تباين بين رئيس «يونيليفر» الهولندية ورئيس «المياه الوطنية» السعودية حول تسعيرة الماء

اتفقا على نشر توعية الترشيد لأكثر من مليون منزل في المملكة

لؤي المسلم (يسار) يتحدث مع الرئيس التنفيذي لـ«يونيليفر» الهولندية (يمين) فيما يتوسطهم ياسر جوهرجي المدير العام لـ«يونيليفر» في السعودية (تصوير: أحمد فتحي)
TT

تباينت وجهات النظر بين بول بولمان الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر الهولندية للتنمية الصناعية المحدودة، وبين لؤي المسلم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، حول دور تعرفة المياه الحالية وأثرها في اقتصاد الموارد المائية، حيث يرى بول أن رفع تكلفة الحصول على الماء هو عنصر أساسي للاقتصاد في صرف المياه، كما أنه سينعكس على الفقراء وسيكون له أثر عليهم عبر حصولهم على كميات أكبر من المياه، التي تم توفيرها من غيرهم الذين أجبرتهم التعرفة الجديدة المرتفعة على الاقتصاد في استخدام الماء.

فيما اكتفى المسلم بالتأكيد أن العمل على التعرفة الحالية ثابت ولا نية لتغييرها، وأن ما تصبو إليه الشركة في الوقت الحالي هو تحسين الخدمات وهو الأساس، الذي تسير عليه الشركة في الوقت الحالي، لافتا إلى أن الخطة الحالية للشركة تهدف إلى إيصال المياه إلى جميع المواطنين، ولم يطرأ حتى الآن أي جديد في مجال زيادة التعرفة الحالية.

حدث ذلك خلال توقيع شركة المياه الوطنية، عقدا مع شركة يونيليفر يهدف إلى ترشيد استهلاك المياه، والمساهمة في تقليص هدر المياه المحلاة، وتنص المذكرة على أن توجه شركة يونيليفر رسائل توعوية لمستهلكي منتجاتها ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، التي تنظمها مع شركة المياه الوطنية، على هامش فعاليات منتدى التنافسية الدولي السادس 2012.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة يونيليفر الهولندية، أن الحملة التي ستنطلق بعد توقيع الاتفاقية ستشمل مليون منزل على مستوى السعودية، من بين أربعة ملايين منزل، لافتا إلى أن 12 في المائة من المياه في السعودية هي متجددة، وأن باقي ما يستهلك لا يعود، بمعنى أن المملكة تستهلك المياه بجميع ما أوتيت من قوة وهذا خطر على أمنها المائي في ظل شح الموارد المائية المتاحة، وسيطلق على الحملة المطلقة حاليا اسم خطة الحياة المستدامة.

ويضيف بول أن ما ينقص المجتمع السعودي هو الوعي والثقافة، واستشعار الخطر المحدق بهم وأن الإحساس بالمسؤولية والدور الذي يقوم به الفرد، وهو أكبر هدف يمكن تحقيقه وقد يقلص الهدر الحاصل حاليا إلى درجات أقل بكثير مما هي عليه إلى درجات لا يمكن تصورها وقد تصل إلى النصف، خصوصا أن استهلاك الفرد السعودي من المياه يعد الأعلى عالميا في ظل الوجود الجغرافي الصحراوي للمملكة والذي لا يوفر المياه بالشكل والكمية المطلوبة أو الجاري استهلاكها.

وبين الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، أن المذكرة تهدف إلى تقنين استخدامات المياه غير المثالية، استكمالا لما تم تنفيذه من برامج المسؤولية الاجتماعية في الفترة الماضية، مبينا أن المذكرة تهدف إلى توعية المجتمع السعودي عبر الرسائل المباشرة التي ستوجهها شركة يونيليفر ضمن برامجها التثقيفية لشرائح المجتمع المختلفة.

وتوقع المسلم أن يكون لهذه الحملة أصداء كبيرة في أول تعاون من نوعه مع شركة عالمية لدعم الوعي الاجتماعي فيما يخص نقص الموارد المائية، وستخصص مبدئيا في مدن الرياض والطائف وجدة ومكة المكرمة، خصوصا أن هناك وعيا متناميا عن خطورة الوضع المائي الذي تعيشه السعودية.