أمين الاستثمارات العامة لـ«الشرق الأوسط»: جميع خيارات تمويل مشاريع القطارات في السعودية مفتوحة

«سار» السعودية توقع عقد تصنيع وتوريد قطارات ركاب مع «كاف» الإسبانية بـ142 مليون دولار

رسم تخيلي للقطارات التي تم توقيع تصنيعها وتوريدها («الشرق الأوسط»)
TT

كشف منصور المميان، أمين عام صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثمارية للحكومة السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن تمويل مشروع نقل الركاب في سكة حديد «سار» سيكون حكوميا بناء على قرار مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن الحكومة ستعمل على تمويل مشاريع البنية التحتية، في الوقت الذي ستكون جميع الخيارات مفتوحة في تمويل المشاريع الأخرى إذا تم الاحتياج لها، سواء بإصدار الصكوك أو تمويل مباشر من الميزانية العامة أو من صندوق الاستثمارات العامة، لافتا إلى أن جميع الخيارات لا تزال تحت البحث.

وشدد على أن تمويل المشروع سيكون من صندوق الاستثمارات العامة لتنفيذ هذا المشروع، مبديا ترحيبه بالخيارات الأخرى، التي ستكون مفتوحة من خلال الصكوك أو الأدوات المالية الأخرى.

وجاء حديث المميان على هامش توقيعه لعقد بين الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) التي يرأس مجلس إدارتها، يوم أمس، مع شركة «كاف» الإسبانية، لتصميم وتصنيع وتوريد قطارات الركاب لمشروع قطار «سار» بقيمة فاقت 553 مليون ريال (142 مليون دولار).

وقال أمين عام صندوق الاستثمارات العامة إن العقد مع شركة «كاف» الإسبانية يتضمن تصميم وتصنيع وتوريد خمسة قطارات للركاب، التي سيتم تورديها خلال 24 شهرا، مشيرا إلى أن توقيع عقد قطارات الركاب يأتي بالتزامن مع عقود محطات الركاب التي تم توقيعها مطلع هذا العام؛ لإنشاء 6 محطات للركاب في كل من الرياض، المجمعة، القصيم، حائل، الجوف والقريات.

وأوضح أن تشغيل المشروع سيتم في النصف الثاني من عام 2014، مؤكدا أن شركة «سار» تسعى لجعل قطاراتها إنجازا وطنيا رائدا على صعيد وسائل النقل في المملكة، مبينا أن هذه المجموعة من القطارات تعتبر الدفعة الأولى لقطارات ركاب شركة «سار» مع إمكانية زيادة عدد القطارات مستقبلا مع زيادة الحجم التشغيلي لخدمة نقل الركاب.

وقال المميان في تصريحات أمام جمع من الصحافيين إن الميزانية المحددة لتشغيل المشروع تبلغ 20 مليار ريال (5.3 مليار دولار) ولا تشمل نزع الملكيات التي ستتولاها وزارة المالية في دفع التعويضات، متمنيا أن تكون تكلفة المشروع في حدود الميزانية المحددة.

وعن العائد السنوي على مشروع سكة حديد «سار»، لفت المميان إلى أن العائد سيكون في نقل البضائع، وليس على مشروع الركاب، الذي تشير الدراسات إلى أنه ليس بالمربح الجيد حتى في معظم الدول.

وأفصح أيضا عن اتفاقيات مع شركة «معادن» لنقل البضائع بأسعار محددة، فضلا عن وجود اتفاقية مع شركة الزيت السعودية «أرامكو» لنقل المشتقات البترولية إلى المنطقة الشمالية، ومقترحات حول اتفاقيات مع شركات زراعية لنقل منتجاتها، وذلك لزيادة إيرادات الشركة.

وقال الميميان إن الشركة أبرمت بعد اكتمال خط التعدين الذي ينقل 250 ألفا من الفوسفات بمسافة 1400 كيلو متر من حزم الجلاميد إلى رأس الخير، والبدء في الخطوات التالية حاليا لبناء النشاط الآخر من المشروع وهو نقل الركاب.

