إنتاج النفط العراقي يتجاوز 3 ملايين برميل يوميا للمرة الأولى في 3 عقود

سيزيد الصادرات بدرجة كبيرة مع بدء عمل أول مرفأ نفطي عائم

TT

أعلن العراق، أمس، أن إنتاجه من النفط ارتفع لأكثر من 3 ملايين برميل يوميا لأول مرة في أكثر من 30 عاما، وأضاف أنه سيزيد الصادرات بدرجة كبيرة مع بدء عمل أول مرفأ نفطي عائم. وقال حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء العراقي، خلال مؤتمر في بغداد إن الإنتاج العراقي تجاوز اليوم مستوى 3 ملايين برميل يوميا، مشيرا إلى أن التحميل من أول مرفأ عائم سيبدأ خلال 3 أيام.

وبعد 9 سنوات من غزو العراق الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين أصبح لدى العراق خطط طموح لزيادة إنتاجه من النفط كانت معطلة بسبب عقود من الحروب والعقوبات.

لكن المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط التي تقوم بتطوير الحقول العراقية أبدوا تحفظا، فهم يتوقعون ارتفاعا تدريجيا في إنتاج العراق الذي بلغ أقل قليلا من 7.‏2 مليون برميل يوميا في 2011 إلى 3 ملايين برميل يوميا في المتوسط هذا العام.

غير أن البيانات التي أعلنها الشهرستاني لو استمرت ستشير إلى زيادة كبيرة في إنتاج العراق. ووصف وزير النفط عبد الكريم لعيبي البيانات بأنها الأعلى منذ 1979.

وأفادت تقديرات «أوبك» أن إنتاج العراق بلغ في المتوسط 68.‏2 مليون برميل يوميا الشهر الماضي. وعادة ما يحد من متوسط الإنتاج اليومي عدم كفاية البنية الأساسية للتصدير المتعلقة بتحميل النفط على ناقلات. وأعلن العراق رسميا افتتاح منفذ تصديري جديد الشهر الماضي لكن المرفأ لم يبدأ العمل بعد ويلقي المسؤولون باللوم في التأخير على سوء الأحوال الجوية.

وسيمكن المرفأ الجديد العراق من زيادة صادراته بمقدار 300 ألف برميل يوميا، وقالت شركة تسويق النفط العراقية إن الصادرات بلغت في المتوسط 014.‏2 مليون برميل يوميا فقط في فبراير (شباط) انخفاضا من 106.‏2 مليون برميل يوميا في يناير (كانون الثاني)، وأرجع المسؤولون توقف عمليات التحميل إلى سوء الأحوال الجوية في الخليج.

وزيادة صادرات العراق قد تساعد في الحد من مخاوف الأسواق العالمية بشأن إيران المجاورة بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عليها.

ويسعى العراق إلى زيادة إنتاجه إلى مثليه في الأعوام الـ3 المقبلة ولديه هدف طويل المدى هو الوصول إلى مستوى 12 مليون برميل يوميا. وعلى الرغم من أن هذا المستوى قد يكون بعيد المنال فإنه ما زال من المتوقع أن يصبح العراق أكبر مصدر لإمدادات النفط الجديدة في الأعوام القليلة المقبلة.

وقال وزير النفط العراقي، أمس، إنه يدرس عروضا من شركات نفط عالمية من بينها «بي بي» و«شلومبرغر» لتطوير حقل نفط كركوك في شمال العراق.

وأبلغ لعيبي الصحافيين في بغداد أن إنتاج الحقل تراجع على مدى الأعوام الأخيرة وأن المطلوب من الشركات هو تطوير الحقل وزيادة إنتاجه.

وتراجعت عمليات التنقيب في العراق مما يرجع جزئيا إلى خلافات بين الحكومة المركزية والمنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال البلاد على السيطرة على حقول النفط في المنطقة.

وتقول الحكومة المركزية إنها وحدها التي لها الحق في تصدير الخام العراقي، وتضيف أن الصفقات التي أبرمتها السلطات الكردية مثل تلك التي أعلنتها شركة «اكسون موبيل» غير قانونية.

وكرر لعيبي تصريحات أدلى بها مسؤولون عراقيون آخرون في وقت سابق بأن إعلانا بشأن صفقة «اكسون موبيل» سيصدر قريبا.

وقال لعيبي إن السلطات المركزية تلقت 65 ألف برميل يوميا فقط، أي أقل من نصف 175 ألف برميل يوما، كانت تتوقع الحصول عليها من كردستان العراق منذ بداية العام.

وتقول السلطات المركزية إنها تشتبه في أن الكمية المفقودة من الخام الكردي يجري تصديرها بشكل غير قانوني.