، بعضها على شكل منح والآخر قروض، في الوقت الذي قالت مصادر دبلوماسية إن وزير الخارجية المصري سيزور بعض العواصم العربية خلال الأيام القليلة القادمة لبحث سبل دعم الاقتصاد المصري.
وأشار الجنزوري إلى توقف الاستثمارات الخارجية رغم الجهود المبذولة لجذبها، مضيفا: «إننا عندما اختلفنا مع بعض الدول أداروا لنا ظهورهم».
وكشف مصدر دبلوماسي عن أن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو سيزور بعض العواصم العربية المهمة خلال الأيام القليلة القادمة من بينها عواصم خليجية، وقال هذا المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الترتيبات تجري حاليا عبر القنوات الدبلوماسية لهذه الجولة العربية لوزير الخارجية في عدد من عواصم المشرق العربي ودول الخليج العربي، ويحمل فيها ملفا أساسيا يتعلق بسبل مساهمة الدول العربية في دعم الاقتصاد والموازنة العامة المصرية.. ولم يستبعد المصدر إمكانية فتح ملف الدعم العربي الذي توجهه بعض الدول العربية لعدد من منظمات المجتمع المدني غير المسجلة قانونا لدى وزارة الشؤون الاجتماعية في مصر.
تأتي تصريحات الجنزوري، رغم تصريح متحدث باسم صندوق النقد الدولي يوم الخميس قبل الماضي بأن مصر لم تطلب أي مساعدات مالية من الصندوق حتى الآن، وأضاف ديفيد هاولي المتحدث باسم صندوق النقد أن السلطات المصرية لم تطلب أي اتفاقيات مع صندوق النقد الدولي. وتابع: «في الأشهر الماضية حافظنا على حوار وثيق مع السلطات». وقالت فايزة أبو النجا وزير التخطيط والتعاون الدولي وقتها إن بلادها قد تعيد بدء المحادثات مع صندوق النقد الدولي لكي تحصل على قروض. وقال صندوق النقد الدولي إنه سيخصص نحو 35 مليار دولار لإقراض دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عام من الاضطراب السياسي الذي أطاح بالقادة في تونس ومصر وليبيا.
وأوضح أن العرب قرروا دعم مصر بمبلغ 10 مليارات دولار بعضها في صورة مساعدات وبعضها قروض ميسرة.. إلا أن مصر لم تحصل إلا على مليار دولار فقط.
وأضاف: «الولايات المتحدة قررت دعم مصر بـ2.25 مليار دولار في صورة إعادة جدولة ومنحة وإعانة للمشروعات الصغيرة.. لم نحصل منها على شيء أيضا». وأشار الجنزوري إلى أن أميركا التي يصل إنتاجها إلى ثلث إنتاج العالم هب الجميع لمساعدتها عندما واجهت أزمة مالية في عام 2008، وحلت أزمتها دون خروج دولار واحد.. إلا أن مصر في المقابل، خرج منها 9 مليارات دولار خلال شهور قليلة.