رئيس الوزراء اليوناني: إنقاذ البلاد وضمان مستقبل مواطنيها «خط أحمر»

لاغارد تدعم إبقاء اليونان في اليورو

رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس قبل اجتماع الحكومة أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد رئيس الوزراء اليوناني، لوكاس باباديموس، أثناء ترؤسه المجلس الوزاري، أن إنقاذ البلاد خط أحمر، ولا يمكن التراجع عن القرارات التي يمكن أن تكون مهمة في إخراج البلاد من الأزمة التي تعانيها، موضحا أن الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة مصيرية بالنسبة للبلاد. وناقش باباديموس مع الوزراء ما تردد عن احتجاجات وغلق للوزارات على ضوء عودة خبراء لجنة «الترويكا» منتصف الشهر الحالي.

في هذا السياق، قال رئيس الوزراء اليوناني: إن الخطوط الحمراء المنبثقة من «الأطراف المختلفة»، بالنسبة لي، هي «إنقاذ البلاد وضمان مستقبل آمن لمواطنيها.. هذه هي مهمة هذه الحكومة، وهذا ينبغي أن يكون مع كل القوى التي توجد في الدولة». جاء ذلك ردا على تصريحات اتحادات نقابات العمال والموظفين التي قالت قبل يوم واحد إن أجور ومرتبات الشعب الفقير هي «خط أحمر» لا يمكن الاقتراب منه.

وذكر باباديموس أن عام 2012 سيكون عاما صعبا، لا شك في ذلك، والآن وفي بداية عام 2012 لا بد من اتخاذ قرارات قاسية وحرجة بالنسبة للاقتصاد اليوناني، وأن المفاوضات جارية على قدم وساق بشأن إعادة هيكلة الديون بطريقة طوعية مع القطاع الخاص، قائلا إنه «في حال الانتهاء من المشاورات بنجاح، سوف يكون قد ذهب العبء الأكبر من على عاتق البلاد»، مشيرا إلى أن على الجميع تسريع وتيرة العمل والتنفيذ لإتمام كل ما التزمت به البلاد والقيام به، وأن الحكم سوف يأتي بناء على عمل الحكومة؛ لذا وجب العمل الجاد والشاق للتأكد من عدم فشل البلاد.

كان رئيس الوزراء اليوناني قد حذر من أن اليونان قد تواجه «تخلفا عن السداد لا يمكن التحكم به» في مارس (آذار) إذا لم يتوصل أصحاب العمل والنقابات إلى اتفاق على خفض تكلفة العمل لتحفيز المنافسة، وقال باباديموس، بعد سلسلة من اللقاءات مع الشركاء الاجتماعيين: «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وإلى التمويل المرتبط به، ستواجه اليونان خطرا وشيكا بالتخلف عن السداد بما لا يمكن التحكم به».

من جانبها، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، بشأن بقاء اليونان في منطقة اليورو: «إن الشركاء الأوروبيين أعادوا تأكيد تصميمهم على إبقاء اليونان في منطقة اليورو، ولا يسعنا سوى دعم ذلك».

وأكدت لاغارد، أمس الجمعة، أثناء زيارة إلى بريتوريا، أنها لا تعتقد أن عام 2012 سيشهد نهاية اليورو كعملة أوروبية موحدة، معربة عن ثقتها في بقاء اليونان داخل منطقة اليورو. وقالت مديرة صندوق النقد الدولي: «هل عام 2012 سيشهد نهاية اليورو؟ جوابي هو: (لا أعتقد).. من غير المحتمل أن تختفي العملة في 2012».

لكن لاغارد توقعت أن يكون عام 2012 عاما صعبا وأنه لن يكون هادئا، بل سيكون عاما للجهود والتركيز بسبب وقع الأزمة الأوروبية العالمي، مؤكدة أن توقعات النمو العالمي ستتم مراجعتها وخفضها، وأن البلدان الأفريقية ستعاني بالدرجة الأولى.

في غضون ذلك، استقبلت، أمس الجمعة، الحشود الغاضبة من الشعب اليوناني في مدينة خالكيذا شمال أثينا الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس والقيادات السياسية التي رافقته - عند حضورهم مراسم تكريس المياه بمناسبة عيد الغطاس - بهتافات عدائية؛ حيث هتفت الحشود ضد الرئيس بابولياس والقيادة السياسية احتجاجا على إجراءات التقشف، وتم رفع لافتة تطالب رئيس الجمهورية بالاستقالة.

وأضطر الرئيس اليوناني ومرافقوه من القيادات السياسية إلى الانسحاب من العرض العسكري، ولم يدلِ رئيس الجمهورية بأي تصريحات بعد انتهاء مراسم التكريس، التي شارك فيها وزير الداخلية آناستاسيو يانيتسيس ونواب المنطقة في البرلمان، واعتقلت الشرطة 6 أشخاص، 3 رجال و3 نساء، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيقات.