أزمة عرض تطال حديد التسليح في السعودية والشركات تستنجد بـ«الإماراتي»

شركة متخصصة في الحديد: النقص في مقاس 14 ملليمترا

أزمة الحديد تعاود الظهور بين الحين والآخر في السعودية نتيجة الأعمال الإنشائية الضخمة في البلاد (تصوير: خالد الخميس)
TT

لم تجد مؤسسات بيع حديد التسليح في السعودية من حل عاجل لأزمة نقص مقاس 14 ملليمتر في السوق المحلية بالبلاد، سوى الاتجاه إلى شراء كميات جديدة من حديد التسليح الإماراتي، وذلك وفقا لما كشفه لـ«الشرق الأوسط» مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات بيع واستيراد حديد التسليح بالسعودية.

وتنتج السوق السعودية من خلال المصانع الوطنية في البلاد نحو 5 ملايين طن من حديد التسليح سنويا، فيما يبلغ حجم الاستيراد من الخارج نحو مليوني طن سنويا، من مختلف المقاسات.

وأوضح المهندس علي الحارثي مدير شركة «عالم التطور العربي» لبيع واستيراد حديد التسليح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن سوق الحديد في السعودية بدأت تعاني هذه الأيام من شح حاد في الكميات المعروضة من مقاسات 14 ملليمتر. وقال الحارثي: «المصانع المحلية في البلاد اعتذرت خلال الأيام القليلة الماضية عن توفير مقاسات 14 ملليمتر من حديد التسليح، وهو الأمر الذي قاد إلى الأزمة الحالية»، مشيرا إلى أن معدلات الطلب على حديد التسليح في بلاده شهدت خلال الربع الأول من العام الحالي نموا بلغت نسبته 20 في المائة عما كانت عليه في الربع الأخير من العام الماضي. وأشار الحارثي إلى أن شركات بيع واستيراد حديد التسليح في السعودية اتجهت إلى زيادة معدلات استيراد حديد التسليح الإماراتي خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفا في هذا الجانب: «التجار السعوديون زادوا من كميات الطلب على الحديد الإماراتي. ونظرا لما تشهده السوق الإماراتية نفسها من زيادة في الطلب الداخلي، فإن مصانعها لا توفر سوى 25 في المائة من حجم الكميات المطلوبة من قبل التجار السعوديين».

وأكد الحارثي أن السعوديين لا يحرصون حاليا على استيراد الحديد التركي، والصيني، والأوكراني، مرجعا السبب في ذلك إلى ارتفاع التكلفة، نظرا لوجود الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف النقل، مبينا أن هذه الرسوم والتكاليف تجعل أسعار الحديد المستورد من هذه الدول تزيد على مستويات حديد التسليح المصنوع داخل البلاد.

وحول الحديد القطري ومدى استيراده، قال الحارثي: «السوق القطرية تشهد هذه الفترة طفرة هائلة في معدلات الطلب على حديد التسليح، وهو ما يجعل المصانع القطرية تقلل من عملية التصدير الخارجي، بهدف توفير الكميات اللازمة للمشاريع المقامة في البلاد».

وأوضح الحارثي أن أكثر أنواع حديد التسليح المستورد تداولا وبيعا في السوق السعودية خلال هذه الأيام هو الحديد الإماراتي، متمنيا في هذا الجانب أن تنجح المصانع المحلية في بلاده في زيادة حجم التصنيع خلال الفترة المقبلة لتوفير الكميات اللازمة للمشاريع المقامة. ولفت الحارثي إلى أن شركات بيع حديد التسليح في البلاد بدأت خلال الفترة الأخيرة في الاعتذار عن توفير كميات كبيرة طلبتها شركات مقاولات وإنشاءات، مبينا أن هذا الأمر سيؤثر على المدى البعيد على نشاط مؤسسات بيع حديد التسليح بصورة سلبية.

يذكر أن وزارة التجارة والصناعة السعودية لم تغير أسعار بيع حديد التسليح النهائية في السوق المحلية منذ 18 أغسطس (ىب) 2010.

وحسب تفاصيل موقع الوزارة، تبلغ أسعار شركة «حديد» التابعة لـ«سابك» 3150 ريالا للطن (840 دولارا) لمقاس 8 ملليمترات، و3110 ريالات (829 دولارا) لمقاس 10 ملليمترات، و2930 ريالا (781 دولارا) لمقاس 12 ملليمترا، و2910 ريالات (776 دولارا) لمقاس 14 ملليمترا، و2900 ريال (773 دولارا) لمقاسي 16 و32 ملليمترا. وجاءت أسعار الحديد المستورد الصيني التابع لشركة «المجموعة السعودية للمواد الإنشائية» أقل مما هي عليه أسعار الشركات المحلية بمقدار 100 ريال (26.6 دولار) للطن الواحد، فيما كانت أسعار الحديد التركي والقطري أقل مما هي عليه أسعار الحديد المحلي بمقدار 50 ريالا (13.3 دولار) للطن الواحد.. يذكر أن أهم الدول التي يتم استيراد الحديد منها خلال السنوات الثلاث الماضية كل من تركيا، والصين، والإمارات، وقطر، بينما تعتبر شركة «سابك» من أبرز الشركات المصنعة لحديد التسليح في السوق المحلية، ويأتي بعدها مصنع «الاتفاق»، و«الراجحي»، و«اليمامة».