السفير المكسيكي لدى السعودية: قمة العشرين في المكسيك ستناقش 3 قضايا رئيسية

أرتورو تريخو لـ«الشرق الأوسط»: نتطلع لزيادة التبادل التجاري مع المملكة ونقدم تسهيلات للسياح السعوديين

السفير المكسيكي أرتورو تريخو
TT

كشف السفير المكسيكي في السعودية أرتورو تريخو أن بلاده تتطلع للعب دور مهم في القضايا العالمية، مشيرا إلى أن بلاده ستستضيف قمة العشرين في منتصف يونيو (حزيران) المقبل.

وذكر تريخو أن قمة العشرين ستبحث عددا من القضايا الرئيسية تبرز فيها أزمة منطقة اليورو، إضافة إلى قضية تقوية النظام المالي لتطوير النمو الاقتصادي وتقوية صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، حيث تدور في أوروبا مناقشات حول كيفية احتواء الأزمة، وتقوم ألمانيا بدعم الدول المتضررة.

وقال في الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «سوف نولي أزمة اليورو أهمية كبيرة في قمة العشرين في المكسيك، كما سيتم مناقشة كيفية تحسين البنية المالية العالمية والاهتمام العالمي بقضايا الاقتصاد، وبحث سبل التعاون لخلق نظام مالي قوي»، مشيرا إلى أن مهمة السفارة المكسيكية في الرياض تتمحور في شرح وتوضيح مجمل القضايا التي سيتم تناولها في القمة.

* تنتظر دولتكم انعقاد قمة مجموعة العشرين خلال العام الجاري، كيف يتم الاستعداد لاستضافة هذه القمة؟

- أنا سعيد بوجودي هنا في جريدة «الشرق الأوسط»، لا سيما أنكم أحد أبرز مصادر المعلومات للسفارة المكسيكية في المملكة العربية السعودية حيث إننا نتابع جريتكم باستمرار وموقعكم على شبكة الإنترنت، ويعتبر هذا الحدث في غاية الأهمية بالنسبة لنا بما أن المكسيك هي رئيس مجموعة العشرين حاليا، وسوف تعقد القمة في مدينة لوسكاكوس كلفورنيا في المكسيك، ومن منطلق تنفيذ أهداف الدولة فإن السفارة توجه الدعوة للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لحضور قمة وزراء الخارجية لمجموعة العشرين وذلك لمناقشة القضايا العالمية الملحة، وتهدف دولة المكسيك إلى الاستفادة من خبرات وزراء خارجية دول مجموعة العشرين والهدف من دعوتها للدول هو مناقشة القضايا الاقتصادية والبيئية والسياسية، حيث لدينا الكثير من القضايا السياسية لمناقشتها في المجالات الاقتصادية والتوظيف، حيث إن العالم يعاني الكثير من الأزمة المالية العالمية وحيث إن الاقتصاد المكسيكي عانى كثيرا في عام 2008 ومن حسن الحظ أنه تم التعافي من آثارها، حيث كانت نسبة النمو الاقتصادي نحو 5% بعد تلك الأزمة، ونأمل أن يزيد بمعدل 3.8%، كما لدينا حاليا أزمة منطقة اليورو وهي من القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها في القمة، والقضية الثانية هي قضية تقوية النظام المالي لتطوير النمو الاقتصادي وتقوية صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، حيث تدور في أوروبا مناقشات حول كيفية احتواء الأزمة، وتقوم ألمانيا بدعم الدول المتضررة، وسوف نولي أزمة اليورو أهمية كبيرة في قمة العشرين في المكسيك، ثالثا مناقشة كيفية تحسين البنية المالية العالمية والاهتمام العالمي بقضايا الاقتصاد، وبحث سبل التعاون لخلق نظام مالي قوي، ومهمتنا في السفارة المكسيكية هي شرح وتوضيح مجمل القضايا التي سيتم تناولها في القمة.

* هل هناك ملفات معينة ناقشتها المكسيك مع السعودية بشأن مؤتمر قمة العشرين القادمة؟

- لا ليست هناك محادثات رسمية فقط هناك اجتماعات غير رسمية لبحث وتحديد أجندة القمة الرئيسية وبحث سبل التعاون، بجانب بعض الاستشارات من دول خارج مجموعة العشرين.

