خبير بنكي: «المنافسة السعرية» أبرز تحد أمام شركات الاتصالات في السعودية لتحقيق النمو

رئيس أبحاث الأسهم في «الأهلي كابيتال»: قطاع الأعمال والإنترنت والأجهزة عوامل تساهم في زيادة الأرباح

جانب من سوق الهواتف الجوالة في السعودية
TT

حدد خبير بنكي في السعودية عامل المنافسة السعرية بين شركات الاتصالات كأبرز تحد أمام تحقيق نمو في الأرباح خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن استمراره سيؤدي إلى انخفاض الهوامش الربحية في الفترة المقبلة.

وقال فاروق مياه، رئيس أبحاث الأسهم في شركة «الأهلي كابيتال» إن الضغط على الهوامش سيكون إيجابيا للمشتركين، عطفا على كون السعر يعتبر منخفضا، إلا أنه سيكون سليبا على الشركات لانخفاض الهوامش الربحية مع استمرار ذلك.

ولفت مياه الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن آفاق النمو ستكون في خطوط الإنترنت، التي تزداد مع زيادة الطلب من قبل المشتركين، في الوقت الذي تتضمن فيه تلك الآفاق توقعات زيادة المجمعات السكنية، مشددا على أن قطاع الشركات يعتبر من القطاعات الواعدة في هذا المجال.

وضم رئيس أبحاث الأسهم في شركة «الأهلي كابيتال» مبيعات أجهزة الهاتف الجوال كداعم للنمو في شركات الاتصالات، خاصة أنه شكل جزءا كبيرا من إيرادات شركة «موبايلي» خلال الفترة الماضية.

وكانت «الأهلي كابيتال» قد أبقت على تفاؤلها المتحفظ حول قطاع الاتصالات السعودي، وذلك نتيجة لبقاء الهوامش تحت الضغط بسبب المنافسة السعرية الدائرة بين شركات الاتصالات العاملة في البلاد، موضحا في تقريرها الجديد أن استقرار الهوامش سيكون محفزا أساسيا للقطاع.

وأشار التقرير إلى أن أكثر ما يثير القلق في قطاع الاتصالات هو استمرار المنافسة السعرية، خصوصا في مجال المكالمات الدولية، وقد أدى هذا إلى ضغوط على هوامش القطاع في 2011، وإن استمر ذلك فقد يؤدي إلى المزيد من الضغط على الهوامش في 2012.

وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن شركات الاتصالات الكبرى أدركت أن هذه المنافسة السعرية تضرها أكثر مما تنفعها، وبالتالي يتوقع بعض الاستقرار في الهوامش في 2012.

وبالعودة إلى مياه الذي أشار إلى اعتقاده وجود إمكانية جيدة للنمو في القطاع، خاصة في مجال النطاق العريض، فإنه يعتقد أن يكون نمو الأرباح مدعوما بالتركيز المتزايد على خدمات القيمة المضافة خصوصا النطاق العريض، وكفاءة التكلفة والفوائد الناتجة عن التوسع العالمي لشركة الاتصالات.

وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن قطاع الاتصالات في السعودية لا يزال جذابا، حيث يتداول عند متوسط مكرر ربحية 8.8 لـ2012، بنسبة 9 في المائة أدنى من النظراء الإقليميين، على الرغم من بيئة الاقتصاد الكلي القوية نسبيا في السعودية التي ستعزز النمو بشكل أسرع في قطاع الاتصالات السعودي أكثر من بقية الدول المجاورة.

وتتوقع «الأهلي كابيتال» أن يرتفع إجمالي الإيرادات للشركات الثلاث تحت التغطية 9.2 في المائة على أساس سنوي إلى 90 مليار ريال (24 مليار دولار) في 2012 مدعومة بتزايد مشتركي النطاق العريض ونمو قطاع الشركات السعودي وارتفاع مبيعات الأجهزة في «موبايلي».

وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن شركة الاتصالات ستستمر بالنمو المحلي القوي حيث تسوق لمنتجاتها من خلال الباقات الترويجية، ومع استمرار نمو خدمات البيانات والنطاق العريض في السعودية، وستستمر «موبايلي» بالاستفادة من ضخامة شبكتها.

