المنتدى العالمي: تزايد السكان ونفقات الرعاية الصحية والديون تشكل أكبر المخاطر العالمية

«الربيع العربي» يحسب لصالح ثورة المعلومات.. و«شغب لندن» يحسب عليها

TT

أظهر تقرير المخاطر العالمية لعام 2012 التابع للمنتدى الذي قدم أمس (الأربعاء) في مؤتمر عقد بمقر وكالة بلومبيرغ في لندن، أن التفاوت الحاد في الدخول والأوضاع المالية غير المستقرة للحكومات، إضافة إلى أعباء نفقات الرعاية الصحية والأوضاع الديموغرافية، تشكل أكبر التحديات أمام الاقتصاد العالمي والحكومات في عام 2012. وبنيت معلومات التقرير على مسح شمل 469 خبيرا من الصناعات المختلفة والحكومات والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.

وصدر التحليل الذي يقع في 60 صفحة ويتناول 50 من المخاطر على مدى العقد القادم قبيل الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في غضون أسبوعين في منتجع دافوس بسويسرا ويرسم صورة قاتمة لغموض عالمي متزايد. وأصبح دافوس على مدى الأربعة عقود السابقة، حيث يجتمع سياسيون ومحافظو بنوك مركزية وقادة أنشطة أعمال، مرادفا للعولمة. لكن بدأت الثقة الآن تضعف فيما يتعلق بالمكاسب التي حققتها مسيرة العولمة.

وأظهر مسح لآراء 469 من الخبراء والقادة الصناعيين أن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وأزمة التقاعد بين أرباب المعاشات المعتمدين على دول مثقلة بالديون واتساع فجوة الثروات قد نثرت «بذور واقع مرير».ولم يعد الناس يعتقدون ولأول مرة منذ أجيال أن أولادهم سيكبرون ليتمتعوا بمستويات معيشية أفضل. وقال لي هاويل العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي المسؤول عن التقرير «يحتاج الأمر اهتماما سياسيا فوريا وإلا فإن البلاغة السياسية التي تستجيب لهذا الاضطراب الاجتماعي ستتضمن نزعة وطنية وحمائية وتقويض عملية العولمة». وظهر بالفعل مستوى الدين الحكومي الذي لا يمكن تحمله في دول كثيرة كتهديد كبير في التقريرين السابقين للمخاطر في المنتدى، لكن الحالة المزمنة للعجز المالي تعني أن المسألة لا تزال تحتل الصدارة.

ومنذ يناير (كانون الثاني) من العام الماضي انتشرت أزمة ديون منطقة اليورو وتفاقمت وأطاحت بحكومات في اليونان وإيطاليا، بينما فقدت الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني المتميز (AAA) بعد أن أخفقت في استقرار موقف ديونها. وسيكون هناك تركيز أكبر من ذي قبل في دافوس هذا العام على إخفاقات اقتصاد السوق الحديث، ويتضمن ذلك مناقشات حول المستقبل الغامض للرأسمالية. وفي عالم يتزايد فيه التداخل والتشابك يظهر تقرير المنتدى أيضا المخاطر التي تشكلها الهجمات الإلكترونية على الأفراد والشركات والدول. وقال ستيفي ولسون مسؤول مخاطر التأمين لدى زيوريخ للخدمات المالية «أظهر الربيع العربي قوة خدمات الاتصالات المترابطة في دعم حريات الأفراد وسهلت التكنولوجيا نفسها الاحتجاجات في لندن. وإن كان الربيع العربي يحسب لصالح ثورة المعلومات فإن الشغب الذي حدث في لندن يحسب عليها».

وأشار خبراء في المؤتمر الذي عقد في لندن وحضرته «الشرق الأوسط» إلى أن انتشار سهولة وسائل الاتصال الحديثة سلاح ذو حدين، حيث إنه من جهة أتاح تدفق المعلومات ولكنه من جهة أخرى قد يشكل خطرا في المستقبل من قبل قراصنة البرامج الذين يمكنوا أن يهاجموا محطات ومراكز السيطرة على الخدمات الحيوية مثل المياه والمواصلات ويصيبوها بالشلل التام.