* كم هي عدد الاجتماعات التي ستحدث في قمة المكسيك خلال رئاستها للمجموعة وما هي الإجراءات التي بدأتم بها؟

- تم توجيه الدعوة لخادم الحرمين الشريفين، كما تمت دعوة جميع رؤساء قمة العشرين لحضور القمة، وعقد اجتماع وزراء الزراعة والمالية من 18 إلى 20 فبراير (شباط) الجاري، وسيتم عمل اجتماع لمناقشة القضايا الزراعية وسيكون اجتماع رؤساء القمة وكذلك اجتماع وزراء الخارجية في 24 فبراير ومن 18 إلى 19 يونيو المقبل، وأحب أن أقول هنا: إنه يوجد بين السعودية والمكسيك تشابه كبير في معطيات كثيرة، وأولها أنهما عضوان في مجموعة العشرين بالإضافة إلى النمو الاقتصادي للبلدين.

* كيف يمكن تقريب وجهات النظر لطرح حلول لمعالجة القضايا الاقتصادية العالمية؟

- حقيقة، فإن المكسيك كما السعودية حريصة بتنمية وتطوير شعبها، ومن المعلوم أن المملكة من أكبر البلدان النفطية ومن أقوى الاقتصادات، وكذلك المكسيك فإنها تنتج نحو 2.8 مليون برميل يوميا ونقوم بتصدير نصفها ولدينا دراسات لرفع الإنتاجية ودراسة الأسعار لخلق توازن في الأسعار بحيث لا تكون مرتفعة أو منخفضة، ومن الجدير بالذكر أن المكسيك قامت بتطوير اقتصادها وعلى سبيل المثال الصناعات التحويلية والمحاصيل الزراعية بالإضافة إلى السلع والخدمات، وحيث تركز السعودية في الصناعات البتروكيماوية والنفطية ولديها أكبر الشركات الرائدة في مجال البتروكيماويات في العالم حيث تقوم بالاستيراد منها، وفي الوقت الحالي تقوم السعودية بتنويع اقتصادها لذا علينا العمل سويا لخلق بيئة استثمارية قوية، وكما هو معلوم هنالك تعاون كبير بين البلدين، خصوصا في المجال التقني حيث هناك أكثر من 70 طالبا من المكسيك في شركة «أرامكو» و«سابك»، حيث يمكن التعاون بين المؤسسات في كلا البلدين.

* كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، وما هي الإجراءات التي سعت إليها المكسيك لتنمية العلاقة؟

- النتائج غير ثابتة من سنة لأخرى، فهي تصل إلى مليار دولار، وتعتبر قليلة بالمقارنة بحجم الاقتصاد بالنسبة للبلدين، ومن جانبنا علينا القيام بزيارات أكثر، خاصة من قبل رجال الأعمال والشركات، وذلك لأن المملكة تستورد الكثير من السلع، وتستقبل المملكة الكثير من الوفود يوميا من أوروبا وآسيا، وحيث إنها قريبة من آسيا أكثر من أميركا، ويمكن للمكسيك تقديم منتجات وسلع منافسة لدخول السوق السعودية.

* ما هي الفرص الاستثمارية التي تسعى إليها المكسيك بجذب استثمارات سعودية فيها وما هي مجالاته؟

- كما أسلفت فإن اقتصاد المكسيك متنوع ولدينا الكثير من المنتجات بجانب الزراعة وحيث الاستثمار الزراعي مرغوب فيه في أميركا اللاتينية، وهناك بعض الوفود السعودية تزور المكسيك بهذا الخصوص، ولدينا مجال التعدين الذي ينمو في المكسيك، وتتمتع المكسيك ببيئة استثمارية جاذبة وذلك لتوفر الأيدي العاملة الرخيصة، وتوفر البنية التحتية من طرق ومطارات تربط البلاد مع أميركا، لذا تجذب المكسيك الكثير من المستثمرين من جميع أنحاء العالم، ولدينا استثمارات سعودية غير مباشرة حيث هناك شركات يساهم فيها سعوديون، على سبيل المثال فنادق الفورسيزونز والروز وود لديها أعمال في المكسيك.

