النعيمي لـ «الشرق الأوسط»: السعودية قادرة على الإنتاج بطاقتها النفطية كاملة ولا تصدقوا المشككين

«أرامكو السعودية» و«سينوبيك» الصينية توقعان عقد مصفاة «ياسرف» بـ8.5 مليار دولار

المهندس خالد الفالح رئيس شركة «أرامكو السعودية»، وفو شينج يو رئيس مجلس إدارة «سينوبيك» الصينية بعد توقيع الاتفاقية (تصوير: بطرس عياد)
TT

قلل المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، من الشكوك حول قدرة السعودية على العمل بطاقتها الإنتاجية كاملة في مجال النفط. جاء ذلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش إطلاق مشروع مصفاة البحر الأحمر «ياسرف».

وواصل النعيمي حديثه بالقول «لدى السعودية قدرة إنتاجية تبلغ 12.5 مليون برميل»، مضيفا في معرض دفاعه عن قدرات بلاده في مجال إنتاج النفط «هل تصدقون المشككين أو تصدقوننا».

وكان الوزير السعودي يرد على تحليلات شككت في قدرة دول الخليج، وبينها السعودية، أكبر منتجي النفط، في سد العجز المتوقع من غياب النفط الإيراني في حال فرض الحظر الأوروبي على النفط الإيراني، وتبلغ طاقة الإنتاج النفطي السعودية الحالية 12.5 مليون برميل يوميا. ورفض الوزير النعيمي ربط قدرات السعودية النفطية بالعقوبات على إيران، وقال في رد على أسئلة صحافيين، إن السعودية لديها زبائن تلتزم توفير الإمدادات لهم، وقال «كوريا واليابان عملاء للسعودية منذ 20 سنة».

وأعاد النعيمي التأكيد بأن السعودية في كل مرة تعبر عن التزامها بتوفير الطاقة لعملائها، مشددا على أنها قادرة على تلبية حاجات عملائها من الطاقة النفطية وبشكل مضمون.

وكان وزير البترول والثروة المعدنية يتحدث للصحافيين على هامش إطلاق مشروع مصفاة البحر الأحمر (ياسرف) وهي مشروع مشترك بين «أرامكو السعودية» وشركة «سينوبيك» الصينية، بقيمة تقدر بـ31.875 مليار ريال (8.5 مليار دولار). وتعد هذه المصفاة أضخم استثمار صيني في السعودية.

وفي سياق متصل بإمدادات الطاقة، قال المهندس خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو السعودية» وكبير إدارييها التنفيذيين، إن الطلب في السعودية عال على الغاز، ومعدلات النمو في الاستهلاك كبيرة، وقال «الغاز يستخدم لإنتاج الكهرباء، لكن المشكلة أن معدلات استهلاكه تنمو بسرعة»، وبين أن لدى «أرامكو» عدة مشاريع قامت بتطويرها لمواجهة الطلب على الغاز، وستزيد كميات الغاز المستخرجة في الصيف المقبل مع بدء تشغيل حقل كران بعد تطويره.

وأضاف «عملية إنتاج الغاز في الربع الخالي غير مربحة بالنظر إلى تدني أسعار الغاز في السعودية، ونأمل من الحكومة السعودية الدعم في هذا الجانب». وأشار الفالح إلى مركز مختبرات ومراكز أبحاث عالمية في مجال النفط والغاز في وادي الظهران التقني، حيث يعمل الباحثون على تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة في مجال النفط والغاز.

وفي إطار توفير إمدادات من الطاقة الهيدروكربونية للأسواق العالمية وخصوصا أسواق شرق آسيا، قال فيو تشينج يو، رئيس مجلس إدارة شركة «سينوبيك» الصينية، لـ«الشرق الأوسط» إن شركته تبحث في فرص الدخول في شراكة مع «أرامكو السعودية» في مجالات التنقيب عن الغاز، وقال «(سينوبيك) مهتمة بهذه الفرص، وتتطلع لكل الفرص المتاحة للاستثمار في السعودية».

