محافظنا الجديد

علي المزيد

TT

في السعودية تم تعيين الدكتور فهد المبارك محافظا جديدا لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أو ما يُعرف في العالم بالبنك المركزي، وهذا البنك له أهمية عالية، سواء في السعودية أو في العالم؛ لأنه يراقب عمل البنوك ويحدد سعر الفائدة في البلد، وأنتم تعرفون أن البنوك واجهة الاقتصاد.

لقد تأخرت في تهنئة المحافظ الجديد بسبب تسارع الأحداث في السعودية؛ فبعد التعيين مباشرة عُقدت قمة خليجية وأقرت موازنة مالية تاريخية، بعد انفضاض السامر نهنئ محافظنا الجديد. ومن تهانينا له الصادقة سوق بعض الملاحظات فيما يخص عمله. الجميع في السعودية يعرف أن لدينا عددا محدودا من البنوك في رقعة جغرافية يقطنها نحو 30 مليونا، بين مواطن ومقيم، مما يعني ضغطا على الخدمة البنكية.

هذا السبب دعا البنوك لإبعاد الشريحة الدنيا كي لا تمثل ضغطا عليها وتتفرغ لخدمة الشريحة العليا وقد يكون هذا حقا للبنوك. وسأضرب لكم أمثلة لمحاولة إبعاد هذه الشريحة، فإذا لم يكن لديك حساب في الخدمة الذهبية في بنك معين، أي لا يقل رصيدك عن مائة ألف ريال (26.6 ألف دولار) فإنك مضطر لدفع قيمة بطاقة السحب الآلي وقيمتها 48 ريالا (12.8 دولار) والبنك مشكورا لا يأخذها دفعة واحدة، بل يأخذها شهريا بواقع 4 ريالات في الشهر ولا أعرف إن كان يأخذ فائدة على الأقساط أم لا!! البنك الآخر أكثر وقاحة؛ فإذا لم تكن من عملاء التميز فإنك مضطر لدفع 75 ريالا (20 دولارا) قيمة بطاقة الصراف الآلي. أما إذا أردت كشف حساب فعليك أن تدفع 60 ريالا، بينما البنوك في العالم تقدم الخدمة لك عبر تقديم إغراءات كثيرة أقلها بطاقة الصراف.

وإذا افترضنا أن وقاحة البنوك مبررة أو أن من حقها اختيار عملائها وفق احتياجها، وأنا أعترف بأن هذا حق، فأيضا من حقنا كعملاء على مؤسسة النقد العربي السعودي أن تسمح لنا بأن نتنادى لتأسيس بنك يخدم الفئة التي تشردها البنوك ويقدم لها احتياجاتها، وأنا متأكد من أن مثل هذا البنك سيربح. ولن أطلب من مؤسسة النقد أن تجبر البنوك على قبول هذه الشريحة؛ لأنها لم تفعل ذلك مسبقا، وأحد محافظي المؤسسة السابقين يسأل: أي البنوك يفعل ذلك؟ حينما طرح الأمر عليه، وهذا دليل على أنه لا يتابع عمله أو أنه يستغفلنا. هذه تهنئتي للمحافظ الجديد، راجيا له أن يخط خطا يحمده الجميع عليه.

* كاتب اقتصادي