منتدى التنافسية يطرح مفهوم «ريادة الأعمال» كمستقبل التنمية وإعادة ميلاد المنظمات القائمة

ناقش مبدأ «المفاهيم الريادية» وقدرتها على صنع الفرق في تطور الشركات

TT

من مبدأ أن جهود القطاعين العام والخاص مكملة لبعضها البعض، كان لمنتدى التنافسية السادس وقفة مع «ريادة الأعمال في القطاع العام»، حيث من المنتظر أن تبرز جلسة خاصة ملفات عدة لمناقشة نشاط الأعمال في بيئة الأعمال من شركات تجارية خاصة أو عائلية أو حكومية، إضافة إلى التطرق لدور الهيئات التي تديرها الدولة والتي توظف نمطا من فكر ريادة الأعمال لديها الفرصة لإعطاء توجيهات جديدة من أجل البناء وتشجيع الابتكار والعمليات الإبداعية.

وبين «الثروة الريادية» التي جذبت اهتمام الكثير من الباحثين والممارسين خلال السنوات العشر الأخيرة واستطاعت أن تغزو جميع جوانب الفكر والتخطيط الإداري في الوقت الراهن، وعملية تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشروعات ريادية ومؤسسات أعمال قابلة للنمو والازدهار هي التحدي الأكبر الذي سيواجه البلدان المتقدمة، سيكون للمتحدثين في جلسة «ريادة الأعمال في القطاع العام»، نقاش مفصل، للخروج بتوصيات من شأنها رسم صور أكبر وأشمل لمفاهيم ريادة الأعمال.

ومن المنتظر أن يتحدث في هذه الجلسة كل من روبرت د. هسريتش أستاذ دولي للأعمال الحرة ومدير مركز «ووكر» للأعمال الحرة وكلية ثندربيرد للإدارة العالمية، ومايكل أندروز الرئيس التنفيذي «كي بي إم جي»، وديبرا وينس سميث رئيسة مجلس التنافسية الأميركي، وريتشارد باوتشر نائب الأمين العام منظمة التعاون والتنمية، ودونغ سونغ تشو بروفسور في جامعة سيول الوطنية.

وتعتبر ريادة الأعمال علما، ربما يحل محل إدارة الأعمال في المستقبل، في حين يظل فنا أيضا، إذ تجمع بين صفات رائد الأعمال المهمة في النجاح وبين العلوم المعارف المعينة على اتخاذ السبل والطرق السليمة لسلوك طريق النجاح.

وتعد ريادة الأعمال المؤسسية إعادة ميلاد المنظمات القائمة من خلال تجديد أفكارها الرئيسة، إذ إن ريادة الأعمال ليست منصبا يمنح للأفراد العاملين داخل النظام، بل هي اختيار ذاتي يجعلهم يبرزون من خلال الأفكار التي يحملونها والأحلام التي يأملون تحقيقها وتطبيقها وبلورتها بمعرفتهم وقدراتهم الخاصة، فرواد الأعمال المؤسسيون ليسوا مخترعين ولا مكتشفين، لكنهم أفراد يستطيعون تحويل أفكارهم إلى مشروعات حقيقية، يبنون فرق العمل، ويتمتعون بالالتزام وبالدوافع القوية كي يروا أفكارهم قد تحولت إلى دافع ملموس، وهم بعد ذلك كله ليسوا عباقرة، بل لا تتجاوز حدود الذكاء لديهم ذكاء متوسط الناس، وهم يبدأون مغامراتهم المؤسسية الداخلية بفكرة ثم سرعان ما تتحول إلى رؤية هي أشبه بأحلام اليقظة، إذ أنهم الحالمون المنجزون، كما وصفهم بنشوت أول من نادى بريادة الأعمال المؤسسية في عام 1985، وذلك لإعادة إحياء المؤسسات الكبرى المترهلة.

وبناء على ذلك ينبغي أن تتواصل جهود الجهات المسؤولة في القطاعين العام والخاص في البحث ومناقشة الوسائل المتعددة لتحفيز ريادة الأعمال وخلق فرص العمل، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وسط الشباب، وبناء شبكات التواصل بين أصحاب المصالح المعنيين، وتبسيط الإجراءات والأنظمة بالتعليم والتدريب في مجال ريادة الأعمال، حيث إن ريادة الأعمال محرك رئيسي للتنمية المستدامة وعنصر استراتيجي للاقتصاد.

وكما أسهمت المفاهيم العصرية الجديدة للإبداع والابتكار في تبني شركات عدة حول العالم لرواد الأعمال وما يقدمونه من أعمال مبتكرة صنعت فارقا علميا وتجاريا لتلك الشركات، فاتحة الباب أمام القطاع الخاص لتطوير قدرات رواد الأعمال وتبني مهاراتهم ومبتكراتهم، الأمر الذي أخذ مساحة كبرى من الاهتمام المتزايد واستخلاص التجارب لاستقطاب رواد الأعمال وتطوير قدراتهم.

وفي ظل الاهتمام المتزايد بريادة الأعمال وما تفرزه من مشاريع وبرامج مبتكرة، يستعرض منتدى التنافسية السادس 2012، في إحدى جلساته التي عنونت بـ«ريادة الأعمال - كيف استطاعت الشركات التكيف مع متطلبات العصر؟»، أبعاد تبني ريادة الأعمال وتجاربه في تطوير بيئة الأعمال، وما تحتاجه المؤسسات الضخمة من احتضان للموظفين الذين يتجاوزون حدود عملهم ليبتكروا ويخلقوا مصادر جديدة للأرباح، وطرق إبداعية، إضافة إلى تناوله لكيفية تمكن الشركات من ترسيخ روح المبادرة والتفكير الإبداعي والتقدم إلى الأمام.

ومن المنتظر أن يتحدث في هذه الجلسة كل من كي جوون هونغ الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «هانوها» الكيميائية، وتوماس كوناالي، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس للابتكار لـ«دوبونت»، وأندرو وايت، عميد مشارك في كلية إدارة الأعمال في جامعة أكسفورد، وعمر كريستيدس مؤسس «عرب نت»، ورامي أبو غزالة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «البيك».

وبما أن ريادة الأعمال تعتبر من أهم الأدوات لتنمية الاقتصادات بشكل عام، سيكون للمتحدثين شرح مطور عن دور منهجيات الابتكار، والتفكير الإبداعي في ريادة الأعمال والتي اتبعتها المؤسسات العالمية، وما يتعرض له رواد الأعمال من صعوبات وتحديات تواجههم، وكيفية تبني الشركات لهم ودعمهم في ما يصنعون، إضافة إلى أهمية ريادة الأعمال والإبداع في دعم عجلة النمو وازدهارها وبالتالي خلق فرص عمل في مختلف القطاعات.

كما سيبحث المتحدثون سبل تحفيز انطلاق جيل جديد من الشركات الصغيرة، والمتوسطة الابتكارية، والمحفزة، وتشجيع أصحاب الريادة، والأفكار الخلاقة بما يساعد هذه الشركات الإسهام من خلال طاقاتها، وكيفية تطوير مهارات التفكير الإبداعي، وابتكار آليات جديدة لتطوير طريقة العمل، وكذلك التعرض للممارسات الابتكارية والنماذج المتطورة التي تتبعها الشركات من أجل رفع إيراداتها السنوية، مما يوسع قاعدة التوظيف ويمنح الموظفين فرصا غير مسبوقة في مجال التدريب والتقدم.