خبير نفطي كردي يدعو شركات البترول العالمية لتكثيف نشاطها في كردستان

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الظروف الإقليمية جاذبة نحو الإقليم

TT

قال خبير نفطي كردي: «إن شركة (توتال) النفطية الفرنسية العملاقة إذا أرادت توقيع عقد مع حكومة إقليم كردستان للاستثمار في المجال النفطي، فإننا نرحب بذلك، وستنضم هذه الشركة إلى شركة (إكسون موبيل) الأميركية العملاقة للاستثمار في كردستان، وهذا بحد ذاته دليل على نجاح السياسة النفطية لحكومة الإقليم، وسعيها لجذب الاستثمارات إلى كردستان بما يلبي حاجتها لتطوير الصناعة النفطية».

وقال الدكتور علي حسن بلو عضو البرلمان العراقي السابق والخبير النفطي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الأوضاع الحالية في المنطقة، خصوصا الأزمة في الخليج وتهديدات إيران لدول المنطقة، أضف إليها عدم وجود قانون جديد للنفط والغاز في العراق، كل هذه تشكل عوامل تشجع الشركات النفطية العالمية لنقل نشاطاتها إلى إقليم كردستان والتعاقد مع حكومتها، لأن السياسة النفطية التي تنتهجها حكومة الإقليم باتت واضحة للجميع، وأصبحت جاذبة للاستثمارات الكبرى في مجال النفط، وأن العقود التي وقعتها حكومة الإقليم مع العديد من الشركات النفطية الأجنبية والتي تعترض الحكومة العراقية منذ البداية عليها، هي برهان لالتزام حكومة الإقليم بتلك العقود وببنودها، وهذا ما يشجع الشركات العالمية على التدفق إلى كردستان للاستثمار في مجال النفط».

وحول ما أثير مؤخرا من رغبة شركة «توتال» الفرنسية للاستثمار النفطي بكردستان قال بلو: «شركة (توتال) أعلنت رغبتها للاستثمار في الإقليم، وقد صرح المسؤولون فيها بأنهم يقتربون من توقيع عقد مع حكومة الإقليم بهذا الصدد، ونحن في إقليم كردستان نرحب بذلك، فإذا أرادوا الدخول في هذا المجال فنحن مستعدون لتوقيع العقود معهم وفقا لشروطنا، والقرار يعود إليهم».

وحول تهديدات نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني بحرمان شركة «إكسون موبيل» الأميركية من عقود التراخيص القادمة بالعراق، قال بلو: «العقد المبرم مع شركة (إكسون موبيل) ماض في طريقه، ونحن ملتزمون به، ولا أعتقد أن مثل هذه التهديدات ستجدي نفعا، لأن عقودنا النفطية هي بالأساس قانونية وهي بالمحصلة تخدم مصلحة العراق، ولذلك ليس هناك أي مبرر موضوعي لاعتراض الحكومة العراقية على عقود ستدر في النهاية أموالا إضافية للخزينة العراقية وستساعد على تطوير الصناعة النفطية في الإقليم والعراق».

يذكر أن نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤون الاقتصادية الدكتور روز نوري شاويس قد أكد في وقت سابق أن «على المسؤولين العراقيين أن يكفوا عن تهديداتهم للشركات النفطية العاملة بكردستان، وأن يوقفوا اعتراضاتهم على توقيع العقود النفطية بكردستان». وقال شاويس في بيان صدر عن مكتبه: «إن التصريحات التي يطلقها مسؤولون عراقيون فيما يتعلق بهذا الجانب، تسيء إلى صورة العراق لدى المستثمرين الأجانب، وهي تتعارض بالأساس مع السياسة العامة للحكومة الداعية للانفتاح على الاستثمارات».

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تصريح أدلى به فيصل عبد الله المتحدث باسم نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني حول حرمان شركة «إكسون موبيل» النفطية الأميركية من المشاركة بالمزايدة التي تجرى خلال شهر مايو (أيار) المقبل، كما أنها تتزامن مع الأنباء التي نشرتها شركة «توتال» الفرنسية العملاقة حول رغبتها بالمشاركة في الاستثمار النفطي بإقليم كردستان.