كاميرون يهاجم في دافوس خطط فرض ضريبة على المعاملات المالية

دعا إلى رفع تنافسية اقتصادات الاتحاد الأوروبي

ديفيد كاميرون على المنصة في منتدى «دافوس» (إ.ب.أ)
TT

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس (الخميس) في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن الجهود التي تبذلها فرنسا وألمانيا لفرض ضريبة على المعاملات المالية في أوروبا «جنون»، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال في المؤتمر المنعقد بالمنتجع السويسري الجبلي إنه «حتى عند دراسته في وقت نجاهد فيه من أجل تحقيق نمو لاقتصاداتنا، فإن ذلك جنون ببساطة تامة». وحذر من أن فرض ضريبة على المعاملات المالية يمكن أن يكلف اقتصاد الاتحاد الأوروبي 200 مليار يورو (263 مليار دولار) وما يصل إلى 500 ألف وظيفة.

ويوجد في لندن أحد أكبر المراكز المالية في العالم، وهناك هواجس في بريطانيا من أن مثل تلك الضريبة يمكن أن تدفع الشركات إلى الانتقال إلى أماكن أخرى.

وأضاف أن «هناك انشغالا بأمور لا طائل من ورائها، والأمل بأننا سنتوصل لحل ببساطة لن يحقق أي شيء إضافي. هذا وقت للجسارة وليس الحذر». ودافع كاميرون عن اعتراضه المثير للجدل لمعاهدة على نطاق الاتحاد الأوروبي للتغلب على أزمة الديون السيادية في ديسمبر (كانون الأول)، قائلا إنه لا توجد حماية ملائمة لدول مثل بريطانيا التي ليست عضوا في منطقة اليورو. ومع ذلك، شدد على أن بريطانيا لن تنسحب من الاتحاد الأوروبي، قائلا «لذا دعوني أكن واضحا، نريد أن تنجح أوروبا».

إلى ذلك، تجتمع النخبة السياسية والاقتصادية في العالم لليوم الثاني في منتجع دافوس السويسري أمس (الخميس) في الوقت الذي تخيم فيه ظلال ثقيلة على الوضع الاقتصادي العالمي.

وقد تصدرت أزمة الديون الأوروبية المخاوف المتعلقة بالوضع الاقتصادي، حيث دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بصفته المتحدث الرئيسي، أمس، القارة إلى زيادة قدراتها التنافسية، متهما إياها بعدم التحرك بحسم للخروج من أزمة منطقة اليورو.

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعد بلادها صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، قد تحدثت الأربعاء لتؤكد عدم استعدادها تعريض بلادها لمزيد من الآثار السلبية بمد يد العون للبلدان التي تعاني من أزمة ديون اليورو.

وينضم إلى كاميرون رئيسا وزراء كل من كندا وسنغافورة، اللتين احتفظتا شأنهما شأن بريطانيا بالتصنيف الائتماني الأفضل (إيه إيه إيه) بينما فقدت بلدان رئيسية بمنطقة اليورو، مثل فرنسا والنمسا، علامتها المميزة هذا الشهر. وفي تلك الأثناء، يتباحث زعماء القارة الأفريقية بشأن الأوضاع في أفقر قارات العالم، بينما تواجه البلدان المتقدمة صعوباتها الداخلية، وتظل آفاق المستقبل بالنسبة للعالم العربي غير واضحة بعد الاحتجاجات والانتفاضات التي شهدتها المنطقة العام الماضي.

وبحسب مقتطفات من الكلمة التي ألقاها كاميرون، هاجم رئيس الوزراء البريطاني قادة دول الاتحاد الأوروبي الآخرين، في أول خطاب له يتناول الشؤون الأوروبية منذ رفض بلاده لعب دور في الخطة المالية التي تهدف لتعزيز وضع منطقة اليورو.

ودعا كاميرون الزعماء الأوروبيين إلى إظهار «الزعامة التي تطالب بها شعوبنا. وعدم التلكؤ هنا وهناك.. وإبداء الأمل بالخروج من الأزمة لن يحل شيئا». وكانت ميركل قالت الأربعاء إن أوروبا بحاجة لزيادة قدراتها التنافسية، وهي نفس الفكرة التي أكد عليها أمس نائبها فيليب روزلر الموجود أيضا في دافوس، حيث دعا الشركات الأوروبية إلى مزيد من الابتكار والتطلع قدما. وواصل كاميرون نفس الفكرة، إذ قال «إن افتقار أوروبا إلى القدرات التنافسية يظل مكمن الضعف فيها، فرغم كل الكلام فشلت استراتيجية لشبونة في إحداث الإصلاحات الهيكلية المطلوبة»، في إشارة إلى المعاهدة الأوروبية التي وقعت في العاصمة البرتغالية عام 2007. وأضاف «السوق المشتركة لا تزال غير مكتملة، ولا تزال الحكومات تسيطر على كم هائل من الوظائف في أنحاء الاتحاد الأوروبي يناهز 4700 مهنة ووظيفة. وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل نحن نواصل تعقيد الأمور». وفي الوقت الذي تناول فيه اليوم الأول لمباحثات دافوس في أغلبه وضع رؤوس المال، ركزت الكثير من جلسات أمس على التحديات التي تواجه مناطق بعينها.