مخاوف من زيادة أسعار الغذاء بمصر بعد انتشار الحمى القلاعية

توقعات بزيادة استيراد اللحوم من الخارج

TT

أصاب مصر، خلال الأسبوع الحالي، أزمة جديدة إلى جانب الأزمات المتلاحقة التي تمر بها، بانتشار مرض الحمى القلاعية الذي يصيب المواشي وأدى إلى نفوق المئات منها، الأمر الذي زاد مخاوف خبراء من أن يؤدي انتشار المرض إلى ارتفاع أسعار الغذاء، خاصة الدواجن والأسماك.

وتقدر إحصائيات رسمية نسبة استهلاك اللحوم في مصر بنحو 28.9 في المائة من إجمالي الاستهلاك على الطعام والشراب، وهي أعلى نسبة استهلاك في هذا القسم، بمتوسط استهلاك 2747 جنيها (457 دولارا) في الحضر مقابل 2422 جنيها (304 دولارات) في الريف. ويتوقع خبراء أن يؤدي انتشار الحمى القلاعية إلى عزوف المصريين عن شراء اللحوم الحمراء واستبدال الدواجن والأسماك بها، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الطلب عليها، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

وانتشر مرض الحمى القلاعية في مصر عام 2006، وفقدت البلاد خلالها نحو مليوني رأس ماشية.

وقال خبراء إن أزمة الماشية في مصر جاءت في توقيت صعب للغاية، فهناك ارتفاع أسعار بدائل اللحوم الحمراء، خاصة الدواجن التي يقل إنتاجها خلال فترة الشتاء. وأشاروا إلى أن أسعار الدواجن بدأت ارتفاعها خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ووصلت أسعارها إلى 18.11 جنيه للكيلو، ولكنهم أكدوا أن زيادة الطلب سيرفع أسعارها إلى مستويات أعلى خلال الفترة المقبلة.

وقال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الدواجن والأسماك خلال الفترة الحالية، نظرا لارتفاع حالات النفوق بسبب مرض الحمى القلاعية الذي يصيب الماشية، وتوجه المواطنين إلى البديل عن اللحوم الحمراء كالدواجن والأسماك مما يؤدى إلى رفع الأسعار.

وأضاف أن هناك مؤشرات على بدء ارتفاع أسعار الدواجن، فخلال الفترة الماضية ارتفعت الأسعار ووصلت إلى 18 جنيها للكيلو، وقد ترتفع إلى مستويات أعلى بكثير، كما حدث قبل ستة أعوام في مصر عندما انتشرت الحمى القلاعية.

ويقول أحمد إمام، خبير الأغذية، إن الأزمات التي تمر بها مصر في اللحوم تقترن بزيادة الاستهلاك على السلع البديلة، والأزمة الحالية تعد مؤشرا على ارتفاع الأسعار، خاصة أن لا توجد بدائل كبيرة متاحة، إلى جانب عدم وجود علاج للحمى القلاعية الأمر الذي يهدد الثورة الحيوانية كلها.

وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة استيراد اللحوم من الخارج، خاصة أن الثورة الداجنة في مصر لا تكفي سوى نصف استهلاك المواطنين. ووصل إنتاج مصر من الثروة الداجنة إلى 1.1 مليون دجاجة يوميا، مقابل 1.6 مليون دجاجة آخر العام الماضي، في حين يصل حجم الاستهلاك اليومي إلى 2.2 مليون دجاجة.

وأضاف إمام أن زيادة استيراد اللحوم من الخارج تأتي في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية إلى تقليص عمليات الاستيراد من الخارج لكي تحافظ على مواردها من العملة الأجنبية.