غندور الرئيس التنفيذي لـ«أرامكس»: نسعى لمواصلة الاستحواذات.. ومصير 2012 مرتبط بأسعار النفط

خبراء في ريادة الأعمال يؤكدون أن توفير فرص العمل بحاجة لشراكة بين القطاعين الخاص والعام عبر تهيئة البيئة الخصبة

الجلسة الأولى لمنتدى التنافسية ناقشت مفهوم ريادة الأعمال وأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص (تصوير: أحمد فتحي)
TT

كشف فادي غندور الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكس» المختصة في الخدمات اللوجيستية عن أن شركته ستواصل عمليات الاستحواذ، خاصة على الشركات الصغيرة نسبيا، واصفا الاسحواذات المستقبلية بأنها ستكون في أفريقيا، وجنوب شرقي آسيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الشركة ستعتبر الفترة المقبلة فترة راحة لها.

ولفت غندور الذي يشارك في منتدى التنافسية الدولي 2012 في العاصمة السعودية الرياض إلى أن الربيع العربي أثر على أعمال الشركة، موضحا «كان هناك أثر علينا في سوريا ولبنان والأردن ومصر وليبيا حيث قمنا بإغلاق مركز العمليات الخاصة بنا هناك».

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكس» المختصة في الخدمات اللوجيستية عن أن الشركة ستستثمر في السعودية، بافتتاح مكاتب في بعض المدن الصغيرة، إضافة إلى تحسين خدمات الشركة الداخلية بين المدن والمناطق السعودية المختلفة، مشيرا إلى أنها ستعمل على تدريب الشباب السعودي.

وفي موضوع ريادة الأعمال الذي كان موضوع الجلسة التي شارك فيها غندور أمس، قال: «يجب أن يقوم الشخص بالمخاطرة لكن يجب أن تكون المخاطرة مدروسة، إذ يجب أن يقوم بدراسات معقولة ومن خلال العمل تتم الاستفادة من الأخطاء التي تحدث».

وزاد: «رسالتي لرجال الأعمال أن يقوموا بدعم الريادة والشباب حتى نتمكن من التعامل الإيجابي مع التحديات التنموية في العالم العربي اليوم خصوصا للشباب».

وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكس» أن يكون عام 2012 عاما جيدا، رابطا ذلك بارتفاع سعر البترول فوق المائة دولار، وذلك لأن الاقتصاد السعودي يعتمد على هذا السعر، وإذا انتعش الاقتصاد السعودي فأي شركة ستكون منتعشة.

إلى ذلك، دعا خبراء مجتمعون في الرياض إلى ضرورة إيجاد الشراكة بين القطاعين العام والخاص بهدف خلق بيئة خصبة يمكن من خلالها إيجاد بيئة خصبة لخلق فرص في مجال ريادة الأعمال، مؤكدين أن القطاع الخاص عبر شركاته ومؤسساته يدعمون ذلك التوجه، حتى في حال الاختلاف فإنه يجب أن تكون عليه السمات الشخصية كي يستطيع المرء أن يبدع في مجال ريادة الأعمال.

واتفق الخبراء خلال جلسة «تنافسية ريادة الأعمال»، الجلسة الأولى من فعاليات منتدى التنافسية أمس، على أن ريادة الأعمال تعد خليطا من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي، مشيرين إلى أن الإبداع ليس له عمر محدد ويمكن أن يبدأ الإنسان بفكرته في أي وقت، مطالبين الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها. وطرح المدير التنفيذي لشركة «أرامكس» فادي غندور الطريقة التي يمكن اتباعها مع جيل الشباب في كيفية أن يكون القطاع الخاص بعيدا عن القطاع العام، مشيرا إلى أن التنمية ليست مسؤولية القطاع العام وحده بل مسؤولية القطاع الخاص أيضا في إيجاد حلول لجيل الشباب وتشجيعه ليوجد رواد أعمال في مجالات كثيرة.