وفي ما يتعلق بالجسر البري بين الرياض وجدة، بين أن مشروع الجسر البري من الرياض إلى جدة سيكون مزدوجا وبسرعة 330 كيلومترا في الساعة وكان الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، وقع 3 عقود لمشروع سكة الحديد (الشمال الجنوب) بقيمة إجمالية بلغت بـ2.340 مليار ريال (624 مليون دولار) الذي تنفذه الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار).

وجاء العقد الذي وقعه المميان مع رئيس شركة «كاف» الإسبانية، بحضور بابلو برابو السفير الإسباني لدى السعودية، وذلك لتصميم وتصنيع وتوريد خمسة أطقم قطارات لنقل ركاب مشروع سكة الحديد «سار»، إضافة إلى تقديم الدعم الفني الميداني لهذه القطارات خلال فترة الضمان، والقيام بتدريب موظفي الشركة لتشغيلها.

من جهته، قال الدكتور رميح بن محمد الرميح، الرئيس التنفيذي لشركة «سار»، إن السرعة التشغيلية لتلك القطارات تبلغ 200 كيلومتر في الساعة الواحدة، وإنها تمتاز باستيفائها المواصفات العالمية لمنح كل راكب أعلى درجات الراحة والرفاهية من حيث رحابة وسعة المساحة المخصصة لكل راكب وجودة وراحة المقاعد، إضافة إلى تعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها بفئتيها، درجة الأعمال، والدرجة الاقتصادية.

وأشار إلى أن الشركة حرصت في اختياراتها لتلبية احتياج العائلة بالكامل، حيث تم تزويد بعض المقاعد بفواصل لتوفير المزيد من الخصوصية للعائلات، كما خُصصت أماكن لأداء الصلاة، وأماكن ترفيهية للأطفال، وتزويد كل عربة بدورتي مياه، ومرافق لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى خدمات الإنترنت والبث اللاسلكي، وأحدث الأنظمة الترفيهية السمعية والمرئية، عن طريق تزويد المقاعد بشاشات مصغرة والممرات بشاشات كبيرة، لعرض معلومات الرحلة واسم المحطة المقبلة، وكذلك تحديد اتجاه القبلة.

وأضاف الدكتور الرميح أنه تم تخصيص عربة في منتصف القطار لتقديم جميع الخدمات التموينية للمسافرين من الوجبات، بالإضافة إلى تخصيص عربات لشحن السيارات، مما يتيح الخيار للمسافر بشحن السيارة وتسلمها في محطة الوصول.

ولفت الدكتور الرميح إلى أن القطار الواحد يتسع لـ514 راكبا، وذلك للمسافات المتوسطة التي تمتد من الرياض إلى حائل مرورا بالمجمعة والقصيم، أما في الرحلات الطويلة كالتي تمتد من الرياض إلى القريات مرورا بالجوف فيوجد بها مقصورات مخصصة للنوم، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار 390 راكبا.

من جهته، قال السفير الإسباني لدى السعودية بابلو برابو إن توقيع العقد يأتي كخطوة ثانية بعد توقيع عقد الحرمين. وأضاف «نحن سعيدون للمشاركة في ذلك»، وقال «شركة (كاف) هي واحدة من أفضل الشركات العاملة في قطاع القطارات في إسبانيا»، مبديا سعادته لمشاهدة الشركات الإسبانية تعمل على تطوير قطاع القطارات في السعودية.

وزاد السفير الإسباني الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» على هامش حفل توقيع العقد «أنا سعيد للغاية أنه خلال شهرين استطعنا توقيع اثنين من أهم العقود، ليس فقط من أجل المبالغ الكبرى، ولكن لكون الحكومة السعودية حريصة ودقيقة عند اختيار شركائها، حيث إنها تختار الأفضل»، على حد تعبيره.