منتدى جدة الاقتصادي يسدل الستار ويترك استفهامات حول غياب أسماء بارزة

بينهم 3 شخصيات عالمية كبرى وأخرى محلية

صالح كامل رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة يستمع إلى أحد المشاركين في منتدى جدة الاقتصادي (تصوير: خضر الزهراني)
TT

مع إسدال الستار عن منتدى جدة الاقتصادي الـ12 عشية أمس، ظلت الأسئلة مطروحة حول غياب جملة من الأسماء المهمة والبارزة عن مشاركتها في المنتدى، مما أحدث إرباكا كبيرا في جلسات العمل التي تحولت عن مسارها وأفكارها التي حددت سلفا وأعلنت رسميا.

ففي حين غاب اثنان من رؤساء الدول المدعوة للمشاركة ونائب لرئيس دولة ثالثة، إضافة إلى غياب أسماء محلية بارزة من أمراء ومسؤولين كبار، دفع بالمنظمين إلى تغيير محاور جلسات اللقاء التي تحول بعضها إلى المحلية البحتة.

وفي حين برر صالح عبد الله كامل، رئيس غرفة جدة ورئيس المنتدى، غياب بعض الأسماء المهمة مثل نائب رئيس وزراء تركيا، والأمير تركي الفيصل، بتوضيحه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمير تركي الفيصل اعتذر بسبب ظروفه، أما ما يخص نائب رئيس الوزراء التركي فهناك ظروف خارجة عن إرادتنا منعته من الحضور وهو أمر يحدث».

ويأتي ذلك في وقت تحدث فيه مازن بترجي، نائب رئيس الغرفة التجارية في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن اعتذار عدد من المسؤولين ورئيسي دولتين، هما الهند وسنغافورة، قبل المنتدى، إضافة إلى اعتذار مجلس إدارة مركز الملك فيصل للأبحاث، وعلي بابا جان، نائب رئيس الوزراء التركي.

وبالعودة إلى صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية رئيس المنتدى، أكد أن «المنتدى حقق النجاح المأمول، وتشرف هذا العام برعاية خادم الحرمين الشريفين له»، مشيدا بجهود القائمين عليه من الغرفة التجارية. وأكد أن «الأسماء المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي لا تقاس بمدى شهرتها في العالم، بل بالفكر والقيمة التي تحملها».

وأضاف كامل، أن «نجاح المنتديات لا يقاس بأسماء المشاهير، وإنما بماذا يقدم المنتدى، وهل يفيد المجتمع»، مضيفا «وفقت جلسات المنتدى المحلية والإقليمية والعالمية في تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها»، كاشفا عن أن رئيس وزراء ماليزيا السابق حضر المنتدى ثلاث مرات، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان حضر مرتين، والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون حضر مرة واحدة، ومن المستحيل أن يكرر المنتدى مثل هذه الأسماء حتى يحصل على الأسماء المشهورة.

وقال كامل «على الرغم من هذا كانت هناك مشاركة في نسخة المنتدى لهذا العام من قبل رئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز ورئيس وزراء آيرلندا الأسبق جون بروتون».

وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة لمي السليمان، نائبة رئيس غرفة جدة رئيس اللجنة المنظمة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «المتحدثين اختيروا بعناية وبعد دراسات كثيرة، وقد ركزنا على جانب التخصص والفكر، بعيدا عن الشهرة والتكرار، والجديد في هذا المنتدى هو طرح الأفكار والمبادرات لكل أفراد المجتمع من المعلمين وأصحاب الأعمال والمبادرين من شباب الأعمال».

ولفتت إلى عدم إغفال المنتدى لمشاركة المرأة في هذه المظاهرة، إذ وجهت الدعوة لأكثر من 6000 شخصية، من ضمنهم نساء، مستدركة «قلة المشاركة النسائية سببها أن المرأة لم تعد بحاجة إلى إبرازها، بعد أن دلل خادم الحرمين الشريفين على مكانتها في المجتمع، والشاهد على إشراك المرأة في المنتدى هو أن تنظيمه هذا العام جاء من خلال أربع نساء أنا من ضمنهن».

من جهته، قال عدنان مندورة، الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية «مشاركة القطاعات الحكومية والخاصة في خروج هذا المنتدى بصورته المشرقة إلى جانب الرعاة الذين تحملوا تكاليف إقامته حتى صار من خلال ما اكتسبه من أهمية كبيرة بعد أن تجاوز عقدا من الزمان تحمل آمالا كبيرة تجاه مستقبل الاقتصاد، الأمر الذي دفع القائمين عليه إلى أن يناقش كيفية بناء مستقبل الغد من خلال إشراكه للأسماء المعروفة على مستوى قادة الدول وشخصيات بارزة من صناع القرار الاقتصادي في أنحاء العالم».

وشدد على أنهم حرصوا على اختيار متحدثين من الداخل والخارج يخدمون المحاور والمواضيع المطروحة، رافضا أن يكون التركيز على شهرة بعض الأشخاص دون الالتفات إلى جوهر الموضوع الذي يطرحه المنتدى من جانبه.

وقال زياد البسام، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة، إن «المنتدى ركز هذا العام على محاور الشباب والتعليم وريادة الأعمال، وقد حقق الكثير من المأمول منه».

وغابت كوكبة من الشخصيات البارزة واختفت وجوه مسؤولين ووزراء وتحولت أحداث منتدى جدة الاقتصادي 2012 إلى تساؤلات جانبية بين زواره حول الفروق الجوهرية التي كان يستقطبها المنتدى في بداياته وتغير المتحدثين والخروج من الجلسات بمواضيع مغايرة لعناوينها، مما دفع بأحد الحضور في مداخلته أمام الجمهور، مستشهدا بالمنتخب السعودي حين يستدعى المدرب الوطني ناصر الجوهر لقيادة المنتخب في لحظاته الحرجة.

واعترف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة رئيس منتدى جدة الاقتصادي 2012 في مؤتمر صحافي عقده أمس على هامش فعاليات المنتدى، بأن اللجنة المنظمة لهذا الحدث لم توفق في طرح موضوع التحول من مجلس إلى اتحاد لدول مجلس التعاون الخليجي وخروج الجلسة المختصة بهذا المجال عن العنوان الرئيسي لها (ما بعد الآفاق.. اليوم نبني اقتصاد الغد)، وهذا الموضوع يخص قادة دول مجلس التعاون والجهات ذات العلاقة.

وأبدى كامل استعداد غرفة جدة في تبني مبادرة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز في إنشاء حاضنة تشرف عليها الغرفة وتدعم العمل التطوعي والتدريبي للشباب ليصبحوا أصحاب أعمال.

وبين أن منتدى جدة الاقتصادي كعادته في كل عام لا يصدر توصيات، وإنما يركز على الطرح والنقاش وتبادل الآراء في مواضيع مختلفة وتتمخض عن مشاركات المتحدثين فيه حلول ومقترحات ويشرفه حضور الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، ومحافظ جدة ووزيران أو ثلاثة، منوها بأن التوصيات لا تصدر إلا عن المنتديات السياسية، مدللا على ذلك بأن منتدى دافوس العالمي لا يصدر توصيات، فكل مشارك فيه يعتمد على طرحه ومواضيعه، والتي يبرزها المنتدى عبر وسائل مختلفة وفق أهداف ورسالة وضع من أجلها.