واستشهد فادي غندور على نجاح القطاع الخاص بتجربة الأردن في مجال تقنية المعلومات، لافتا إلى أن الجهات المعنية في ذلك البلد عقدت مؤتمرا في التسعينات من القرن الماضي لتحديد مدى إمكانية التوجه إلى مجال تقنية المعلومات، وأسهمت الحكومة في دعم بيئة العمل كما توجهت شركات بعضها ناشئ إلى هذا المجال ما أسهم في إيجاد رواد أعمال في هذا المجال، وبعد عامين أصبح لدى الأردن تجربة متميزة في مجال تقنية المعلومات، وانتقل ذلك البلد إلى تصدير التقنية والعاملين في هذا المجال إلى بلدان كثيرة، وقفزت مبيعات السوق الأردنية إلى ملياري دولار خلال أعوام قليلة.

ورأى غندور، الذي وصف نفسه بأنه طالب متعب جدا في بداية حياته، أن ريادة الأعمال ليست مسألة صعبة: «لا نحتاج إلى اختراع العجلة من جديد، بل يمكن أن نطور التجارب القائمة ونبني عليها كي نستفيد منها محليا»، مشيرا إلى أن «الشغف» أمر مهم ليكون الشخص رائدا في مجال الأعمال، لكنه إذا لم يكن موجودا فيجب أن لا يثير القلق بل يجب السعي والاجتهاد والبدء بالعمل والتعلم للوصول إلى مرحلة متقدمة في ريادة الأعمال.

في حين تطرق جورج باكلي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة «ثري إم» إلى ما يخطر على بال أي شخص يريد العمل في مجال معين، وهو كيف لي أن أنافس ضد شركات قوية جدا، وقال: «سواء أحببنا ذلك أم كرهنا فهناك شركات ضخمة في كل مجال، لكن على من يريد البدء في ميدان معين أن لا يتخلى عن طموحه، إذ إن هناك دائما أفكارا جديدة، والبداية هي الخطوة الأهم، والأفضل الانطلاق من فكرة معينة ودعمها بالعمل الجاد والتدريب الجيد والصدق للوصول إلى نتيجة مرضية، يمكن البناء عليها».

من جهته شدد كريستيان كينغ لير عضو مجلس إدارة شركة «فولكس فاغن» على أهمية فهم ثقافة كل مجتمع حتى نستطيع إيجاد أرضية مناسبة للإبداع فيها، لافتا إلى أهمية تدريب الموظفين ووضع رؤية لهم وإتاحة المجال أمامهم للتفكير وتنفيذ أفكارهم حتى تستمر الشركات في ريادتها.

وقال إن ريادة الأعمال خليط من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي، مشددا على أن الإبداع ليس له عمر محدد ويمكن أن يبدأ الإنسان بفكرته في أي وقت.

وأضاف أن 30 ألف موظف يعملون في شركته في مجال البحوث والتطوير ما أسهم في زيادة الإقبال على سيارات «فولكس فاغن» وجرى بيع 8.2 مليون سيارة العام الماضي.

وذكر أن شركته التي يعمل بها نحو 3 ملايين موظف ستستثمر نحو 14 مليار دولار في مجال السيارات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مضيفا أن السوق السعودية تشهد نموا كبيرا وارتفعت مبيعات الشركة فيها إلى نحو مليوني دولار.

من جهتها، قالت أنا دوترا الرئيس التنفيذي للمركز الاستشاري للقيادة والمواهب في «كون فرري إنترناشيونال»: «رواد الأعمال هم الذين يسعون لخلق الفرص ويخاطرون ويتحملون التحديات ويجمعون الموارد لتحقيق أهدافهم، وأبرز مثال على ذلك ستيف جوبز وأينشتاين وغيرهما ممن تحملوا العناء في بداية عملهم ثم وصلوا إلى مراحل متقدمة من الريادة في مجالات عملهم».

ودعت القطاعات الحكومية إلى خلق بيئة تساعد على خلق فرص تساعد الأشخاص على العمل والمبادرة في طرح أفكارهم وتجربتها، والبناء عليها، مؤكدة إمكانية خلق رواد أعمال بدل الاستعانة بهم، وذلك يعتمد على مدى الجدية والاستعداد وتوفر البيئة المناسبة.

ورأت المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «تيوسانو تريب» ماجات وايد أن الدراسة الأكاديمية مهمة لكنها لا تكفي لتجعل من الشخص رائد أعمال، مؤكدة أن الحكومات توجد وظائف في الأحوال العادية لكنها لا توجد الريادة التي يجب أن يسعى إليها الشخص بصفتها مسألة سلام أو حرب، مطالبة الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها.