قالت مصادر مطلعة إن جهاز أبوظبي للاستثمار، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، يعتزم الاستثمار مباشرة في العقارات الهندية في محاولة لتنويع استراتيجيته الحالية التي تركز على استثمار الأموال في البلاد من خلال صناديق الاستثمار العقاري والاستثمار المباشر.
وقال أحد المصادر: إن استثمارات الجهاز في العقارات الهندية بلغت ما بين 400 و500 مليون دولار، ومعظمها من خلال صناديق عقارية أو صناديق الاستثمار المباشر، وإن الجهاز يستكشف الآن فرصا للاستثمار بطريقة مباشرة. وقالت المصادر إن الصندوق السيادي الذي يمتلك أصولا متنوعة، تشمل سندات لـ«سيتي غروب» وحصة في مطار جاتويك البريطاني، يوشك أن يعين مدير صندوق متخصصا في الهند من شركة كبيرة للاستثمار المباشر للبحث عن فرص عقارية في ثالث أكبر اقتصاد في آسيا.
وقال أحد المصادر إن جهاز أبوظبي للاستثمار استثمر في الآونة الأخيرة 50 مليون دولار في صندوق للاستثمار المباشر متخصص في العقارات الهندية تديره شركة «ريد فورت كابيتال». وفي يناير (كانون الثاني) قالت ريد فورت إنها تعتزم جمع 500 مليون دولار لثاني صندوق لها للعقارات الهندية، وإنها جمعت له بالفعل 80 مليون دولار. ولم يتسنَّ الاتصال فورا بمسؤولين في «ريد فورت» للحصول على تعليق. ولم تكشف المصادر عن اسم الشخص الذي سيعينه جهاز أبوظبي للاستثمار، كما طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب عدم الإعلان عن المسألة حتى الآن. وأحجم متحدث باسم الجهاز في أبوظبي عن التعقيب.
وترغب صناديق ضخمة للثروة السيادية، منها مؤسسة الاستثمار الحكومية السنغافورية، في الاستثمار في العقارات الهندية مع بحث الشركات العقارية الهندية التي تعاني شح السيولة عن أموال لبدء مشاريع وخفض الديون. وبلغت ديون شركات التطوير العقاري الهندية 8.1 تريليون روبية (74.35 مليار دولار) حتى سبتمبر (أيلول) 2011 بحسب تقرير لشركة «إنفراستركتشر ديفيلوبمنت فاينانس كورب».
ومن المتوقع أن تتخارج شركات الاستثمار المباشر الدولية التي استثمرت 13 مليار دولار في القطاع العقاري الهندي منذ 2005 من استثمارات تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار خلال العامين المقبلين، حسبما قالت شركة «جونز لانغ لاسال للاستشارات العقارية». وهذا سيضخم الفجوة التمويلية لشركات التطوير العقاري في وقت يشهد انخفاضا في مبيعات المنازل وتحفظا من البنوك عن إقراض هذا القطاع.
وتخوض مؤسسة الاستثمار الحكومية السنغافورية محادثات مع عدة شركات عقارية هندية منها: «أكوينوكس ريالتي»، الذراع العقارية لمجموعة «إيسار»، التي تتنوع أنشطتها من النفط إلى الحديد، وشركة «جودريج العقارية» للاستثمار في مشاريعهما.
وقالت وزارة التجارة الهندية، في بيان، في يناير: إن جهاز أبوظبي للاستثمار أبدى اهتماما شديدا بالاستثمار في البلاد وإنه وافق على الإسراع بتشكيل مجموعة عمل مشتركة لتسهيل استثمارات الجهاز. وشكلت الاستثمارات العقارية ما بين 5 و10% من إجمالي المحفظة العالمية لجهاز أبوظبي للاستثمار بحسب تقريره السنوي لعام 2010. ويدير القسم العقاري بيل شواب، الذي انتقل إلى الجهاز عام 2009 من بنك جيه بي مورغان، وتشكل محفظة أميركا الشمالية وأوروبا جزءا ضخما من استثمارات جهاز أبوظبي للاستثمار؛ إذ ضخ الصندوق 60 إلى 85% في المنطقتين. وتشكل الأسواق الناشئة نحو 15%.
وقال جهاز أبوظبي للاستثمار في تقريره: إن العائد على الاستثمار بلغ 6.7% على أساس سنوي على مدى 20 عاما حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2010. ولا يفصح جهاز أبوظبي للاستثمار عن قيمة أصوله، لكن محللين يقدرونها بما بين 400 و600 مليار دولار.