وقال فو إن إن لدى «سينوبيك» و«أرامكو السعودية» اجتماعات في هذا الشأن، وقال «نتطلع إلى بناء مشاريع كبيرة في السعودية والصين، كما نتطلع إلى استثمارات طويلة الأمد في السعودية يستثمر فيها عدد من المصنعين والموردين الصينيين». وتعتبر «سيبنوبيك» أكبر مستورد للنفط السعودي بنحو 800 ألف برميل يوميا، بينما تعد الصين ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم.

وبالعودة للمهندس الفالح، الذي أشار إلى أن «أرامكو السعودية» تخطط خلال العشر سنوات المقبلة لزيادة نشاطها في مجال التكرير إلى نحو 8 ملايين برميل يوميا، حيث ستوسع مصفاة راس تنورة إلى 400 ألف برميل يوميا، وستدخل مصفاة جازان مجال الإنتاج، إضافة إلى مشاريع أخرى لدى «أرامكو» خلال الفترة المقبلة في مجال التكرير.

وأضاف الفالح «ستقوم (أرامكو السعودية) بتكرير كميات أكبر في المستقبل من الكميات التي تكررها في الوقت الراهن»، إلا أنه استدرك وقال إن «أرامكو» لن تكرر كل الإنتاج السعودي من النفط، مؤكدا أنها ستبقي على هامش مهم من النفط الخام، وأكد أن «أرامكو السعودية» ستتوسع في إنتاج البتروكيماويات بالتوازي مع التوسع في بناء المصافي سواء الحالية أو الجديدة.

وفي جانب الطلب المحلي على الطاقة، قال الفالح إن شركة «أرامكو السعودية» ستكون شريكا في مركز لدراسات الطاقة في مدينة الملك عبد الله للطاقة، مضيفا أن مبادرات طرحتها «أرامكو السعودية» على شركة الكهرباء، باعتبارها أكبر مستهلك للطاقة، للتحول من وقود الديزل إلى الـ (فيو أويل)، كمصدر أوفر للطاقة، على حد تعبيره.

وقال الفالح إن تكلفة مشروع مصفاة (ياسرف) يبلغ نحو 8.5 مليار دولار، تمثل حصة «أرامكو السعودية» فيه نحو 62.5 في المائة، بينما تمثل حصة «سينوبيك» نحو 37.5 في المائة، وستدخل الشركتان في مفاوضات حول تمويل المشروع، في حين أشاد الفالح بالشراكة في مشاريع التكرير والبتروكيماويات، حيث قال «الدخول في شراكة مع شريك أجنبي لها مميزات، منها طرح جزء من المشروع في سوق الأوراق المالية، وإصدار الصكوك والسندات لتمويل المشروع، مما يخفف العبء على شركة (أرامكو السعودية)». وأضاف «ينفذ المشروع بصفته شركة مستقلة، مما يعطيها فرصا ربحية أكثر مما لو كانت جزءا من (أرامكو)».

وتعالج مصفاة (ياسرف) نحو 400 ألف برميل يوميا من الزيت الثقيل، ويدخل المشروع مرحلة الإنتاج بنهاية عام 2014، سيخصص المشروع لتصدير المكررات البترولية، حيث سيبدأ التصدير في عام 2015. ويشكل البنزين والديزل عاليا الجودة احتواءهما على كمية ضئيلة من الرصاص، وستنتج المصفاة 90 ألف برميل من البنزين، وكذلك 263 ألف برميل من الديزل عالي الجودة، و200 ألف طن من الفحم البترولي، و200 ألف طن من الكبريت.

ويوفر المشروع نحو 1200 وظيفة مباشرة، كما يوفر نحو 5000 وظيفة غير مباشرة، ووضعت «أرامكو» ضمن اشتراطاتها في المشروع أن يتم صرف 60 في المائة من قيمة المشروع في السوق المحلية.