أبو أربع

علي المزيد

TT

يطلق السعوديون لفظ «أبو أربع» على من يرتدي نظارة طبية لا سيما من الشباب، ويقصدون بذلك أن له أربع عيون، عينان خلقهما الله وعينان طبيتان، وفي البلاد العربية يطلقون أشياء مماثلة فالشاميون يقولون «أبو عوينات» ويقصدون بذلك من يرتدي نظارة طبية، و«عويناتي» ويقصدون بذلك النظارة الطبية ذاتها.

هذه مقدمة ضرورية لأبدأ بسرد القصة لكم والتي تقول تفاصيلها إن طالبا في الصف الرابع الابتدائي أي إن عمره لم يتجاوز العشر سنوات كشف عليه الطبيب واتضح أن لديه قصر نظر فصرف له نظارة طبية، ذهب الطالب للمدرسة وحينما حانت الفسحة وأراد أن يخرج من الصف وجد أربعة من أقرانه يصفقون بحماس ويهتفون أبو أربع... أبو أربع...

عاد الطالب إلى بيته حزينا وأخبر أباه بما حدث فأعطاه أبوه 40 ريالا وأمره أن يخرج من الصف وحينما يهتف الطلبة بكنيته يعطي كل واحد منهم عشرة ريالات سعد الأقران بهذا المكسب.

في اليوم الثاني أعطى الأب ابنه عشرين ريالا وأمره في حال هتاف الطلبة له أن يعطي كل منهم خمسة ريالات، حين بدأ الأقران بالهتاف وزع أبو عوينات خمسة ريالات على كل شخص، استغرب الأقران وقالوا أمس عشرة ريالات واليوم خمسة أصبح هتافهم فاترا وغير حماسي.

وفي اليوم الثالث قال له والده دعهم يهتفوا ولا تعطهم شيئا حينما خرج الطالب من الصف وجد أقرانه وإذا بهم يقولون أعطنا لكي نهتف لك، قال اليوم ليس معي شيء فإن أردتم أن تهتفوا مجانا فافعلوا قال الطلبة ليس لدينا استعداد أن نبح حناجرنا بلا مقابل، وانصرفوا عنه.

زبدة القصة أن الإنسان يبذل في العمل التطوعي أحيانا أكثر مما يبذله في العمل بأجر، فهل يا ترى ينطبق ذلك على أعضاء لجان الغرف التجارية وهم يقولون إنهم متبرعون للعمل المدني، ولكن رؤساء اللجان هم أعضاء في مجلس الغرفة فهل يستلمون مقابلا عن عضوية المجلس؟

خلاصة الأمر أن بعض رؤساء هذه اللجان لا يرد على هاتفه حينما يتصل عليه الراغبون في خدمة معينة من هذه اللجنة سواء كانت زراعية أو طبية أو غيرها من لجان الغرف. فهل نحن بحاجة إلى تغيير رؤساء اللجان بحيث يصبحون أعضاء من غير مجلس الغرفة لنضمن أن أداءهم سيكون مثل أداء الهاتفين قبل الثمن؟

* كاتب اقتصادي