خبراء: تباطؤ الاقتصاد يؤثر سلبا على الاستثمار في الطاقات المتجددة

TT

حذر خبراء مشاركون في القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي من التأثير السلبي لتباطؤ الاقتصاد العالمي وأزمة اليورو على الاستثمارات الحكومية في الطاقات المتجددة.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمام المشاركين في القمة «هناك بعض المؤشرات التي ظهرت تدل على تراجع ممكن للدعم الحكومي في أوروبا».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أشار بيرول بشكل خاص إلى ألمانيا وإسبانيا كدولتين تراجع فيهما الدعم للطاقة المتجددة.

وإذ أشار إلى استمرار النمو في قطاع الطاقات المتجددة عموما، إلا أن توسع القطاع يتم «بشكل أبطأ بكثير» مما يفترض لملاقاة مستوى الطلب.

وقال بيرول، إن «قطاع الطاقة يحتاج إلى تخطيط بعيد الأمد»، معتبرا أنه «سيكون من المؤسف أن تفشل الحكومات في دعم تطوير الطاقات المتجددة».

وذكرت وكالة الطاقة الدولية التي تعمل على تعزيز استقرار إمدادات الطاقة في دولها الأعضاء الـ28، في تقرير أصدرته في نوفمبر (تشرين الثاني)، أن نسبة إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة سترتفع من 13 في المائة حتى 18 في المائة في 2035 إذا ما التزمت الحكومات بتعهداتها بالنسبة لتغيير سياساتها في مجال الطاقة.

وذكر بيرول أنه في حال التزام الحكومات، فإن نسبة الطاقة المنتجة من النفط الأحفوري ستتراجع من 81 في المائة حاليا إلى 75 في المائة في الفترة نفسها.

وبدوره، ندد رئيس شركة «إنفستر آي بي» السويدية جيكوب والنبرغ بالتأثير السلبي للتباطؤ الاقتصادي على الاستثمار في الطاقة المتجددة.

وقال والنبرغ أمام المشاركين في القمة، إن «الصعوبات الاقتصادية ساهمت في إبعاد الاستثمارات عن الطاقات المتجددة».

ويكافح الاتحاد الأوروبي من أجل الخروج من أزمة ديون قاسية دفعت بوكالة «ستاندارد أند بورز» إلى خفض التصنيف الائتماني لتسع دول أوروبية بينها فرنسا، إضافة إلى تخفيض تصنيف صندوق الاستقرار المالي الأوروبي المصمم لإمداد الدول الأوروبية بالدعم المالي اللازم لتحاشي التعثر.

إلا أن خبراء ومسؤولين آخرين أشاروا إلى استمرار الدول النامية والناشئة بتعزيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة، بينما تراجع دعم الاقتصادات المتقدمة لهذا القطاع.

وقال محمد العشري، رئيس منظمة «رين 21» المتخصصة في التواصل في مجال سياسات الطاقة «نتكلم عن التباطؤ في مجال الطاقة المتجددة، إلا أن هذا التباطؤ موجود بشكل أساسي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الصيني وين جيباو أمام القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي، إن بلاده المتعطشة للطاقة «أصبحت المنطقة الأسرع نموا في العالم في مجال الطاقة الهوائية والطاقة الشمسية». كما أن الصين هي المنتج الأول في العالم للطاقة المائية.

من جهته، قال عدنان أمين، رئيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) التي مقرها أبوظبي، إنه على الرغم من التراجع في الاستثمارات الحكومية، ما زالت الاستثمارات الخاصة تدعم قطاع الطاقات المتجددة.

وقال أمين «على الرغم من التباطؤ الاقتصادي، استمرت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة بالنمو على مستوى العالم».

وأضاف «إن المطلوب هو تهيئة البيئة المناسبة لتشجيع قطاع الطاقة المتجددة، وهذا هو دور الحكومات»، على حد قول أمين.

ويشارك أكثر من 26 ألف شخص في القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تستعرض أحدث التقنيات في مجال الطاقات النظيفة.