السعودية: إعادة طرح تصاميم مشروع الجسر البري وتنفيذه على طريقة قطار الشمال ـ الجنوب

الرئيس التنفيذي لشركة «سار» لـ«الشرق الأوسط»: بدأنا التشغيل التجاري لقطار التعدين

أحد قطارات التعدين التابعة لـ«سار» في رحلة بين المناجم ومصانع التعدين في مدينة رأس الخير على الخليج العربي («الشرق الأوسط»)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مسؤول رفيع في الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، عن خطوة جديدة ستتخذها السعودية بشأن تنفيذ مشروع الجسر البري الذي يربط شرق السعودية بغربها بطول يصل إلى 950 كيلومترا، بإعادة طرح تصاميم المشروع، واستشاري المشروع للمنافسة أمام الشركات العالمية.

كما كشف المسؤول لـ«الشرق الأوسط»، بدء التشغيل التجاري لخط التعدين الممتد من مناجم الفوسفات في حزم الجلاميد إلى مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي بطول 1392 كيلومترا.

وقال الدكتور رميح الرميح الرئيس التنفيذي لشركة «سار»، إن الشركة تقدر ثقة القيادة فيها بتكليفها بالعمل على ربط مدينة (وعد الشمال) بميناء رأس الخير على الخليج العربي. وأضاف: «ستطرح (سار) خلال الفترة المقبلة مشروع ربط وعد الشمال بالخط الحديدي التابع لشركة (سار)».

وأكد جهوزية سار لربط المدينة؛ حيث أوضح أن «وعد الشمال» تبعد عن سكة حديد سار مسافة 71 كيلومترا، مشددا على أن لدى «سار» التصور الكامل لربط المدينة بالخط الحديدي وستبدأ في أولى خطواته قريبا.

ولفت إلى أن الشركة بدأت في شهر فبراير (شباط) الحالي مرحلة التشغيل التجاري للمشروع بعد أن أنهت التشغيل التجريبي للخط الحديدي بنجاح، وكانت «سار» قد أمضت نحو10 أشهر من التشغيل التجريبي للتأكد بشكل فعلي من متانة وقوة وسلامة الخط الحديدي عند نقل أوزان ضخمة بشكل مستمر.

وقال الرميح إن «سار» بدأت تشغيل ثلاثة من القطارات ضمن شبكتها لنقل خامات المعادن، بحمولة تبلغ 12000 طن للقطار الواحد. وأضاف: «ننوي نقل 5 ملايين طن خلال عام 2012».

وكانت «سار» قد وقعت في أبريل (نيسان) عام 2010 عقدا بـ278 مليون ريال (74.1 مليون دولار) مع شركة «اريتس» المملوكة للحكومة الهندية، لتشغيل خط التعدين حتى نهاية عام 2013، ليكتمل مشروع الشركة الموازي لنقل الركاب، ويكون لديهما شبكة مترابطة من الخطوط الحديدية تغطي شمال ووسط وشرق السعودية، لتدخل بعدها «سار» مرحلة جديدة من التشغيل تعتمد فيها على قدراتها لتشغيل المشروع العملاق.

وقال الرميح إن فريق عمل مكونا من «صندوق الاستثمارات العامة ووزارة النقل والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية» قد كلف شركة «سار» بتنفيذ المشروع، حيث ستطرح «سار» في الفترة القريبة المقبلة تصاميم المشروع للمنافسة أمام الشركات العالمية، كما ستدعو الشركات الاستشارية العالمية للمنافسة على تولى مهمة استشاري المشروع.

يشار إلى أن مشروع الجسر البري مر بمرحلة طرح سابقة استمرت من عام 2005 وحتى منتصف عام 2008، على طريقة «بي أو تي» البناء والتشغيل ثم الإعادة، وتم تجميد المشروع في مرحلة الترسية، ليصدر قرار من الحكومة السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، بتولي صندوق الاستثمارات العامة تمويل المشروع بنفس الطريقة التي تم بها تمويل مشاريع قطار الشمال - الجنوب، ومشروع قطار الحرمين السريع.

يشار إلى أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية.

الرميح الذي قال إن الوقت مبكر لبدء تنفيذ المشروع، تبدو خطة تنفيذ المشروع واضحة أمامه، حيث قال إن «سار» ستعتمد الخطة التي اتبعتها في تنفيذ خط الشمال - الجنوب، وهي تجزئة المشروع وتنفيذه، يشار إلى أن «سار» نفذت خط قطار الشمال - الجنوب الذي تغير اسمه إلى سكة حديد سار، على أجزاء وفي وقت متزامن بحيث تعمل عدة شركات في وقت واحد في أجزاء مختلفة من المشروع، مما يقلل المدة الزمنية التي يتطلبها إنجاز المشروع.

وبين الرميح أن «سار» تدرس في الوقت الراهن 10 عروض فنية ومالية مقدمة من شركات سعودية وعالمية لتنفيذ ربط مدينة الجبيل بمدينة راس الخير التعدينية، كما ستطرح مشروع ربط مدينة الجبيل بمدينة الدمام في شهر مارس (آذار) المقبل، أمام المستثمرين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سار» إن الشركة تعمل على إنجاز تصاميم شبكة الخطوط الحديدية، داخل مدينة الجبيل وربط المصانع بالمواني، وربط مجمع «أرامكو السعودية» و«داو كيميكال» (صدارة) بشبكة الخطوط الحديدية التي ستطرحها سار أمام المستثمرين خلال الفترة المقبلة.