ارتفاع أسعار النفط يعطي نظرة تفاؤلية حيال الاقتصاد العالمي

خبراء: مؤشرات إلى احتمالية تحسن الظروف وفتح شهية المستثمرين للمخاطر

تقلبات أسعار النفط تعكس ارتفاع المخاطر الجيوسياسية والتي لا تمنع من التوقع بانخفاض الأسعار مرة أخرى
TT

توقع خبراء اقتصاديون، أن يدخل ارتفاع متوقع لأسعار النفط أكثر مما هو عليه الآن، كلاعب رئيسي في ساحة التأثير المباشر في أسواق الأسهم، مبينين أن أزمة ديون اليورو، تضيف هي الأخرى بعدا آخر في انتعاش أسواق الأسهم بشكل عام.

وأوضح الخبراء لـ«الشرق الأوسط»، وجود مؤشرات قوية تؤكد احتمالية انتعاش سوق الأسهم، غير أنهم غير متيقنين تماما، إن كان قد يطولها الأثر بشكل غير مباشر.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن، أن هناك مؤشرات تشير إلى احتمالية أن تزيد الظروف الاقتصادية الجيدة من شهية المستثمرين للمخاطر، ذلك لأنها ستدعم التحول المستمر من الاستثمارات منخفضة المخاطر إلى الأصول ذات المخاطر العالية.

وأضاف «أزمة ديون اليورو، تبدو كما لو أنها قد هدأت لحد ما، غير أنه أكد في نفس الوقت، أن هذا الاتجاه لا يكفي لطمأنة المستثمرين وأن يشعروا بالاستقرار، طالما هناك ارتفاع في أسعار النفط المدفوع بأحداث إيران، وغيرها من أحداث البؤر الساخنة في أنحاء متفرقة من العالم».

وكانت «رويترز» قد أشارت في تقرير لها أمس، إلى ارتفاع النفط مقتربا من 126 دولارا للبرميل، مبينة أن المستثمرين، يبنون قراراتهم وفق ما تدلي به تصريحات من البنك المركزي الأميركي، بتحسّن آفاق اقتصاد البلاد، لكنها قد تبدد التوقعات بمزيد من التحفيز النقدي.

وكان قد تابع المستثمرون ليلة أمس، اجتماعا لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي عن كثب، للحصول على مؤشرات على قوة تعافي الاقتصاد الأميركي وإن كان ذلك، سيعني أن من غير الوارد تنفيذ جولة ثالثة من التيسير الكمي. وأضاف باعشن أن تحسن الدورة الاقتصادية في أميركا والعالم، يبدو أكثر قوة من العام الماضي، ولذلك فإن المفاجآت الاقتصادية الإيجابية، يجب أن تؤدي إلى صعود أسواق الأسهم أيضا، كما أن التوقعات الاقتصادية المتفائلة لا بد أن تعطي مزيدا من الدعم لأسواق الأسهم، قبل الوصول إلى أسواق التقييم العادل، إذ إنه في هذه الحالة قد يؤدي التفاؤل الكبير إلى مزيد من الدعم واستبعاد حدوث نكسات كبرى، لأنه كما يرى أن الكثير من المستثمرين الذين يرغبون في زيادة المخصصات للاستثمار في الأسهم لم يفعلوا ذلك بعد.

من جهته، أشار المحلل المالي عبد الرحمن بخيت العطا، إلى الزيادة الأخيرة التي حدثت في خام برنت والتي بلغت 15 في المائة، مقارنة بتلك التي بلغت 60 في المائة، والتي كانت نتيجة حتمية لأحداث الاضطرابات التي انتظمت بعض البلاد العربية، بسبب الربيع العربي، والذي هبت رياحه في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا.

ويعتقد أن هذا الواقع الساخن، يعني بشكل أو بآخر، ليس هناك أي مشكلة طالما أن ارتفاع الأسعار لن يؤثر على النمو العالمي، مبينا أن الطلب على النفط ليس قويا لا سيما بالنظر إلى أوروبا والأسواق الناشئة التي هي في بوادر الانتعاش.

وبالطبع فإن تقلبات أسعار النفط وفق العطا، تعكس ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، والتي هي مع ذلك لا تمنع من التوقعات بأن تنخفض الأسعار مرة أخرى إذا تم تجنب التصعيد العسكري في البؤر الساخنة وبخاصة منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أنه يجري رصد تطور أسعار النفط عن كثب.

وكثيرون يرون أن أسعار النفط لن تفسد للاقتصاد قضية، باعتبار أنه سيكون هناك نظرة مفرطة بالتفاؤل لناحية الارتفاعات الدورية والانتعاش الاقتصادي الذي سيقدم آفاقا أكثر إشراقا من شأنها أن تفتح شهية المستثمرين، والذي يعتمد عليه عودة المستثمرين الذين كانوا على هامش الأسواق منذ فترة، الأمر ينعكس إيجابا أو سلبا في عملية دعم أسواق الأسهم من عدمها.