تركي الفيصل: قوة السعودية سببها الاقتصاد الإسلامي.. والتحدي المقبل تأهيل الشباب

قال إن المملكة قادرة عل دعم دول الجوار

TT

شدد الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على أن السبب الرئيسي لقوة اقتصاد السعودية هو تمسكها بتطبيق الاقتصاد الإسلامي، مشددا على أن تجاوزها للأزمة العالمية، وبعض الضغوط الاقتصادية التي تواجه أميركا وأوروبا، يعود بجزء كبير إلى التزام المملكة بالتمويل الإسلامي، وإصرارها على خلق اتصال حقيقي، بين المخاطر والعوائد التي تفرض الحفاظ على مستويات معقولة من النفوذ.

كما صرح بأن السعودية قادرة على دعم جاراتها من دول المنطقة، بما في ذلك ماليا، وستبحث نشر أكثر من فعالية لمساعدة المنطقة ماليا، تتضمن مزيدا من الصرامة التشغيلية لتمكين المنظمات الإقليمية من القيام بمهامها، مؤكدا أهمية التنافسية للتنمية المستدامة ومحاربة الركود الاقتصادي العالمي.

أكد ذلك خلال استضافته كمتحدث في الجلسة الأولى بعنوان «تحديات عام 2012»، ضمن الفعاليات التي يقيمها منتدى التنافسية الدولي؛ حيث أضاف أن المجتمع في السعودية هو واحد من أصغر المجتمعات في العالم سنيا، مع نحو 75% من السكان تحت سن الثلاثين و30% تحت سن 21 سنة؛ لذلك فإن التحدي هو كيفية النجاح في استيعاب الملايين من الشباب في اقتصادنا الوطني الذي هو جزء من الاقتصاد العالمي.

وتساءل عن كيفية إعدادهم وتدريبهم، ليكونوا قادرين على المنافسة مع نحو 8 ملايين عامل أجنبي، مشيرا إلى أن سياسة السعودية الراسخة من خلال التعليم يمكن أن تتجه بشعبنا إلى مكانه الصحيح في العالم؛ لذا تسعى السعودية، جاهدةً، لتحسين نوعية التعليم في الابتدائي والعالي والمهني، ويتم تخصيص نسبة 25% من الميزانية الوطنية للتعليم.

وأضاف الفيصل أن السعودية، باعتماد حجمها وأهميتها، تلعب دورا أكبر من حجمها كدولة نفطية، وضرب على ذلك مثلا بدور مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما»، التي تتولى حاليا إدارة أصول في الخارج تصل قيمتها إلى 650 مليار دولار، في أميركا، بالإضافة إلى حيازة جزء كبير من سندات الخزانة الأميركية، مما سيعزز استقرار وتقييم الدولار الأميركي والاقتصاد العالمي بشكل أوسع، داعيا إلى ضرورة تكامل الجهود وتضافرها بين مختلف الجهات المعنية بقطاع شباب الأعمال، وأن تتركز جهودهم على دعم رواد الأعمال، والعمل على تبني مبادرات الشباب وتوظيف قدراتهم وإبداعاتهم بما يعزز مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي ما يتعلق بعنوان منتدى التنافسية الدولي السادس «تنافسية ريادة الأعمال»، أكد الفيصل أن السعودية دولة مستقرة وغنية ولديها كل الوسائل لتحقيق مزيد من التقدم، ومع ذلك فنحن بحاجة إلى إعادة اختراع روح المبادرة التي كانت جزءا من ثقافتنا والتي لا غنى عنها لبناء قاعدة صلبة لتقدمنا.

وأشار إلى أن سماع كلمة «منظم» أو «المبادرة» قد يظنها المرء جزءا من ممارسات من رجال الأعمال الذين يتخذون من المخاطر من خلال الاستثمار في تحويل الأفكار الجديدة والابتكارات الجديدة لجعل المنتجات التي تخلق الثروات الشخصية والوطنية. وأكد أن روح المبادرة التي تجمع بين الرؤية مع أخذ المخاطر هي محرك التقدم والنجاح في جميع المجالات، ليس فقط في مجالات الأعمال التجارية وكسب المال أو الاقتصاد.