ميركل: خروج اليونان من اليورو سيكون «خطأ كبيرا»

منطقة اليورو ليست قرارا ماليا فقط بل هي قرار سياسي أيضا

TT

تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «ببذل كل الجهود» من أجل إبقاء منطقة اليورو متماسكة، مشددة على أنه سيكون «خطأ سياسيا كبيرا» إذا تم السماح لليونان بالخروج من تكتل العملة الأوروبية الموحدة في أعقاب أزمة الديون.

وقالت في مقابلة مع برنامج الشؤون الجارية التلفزيوني «نيوز نايت» لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن «اليونان لديها نقاط ضعف كبيرة لكنها تحاول التغلب عليها سواء في الإدارة أو قدرة مجتمع أعمالها على المنافسة. الأمر يتجه لأن يكون طريقا طويلا وشاقا». وأضافت: «اتخذنا القرار بأن نكون في اتحاد عملة. هذا ليس قرارا ماليا فقط فهو قرار سياسي. وسيكون كارثيا إذا ما قلنا لأحد من أولئك الذين قرروا أن يكونوا معنا: إننا لم نعد نريدكم».

وأوضحت أن منطقة اليورو ستكون «ضعيفة للغاية» بخروج اليونان، مشيرة إلى أنه «سيكون خطأ سياسيا كبيرا إذا تم السماح لليونان بالرحيل».

وتتنامى حالة من الضيق في ألمانيا بشأن حجم الأموال التي تعين على البلاد إنفاقها من أجل مساندة اليونان. لكن ميركل سعت إلى تهدئة المخاوف بشأن برامج إنقاذ منطقة اليورو في المستقبل قائلة إنه تم التعلم من دروس مهمة.

وأكدت إشادتها بالحكومة البريطانية لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون لبرنامجها التقشفي، قائلة إنه لا توجد دولة تستطيع أن «تنفق أكثر مما تتحمل».

وقالت: إن «كل الدول الأوروبية تفهم هذا الدرس. لكننا مقتنعون في منطقة اليورو بأننا سنكون سويا أكثر قوة». من جهة أخرى وصلت لجنة المدققين الدوليين المكلفة بمتابعة التزام اليونان بتنفيذ برامج التقشف المطلوبة أمس إلى العاصمة اليونانية أثينا.

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية من مصادر بوزارة المالية اليونانية أن خبراء اللجنة التابعة للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والمعروفة باسم «لجنة الترويكا» سيبحثون مع الحكومة اليونانية خلال الأسابيع المقبلة عن إمكانيات جديدة لضغط النفقات حتى تتمكن الدولة من السيطرة على أزمة الديون الخانقة التي تهدد البلاد بالإفلاس.

وأفادت هذه المصادر بأن الغرض من الزيارة الحالية للخبراء الدوليين ليس الرقابة بل تقليص النظام الإداري للدولة. وأضافت هذه المصادر أن الترويكا تسعى من خلال الزيارة إلى منع تراخي الجهود المبذولة لإصلاح الدولة على خلفية الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في بداية مايو (أيار) المقبل على أقصى تقدير.