* ماذا عن قطاع السياحة، وهل سعيتم لجذب السياح الخليجيين أو العرب؟

- من أكثر التسهيلات التي منحتها المكسيك هي أن تعطى تأشيرات للذين يحملون تأشيرة أميركية، والذين لا يحملون تأشيرات أميركية تنهى إجراءات منحهم تأشيرة في مدة أقصاها 10 أيام ويمكن إرسالها عن طريق الإيميل ونقوم بدورنا بإرسال الطلب للمكسيك، وكذلك نقوم بالإجابة عن الاستفسارات عن طريق التليفون أو للذين يأتون للسفارة بكل يسر، ويقوم معظم السعوديين الذين يسافرون للمكسيك بزيارة الأماكن الأثرية مثل معرض الحضارات الكولومبية، حيث تتوفر المعلومات باللغة العربية عن الأماكن السياحية والشواطئ، حيث تم تسجيل أماكن أثرية لهيئة الآثار باليونيسكو، حث قام الأمير سلطان بن سلمان بافتتاح معرض الآثار مشكورا وتم توجيه دعوة له لزيارة المكسيك ولكن للأسف تم تأجيل الزيارة لبعض الظروف الطارئة ونتمنى أن يقوم بها في القريب وذلك لتطوير أواصر العلاقات الاقتصادية، وتوجد في كثير من فنادق الرياض الطعام المكسيكي بفنادق «الماريوت» و«الفورسيزونز» وفندق «الفيصلية» و«الهوليداي إن» ونحن سعداء بذلك، وتوجد بعض المطاعم المكسيكية في الرياض وجدة وكذلك في بعض الأسواق وهي مهمة للتعريف بالثقافة المكسيكية.

* في الفترة الأخيرة استضافت المكسيك الكثير من المؤتمرات للنفط والغاز وكان آخرها مؤتمر الطاقة الدولي، وكذلك مؤتمر التجارة العالمية والآن قمة مجموعة العشرين هل هناك مؤتمرات أخرى للتعريف بالمكسيك؟

- في السنوات الأخيرة كان لدينا بعض المؤتمرات لمنظمة التجارة العالمية في 2010. وكذلك قمة الطاقة العالمية التي كانت في غاية الأهمية لما لها من أثر بربط المستهلكين بالمنتجين، وأحب أن أنوه هنا إلى أن الدكتور راند فلورنس الأمين العام هو مكسيكي الجنسية، وقد تم انتخابه في الاجتماع الذي تم فيينا العام الماضي، وتم دعمه من السعودية، حيث كان حدثا هاما، فالجدير بالذكر أن البلدين عضوان في المنظمة وكذلك في مجموعة العشرين، حيث إن المكسيك لاعب مهم كما هي السعودية، كذلك اجتماع التغيرات المناخية في عام 2010، والذي انعقد مؤخرا في جنوب أفريقيا، حيث تمت مناقشة الكثير من موضوعات الاقتصاد والبيئة والمناخ والطاقة.. لآخره.

* في ختام هذا الحوار كيف ترى التعاون المستقبلي بين السعودية والمكسيك؟

- أشكركم على إتاحة الفرصة وأنا سعيد بالتحدث إليكم في جريدة «الشرق الأوسط» الصحيفة المعروفة والمقروءة، وأحب أن أشير إلى أن البلدين سيواصلان التعاون المشترك لحل المشاكل التي تواجه العالم سواء البيئية أو الاقتصادية ومحاربة الفقر والتحديات الكبيرة التي تواجه العالم، وتحتاج للتعاون الكبير، وأعتقد أن البلدين لديهما الرؤى المشتركة، وأتمنى أن يكون التعاون أكثر في المستقبل، وأنا سعيد لأنني أمثل بلدي المكسيك في المملكة العربية السعودية، وسعيد أن عائلتي تعيش في مدينة كالرياض، وأتمنى أن أكون هنا في الرياض لأطول وقت ممكن.