قطر توسع مشترياتها العقارية في العالم

تملكت مؤخرا فندقين فاخرين في باريس

TT

فرضت قطر البالغة الثراء نفسها نجمة في معرض العقارات الدولي (ميبيم) في مدينة كان الفرنسية، خصوصا بفضل جناحها الضخم مقابل قصر المهرجانات في المدينة المتوسطية الشهيرة، وذلك في وقت تزداد فيه شهية هذا البلد على الاستثمار في القطاع العقاري عبر العالم وعلى أراضيه أيضا، وذلك حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال رئيس شركة «لوسيل» العقارية، عيسى محمد علي كلداري لوكالة «فرانس برس» في كان «نحن طموحون جدا لأننا نريد أن ننوع استثماراتنا بفضل الثروة الناتجة عن الغاز». و«لوسيل» هي واحدة من ثلاث شركات عقارية قطرية مشاركة في المعرض إلى جانب «الديار القطرية» و«مشيرب العقارية».

وأطلقت قطر ما لا يقل عن 50 مشروعا عقاريا في نحو 30 بلدا بقيمة إجمالية تصل إلى 40 مليار دولار، بحسب كلداري.

وكرمز صارخ للطموح القطري العام والخاص في المجال العقاري، اشترى رجل أعمال قطري، هو غانم بن سعد السعد، لتوّه فندق «كارلتون الفاره» الذي يعد من أشهر الفنادق التاريخية في مدينة كان الفرنسية. وكانت شركة «الديار القطرية» التابعة للصندوق السيادي القطري، التي تعد ثاني أكبر مساهم في عملاق المقاولات الفرنسي «فينسي»، اشترت اثنين من أشهر الفنادق الفخمة في باريس؛ الأول هو فندق «رويال مونسو» والثاني هو «ماجيستيك» بالقرب من قوس النصر بساحة النجمة. وسيفتح هذا الأخير أبوابه مجددا بعد انتهاء عمليات تجديده، تحت إدارة الشركة الفندقية الآسيوية «بينينسولا».

ومن الاستثمارات القطرية المهمة أيضا شراء شركة «الديار القطرية» القرية الأولمبية في لندن بالشراكة مع مجموعة «ديلانسي» العقارية البريطانية مقابل 634 مليون يورو، وهي القرية التي ستؤوي الرياضيين الذين سيشاركون في الألعاب الأولمبية الصيف المقبل في لندن. كما أن شركة تابعة لقطر أيضا ستقوم بترميم مخازن تشيلسي التاريخية في وسط لندن وستحولها إلى مساكن فخمة.

إلا أن الاستثمارات القطرية تتجه أيضا نحو قطر، خصوصا على ضوء استعدادات هذا البلد لاستضافة كأس العالم في عام 2022، وهي مناسبة ستضع قطر «في صلب اهتمام العالم»، بحسب منظمي الحدث القطريين.

لذلك تقوم قطر وقبل إنشاء الملاعب الرئيسية، ببناء مدينة لوسيل التي تمتد على مساحة 38 كيلومترا مربعا بالقرب من الدوحة، وهي ستستوعب 250 ألف ساكن جديد بعد الانتهاء من أعمال بنائها عام 2016. وقطر الفخورة بماضيها تسعى أيضا لاستقبال ملايين السياح، وهي ستقوم بتجديد وسط الدوحة ضمن مشروع بتكلفة 4.18 مليار يورو، بحسب ما أكد لوكالة «فرانس برس» محمد مسعود المري، مدير المشاريع في «مشيرب العقارية».

وذكر المري أن مشروع وسط مدينة مشيرب الذي يمتد على مساحة 31 هكتارا «سيعيد الحياة إلى حي التجارة التاريخي في الدوحة بشكل مستوحى من التراث القطري». والمشروع هو مزيج من المنازل والشوارع التي تحيط بها القناطر، ومن الفنادق الفخمة والمطاعم والمسارح ودور السينما والمساجد. وسيكون هذا الحي أيضا مركزا لنشاطات ثقافية جمة، مثل زيارة البيوت القديمة التي تعود لزمن الحرب العالمية الثانية حين بدأ مستخرجو النفط الغربيون بالتوافد إلى قطر للبحث عن الثروة التي ستغير تاريخ هذا البلد. وسيقوم قطار تراموي بالربط بين الأجزاء الثمانية في المشروع.

أما بالنسبة للمستثمرين الأجانب، فلن يكون بوسعهم التملك الحر في هذا المشروع، وإنما الاكتفاء بعقود إيجار طويلة الأمد.