وتشير أحدث بيانات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى بلوغ معدل انتشار النطاق العريض 40.5 في المائة من السكان بنهاية الربع الثالث من 2011 (11.5 مليون مستخدم)، فيما يخص شركة «موبايلي»، فإن خدمات البيانات مثلت 22 في المائة من الإيرادات في 2011 مقارنة بـ9 في المائة فقط في 2008.

وأعلنت شركة «الاتصالات» أن لديها 52 في المائة من إجمالي مشتركي النطاق العريض، وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن هذا القطاع سيستمر بالنمو في الأعوام المقبلة نتيجة لتوفر الهواتف الذكية ذات الأسعار المنخفضة والمتوسطة وتحسن الكفاءة الفنية، والتي توفر استخداما أفضل للوسائط، إضافة إلى نسبة الشباب العالية لإجمالي عدد السكان في البلاد.

وتتوقع أيضا أن تستمر شركة «زين» باتباع السياسات السعرية المنافسة مما سيؤدي إلى استمرار الضغط على متوسط الإيرادات لكل مستخدم للقطاع ككل في 2012، حيث تم تعويض هذا جزئيا عن طريق تحول المشتركين إلى الباقات المفوترة، حيث يرتفع متوسط الإيرادات لكل مستخدم، بالإضافة إلى تنمية قطاع البيانات، في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة «موبايلي» أن 12 في المائة من المشتركين يتعاملون حاليا مع الباقات المفوترة ومن المتوقع أن ينمو هذا القطاع في الأعوام المقبلة. وفيما يتعلق بشركة «الاتصالات»، يتعامل نحو 25 في المائة من المشتركين مع الباقات المفوترة، وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن الضغوط على متوسط الإيرادات لكل مستخدم ستستمر نتيجة للمنافسة السعرية مع أن الشركات تعتمد على قطاع البيانات ومشتركي الباقات المفوترة للتقليل من تأثير هذا الضغط.

وتعتقد «الأهلي كابيتال» أن الهوامش ستبقى تحت الضغط نتيجة للمنافسة السعرية القوية، خصوصا في مجال المكالمات الدولية، وتعتقد أن التكلفة الأساسية التي تحد من مكاسب الهوامش هي رسوم التجوال المحلي والربط الداخلي مقارنة بالتكاليف التشغيلية والإجمالية الأخرى التي تدار بكفاءة. وقال مياه «مع أننا نعتقد أن ضغوط الهوامش في 2012 ستكون أقل منها في الأعوام السابقة بانخفاض 14 نقطة أساس مقابل 21 نقطة أساس في 2011، فإننا نعتقد أنه مع استمرار المنافسة السعرية الشديدة وعدم التغيير في رسوم التجوال المحلي والربط الداخلي فسيكون من الصعب نمو الهوامش».

وارتفع قطاع الاتصالات السعودي 29 في المائة مقابل ارتفاع سوق الأسهم السعودية 19 في المائة منذ عام، ويعتقد أن مكاسب 18 إلى 19 في المائة لـ«الاتصالات» و«موبايلي» مبررة نظرا لقوة الأداء المالي لشركة «الاتصالات» في السوق المحلية إلى جانب ارتفاع جودة وتكرار توزيعات الأرباح في «موبايلي».

وقد ارتفعت «زين» السعودية 100 في المائة، ويعتقد أن معظم هذه المكاسب قد أتت من مستثمري المضاربة الذين يستفيدون من انخفاض القيمة الاسمية للسهم.

ولفت مياه إلى أنه «على الرغم من قوة أداء شركتي (الاتصالات) و(موبايلي)، نعتقد أن احتمال الارتفاع وارد لكلا السهمين نظرا للتقييم الجذاب عند مكرر ربحية 9.8 لعام 2012 في (الاتصالات) ومكرر ربحية 7.8 لعام 2012 في (موبايلي) إلى جانب استمرار توقعات النمو، وبالنسبة لـ(زين) السعودية، فسيكون نجاح أي استثمار مبنيا على نجاح خطط إعادة هيكلة المركز المالي التي يبدو أنها تواجه بعض العراقيل، وحاليا، يعتقد أن المخاطر حول (زين) السعودية تتجاوز توقعات الارتفاع».