«التمويل» الدولية و«أبراج» الإماراتية تضخان 250 مليون دولار في رأسمال «سهام» المغربية

العملية تهدف لتمويل شراء شركات تأمين في أفريقيا

حفيظ العلمي رئيس مجموعة «سهام» المالية
TT

أعلنت «سهام» المالية المغربية أول من أمس إغلاق عملية زيادة الرأسمال التي فتحتها أمام المستثمرين الدوليين في سوق لندن المالية، والتي قادها مصرف «جي بي مورغان» الأميركي.

وقال حفيظ العلمي، رئيس مجموعة «سهام» المالية، إن العملية أسفرت عن ضخ 250 مليون دولار في رأسمال الشركة مقابل بيع حصة 37.5 في المائة من رأسمالها مناصفة بين كل من شركة «التمويل» الدولية، وهي فرع للبنك الدولي متخصص في تمويل القطاع الخاص عبر أخذ مساهمات، ومجموعة «أبراج كابيتال» الإماراتية المتخصصة في استثمارات الملكية في الأسواق الناشئة. وأشار العلمي إلى أن المستثمرين الجديدين تم اختيارهما من بين تسعة مستثمرين قدموا عروضا للشركة المغربية، وأن المفاوضات التي جرت مع كل مستثمر على حدة استمرت ثمانية أشهر.

وقال العلمي إن الأموال المتحصلة من هذه العملية ستوجه لدعم توسع المجموعة المالية المغربية في قطاع التأمين في أفريقيا الشرقية والوسطى، إضافة إلى تنمية الفروع التي اقتنتها حديثا في أفريقيا الغربية.

وأوضح العلمي أن عمليات «سهام» المغربية في السوق الأفريقية أصبحت تمثل حصة 43 في المائة من إيراداتها في مجال التأمين، والبالغة 645 مليون دولار، وذلك من خلال فروعها الموجودة في 12 دولة أفريقية والتي تمت هيكلتها تحت قيادة شركة «كولينا» للتأمينات ومقرها المركزي في ساحل العاج. فيما مثلت السوق المغربية 57 في المائة من إيرادات المجموعة في قطاع التأمين عبر شركة «سينيا السعادة». وأشار العلمي إلى أنه يدرس حاليا فرصا لشراء شركات تأمين أو إحداث فروع جديدة في بلدان أفريقية أخرى، منها كينيا ورواندا وتنزانيا في شرق أفريقيا، ونيجيريا والكونغو برازافيل في غرب أفريقيا.

وتعتبر مجموعة «سهام» المالية من بين المجموعات المالية الفتية في المغرب، والتي عرفت توسعا قويا خلال العقد الماضي، وتتكون محفظتها الاستثمارية من شركات في قطاعات التأمينات والإسعاف والأوفشورينغ والصناعات الصيدلية والقروض الشخصية. وبدأت علاقة حفيظ العلمي بقطاع التأمين مباشرة بعد إنهاء دراساته العليا في كندا خلال الثمانينات من القرن الماضي، حيث ترقى بسرعة في إطار مجموعة «سوليداريتي يونيك» الكندية إلى أن أصبح نائبا للرئيس. وفي سنة 1989 عاد للمغرب في إطار دعوة الملك الراحل الحسن الثاني للأطر المغربية في الخارج للرجوع إلى البلاد والمساهمة في تنميتها. فتولى بعد عودته إنشاء قطب التأمينات في مجموعة «أومنيوم» شمال أفريقيا (أونا)، التي ترقى فيها إلى أن أصبح أمينا عاما للمجموعة في 1994. غير أن خلافا بينه وبين جيل دينيستي، المدير العام لمجموعة «أونا» آنذاك، جعل حفيظ العلمي ينسحب من المجموعة ليبدأ مشواره المستقل عبر إطلاق شركة «سهام» القابضة.

بدأ العلمي أعماله بشراء حصة 45 في المائة من شركة «أكما» للوساطة في التأمين، وقام بإعادة هيكلة الشركة قبل طرحها في البورصة سنة 1998، وعن طريق الاستحواذ على شركات أخرى في مجال الوساطة في التأمين تحولت «أكما» إلى عملاق لفت أنظار مستثمرين كبار، خاصة الأميركي ماكلينان الذي قدم عرضا لشراء حصص العلمي. غير أن هذا الأخير توصل إلى اتفاق مع مجموعة «أومنيوم» شمال أفريقيا التي اشترت حصصه بضعف السعر الذي دخلت به شركة «أكما» إلى البورصة، وشكلت الأرباح التي جناها العلمي من العملية القاعدة المالية لبناء مجموعته الخاصة، والتي استثمرت في مجالات الأوفشورينغ والتوزيع العصري، وأطلقت مجموعة من العلامات التجارية في المغرب وفرنسا في مجالات الألبسة والموضة. وفي 2005 استحوذ العلمي على شركة التأمين «سينيا»، وهي الفرع المغربي لمجموعة «أريج» البحرينية. ونجح في تقويم الشركة وتجاوز الصعوبات التي كانت تعرفها. وفي السنة التالية استحوذ على شركة التأمين «السعادة»، التي كانت على وشك الإفلاس، والتي نجح أيضا في إعادة هيكلتها ودمجها مع «سينيا» لتشكلا أكبر مجموعة تأمين في المغرب.

وعن مغامرته الأفريقية يقول العلمي «قبل سنوات كنت كغيري من رجال الأعمال المغاربة أنظر إلى الشمال. لكن الخيبة التي أصبت بها في محاولاتي التوسعية، سواء في التأمين أو الاتصالات والعلامات التجارية، في أوروبا جعلتني أدير لها ظهري وأتجه صوب أفريقيا». يقول العلمي إنه حاول شراء شركة تأمين في فرنسا، والتي كانت شركة صغيرة لكنها عريقة. غير أن السلطات الفرنسية وضعت أمامه عراقيل يصعب تجاوزها. ويضيف «في نهاية المطاف طلبوا مني أن أضمن أصول الشركة الفرنسية بممتلكاتي الخاصة. عندها أدركت أنني كنت غير مرغوب في». وبدأ العلمي مغامرته الأفريقية قبل ثلاث سنوات، وأصبحت لديه فروع في مجال التأمين في 12 دولة أفريقية. وهو الآن يفكر في بحث فرص جديدة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما أنه لا يخفي سعيه وراء فرصة للاستثمار في القطاع المصرفي بالمغرب.