«منتدى التنافسية» يكشف عن انجراف العالم إلى باب حرب بسبب تناقص الوظائف

خبراء عالميون يدعون إلى خلق قطاعات اقتصادية مولدة للفرص الوظيفية

أجمع المشاركون في منتدى التنافسية الدولي على أهمية خلق قطاعات اقتصادية جديدة بهدف دفع نمو طرح المزيد من فرص العمل (تصوير: أحمد فتحي)
TT

في الوقت الذي بلغ فيه تعداد سكان العالم 7 مليارات نسمة، ظهرت في الأفق حرب من نوع جديد تستخدم العنصر البشري كسلاح فيها، وهي حرب «الوظائف المقبلة»، خاصة مع الازدياد المطرد في البطالة، وإهمال تطوير القدرات والمهارات لدى الموظفين وضعف إيجاد قطاعات اقتصادية جديدة وإغفال تطوير ما هو قائم من كيانات اقتصادية.

وأطلق خبراء عالميون مشاركون في منتدى التنافسية التحذيرات من حرب جديدة سميت بـ«حرب الوظائف المقبلة»، مستعرضين أسباب حدوثها، وذلك خلال الجلسة الثانية لمنتدى التنافسية «حرب الوظائف القادمة».

وقال جيم كليفتون، المدير التنفيذي لمؤسسة «غالوب»: «إن جميع سكان العالم يبحثون عن الحياة الحقيقية، إذ تغيرت نظرة العالم إلى تلك الحياة، فبعد أن كانت تتركز حول أحلام بسيطة حول العيش بسلام، بالإضافة إلى متسع من الحرية والحصول على عمل جيد، فإن هناك الآن 700 مليون ممن يبحثون عن عمل جيد وهو في نظرهم 48 ساعة عمل في الأسبوع، مما يمكنهم من الحصول على راتب ممتاز على قدر عطائهم».

وقدم كليفتون تحذيراته من حرب الوظائف المقبلة بسبب الازدياد المطرد في البطالة، وهي التي دفعت مؤسسة «غالوب» إلى إنشاء نظريتها، مشيرا إلى أن الابتكار والإبداع لن تكون له قيمة ما لم ينتج وظائف؛ فزيادة الهجرة في أغلب مدن العالم هو بسبب البحث عن وظائف جيدة، وخلق فرص عمل يجعل كثيرين يتراجعون عن فكرة الهجرة.

وأكد ضرورة وجود استراتيجيات للشركات المبتدئة والناشئة، إذ إن 75 في المائة من الشركات ليست لها رغبة في النمو، وأكثر البحوث التي أجريت على نظرة الناس إلى العمل الجيد أوضحت وجود 100 مليون عمل جيد في أميركا و30 في المائة فقط يبحثون عن عمل جيد، بينما 50 في المائة لا يهتمون بالبحث، وقد أتت الصين وروسيا في مرتبة أعلى من حيث سوء العلاقة بين المديرين والموظفين.

من جهته، قالت لورين هارشون، الممثل الخاص للشؤون التجارية ورجال الأعمال، بوزارة الخارجية الأميركية، رئيس المركز العالمي لريادة الأعمال، إن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تركز على خلق فرص عمل جديدة، وذلك من خلال المبادرات التي تقوم بتقديمها لدعم ريادة الأعمال، والتي منها القمة العالمية الثانية لريادة الأعمال التي استضافها الرئيس الأميركي أوباما.

ونوهت هارشون باستضافة الإمارات العربية المتحدة للقمة الثالثة في عام 2012، وقالت إن وجود عدد كبير من العاطلين في المملكة، 65 في المائة منهم أقل من عمر 25 عاما، يجعل المملكة في الفترة المقبلة تحتاج إلى 30 مليون وظيفة والتدريب على ريادة الأعمال هو المطلوب في المملكة لسد هذا الخلل.

ودعت لورين إلى الاستثمار في النساء لأن ذلك في نظرها هو الاستثمار الحقيقي فالاستثمار فيهن هو نجاح للأطفال وللعائلة، فهن القادرات على دفع الاقتصاد. وقالت إن توجه السعودية لدفع حاضنات ريادة الأعمال وخلق فرص رائعة للنساء هو بلا شك فوز وتقدم لها.

وأشارت إلى أنه لا تستطيع دولة ما أن تعمل وتتطور ونساؤها معطلات عن أداء أعمالهن الاقتصادية، لذا فلا بد من تطوير دورهن وتفعيله من خلال تطوير حاضنات ريادة الأعمال، بما في ذلك تأهيل المرأة لأداء دورها الكامل في هذا المجال، وتفعيل دورها الاقتصادي بما يدعم المسيرة الاقتصادية العامة في البلاد عامة.