نائبة رئيس «فورسيزونز» أوروبا والشرق الأوسط: لدينا خطة جاهزة للوقاية من «الربيع العربي» وتأثير الأزمة المالية

جين بورنيل قدرت مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في الخليج بـ44 مليار دولار خلال 2012

جين بورنيل تتحدث لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: أحمد فتحي)
TT

ما زال قطاع الفنادق والسفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى أوروبا يمارس الصعود نحو قمة الانتشاء الاستثماري، حيث تشير تقديرات إلى أن مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في الدول الخليجية خلال 2012 تقدر بـ44 مليار دولار.

وقالت جين بورنيل، نائبة رئيس المبيعات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فنادق ومنتجعات «فورسيزونز»: «إن هذا الوضع يؤكد أن آفاق الاستثمار والفرص المتاحة في هذا القطاع في حالة تعافٍ من آثار الأزمة المالية والربيع العربي، ومن المتوقع أن تستمر إيرادات الفنادق في المنطقة في التصاعد، ما يساعد بشكل أو بآخر في إشاعة الثقة الاستثمارية في هذا القطاع المهم في حياة الناس».

وأوضحت أن هذا القطاع لا يزال يشكل رافدا قويا للاستثمارات، مؤكدة أن دول منطقة الخليج تتمتع بوضع اقتصادي متين، ولكنها في نفس الوقت تتجه نحو تنفيذ مشاريع في هذا المجال بمليارات الدولارات.

«الشرق الأوسط» التقت بورنيل، إبان زيارتها الأخيرة للعاصمة السعودية الرياض، وكان الحوار التالي:

* ما تقييمك لحجم الاستثمار في منطقة الخليج، وكيف تنظرين إلى مستقبل هذا النوع من الاستثمار في المنطقة؟

- أعتقد أن الدول الخليجية تتجه نحو الاستثمار في مجال صناعة السياحة، ومن المتوقع أن تنفذ استثمارات في هذا المجال بمليارات الدولارات في السنوات القادمة، وذلك لأنها تتجه لتحقق نوع من التنويع في المجال الاقتصادي، حتى تتكامل مع النفط في صناعة الاقتصاد الخليجي. أما في ما يتعلق بحجم الاستثمار في هذه المنطقة فقد صدرت دراسة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة، تتوقع أن تبلغ مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في الدول الخليجية خلال 2012 بما يقدر بـ44 مليار دولار.

* هل هناك تقديرات بمساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي في السعودية بشكل خاص؟

- توقعت الدراسة الصادرة عن المجلس العالمي للسفر والسياحة أن ترتفع مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي السعودي إلى 14.9 مليار دولار في 2012، مقارنة بـ10.4 مليار دولار في 2009. ويلاحظ أن السعودية توجه جهودها نحو تنفيذ مشاريع متنوعة أيضا بتكلفة تزيد عن 500 مليون دولار، في الوقت الذي تزمع فيه إنشاء بناء مطار جديد في جدة، بتكلفة تبلغ 7 مليارات دولار، ويصب ذلك في إطار تطوير البنية التحتية الضرورية، لدعم السياحة الدينية والبينية وسياحة الأعمال التي تتمتع بها هذه البلاد.

* ما مدى تأثر قطاع السياحة والسفر والفندقة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا بالأزمة المالية والربيع العربي؟

- إن آفاق الاستثمار والفرص المتاحة في قطاع الفنادق في منطقة الشرق الأوسط لا يزال يشكل رافدا قويا للاستثمارات، على الرغم من تداعيات أحداث الربيع العربي والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها دول أوروبا في ظل المتغيرات الاقتصادية الحالية والمستقبلية. وبطبيعة الحال فإن دول منطقة الخليج تتمتع بوضع اقتصادي متين، ومن المتوقع أن تستمر إيرادات الفنادق في المنطقة في التصاعد، ما يساعد بشكل أو بآخر في إشاعة الثقة الاستثمارية في هذا القطاع المهم في حياة الناس.

* ما رؤيتك لاستثمارات «فورسيزونز»؟

- لدينا رؤية طويلة المدى لـ«فورسيزونز»، وذلك لترك بصمة قوية وواضحة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، ولذلك لدينا فندق في كل دولة عربية، حيث تم افتتاح أول فندق في القاهرة منذ 11 عاما، وتباعا في الأسواق الرئيسية مثل الرياض، وعمان، والدوحة، ودمشق، ولمسنا أنه بافتتاحنا لفنادقنا في الكثير من الأماكن تشجيع الكثير من المسافرين لزيارة تلك الوجهات.

* ولكن ألا ترين أنه منذ فترة ومجموعة «فورسيزونز» تمسك عن استحداثها لفروع جديدة لها؟ هل كان ذلك بسبب الأزمة المالية العالمية؟

- بالفعل كان هناك قليل من البطء في الآونة الأخيرة في تمدد المجموعة، ولكن هذا يرجع لعدة أسباب، منها أننا ما زلنا نحن نبحث عدة عوامل تساعدنا في اتخاذ قرار التوسع، منها الحجم، والموقع، وعوامل الراحة، وذلك وجدنا أنه من الضروري إنشاء الفندق المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب.

* هل هناك جهات ترغب في شراكة معكم؟ وما فرص الاستثمار لديكم؟

- نعم، بالتأكيد.. إذ إن هناك الكثير ممن يطمحون للشراكة مع «فورسيزونز»، حيث لدينا أكثر من 50 مشروعا قيد التطوير أو التخطيط، ولكن علينا أولا أن نتأكد من أن العميل سيلمس ويقدم نفس مستوى الجودة والخدمة. ودعني أقُل لك إننا دائما نبحث عن فرص استثمارية، ذلك لأننا شركة إدارة فنادق عالمية وصاحبة تجربة عريقة، ولدينا فريق نشط وفعال.

* هل طرحت المجموعة فكرة خيارات سكنية كاملة أو جزئية للشقق الخاصة بها؟

- منذ عام 1982 والمجموعة طرحت خيارات سكنية توفر ملكية كاملة أو جزئية للشقق الخاصة في المدن أو في الوجهات السياحية، وذلك مع تقديم الخدمة الشخصية التي توفرها فنادق «فورسيزونز». ومع النجاح الذي حققته هذه الشقق الفندقية الخاصة التي أقيمت في عدد من أبرز الوجهات السياحية المرموقة على مستوى العالم، أثبتت المجموعة مجددا قدرتها على تقديم أعلى معايير الخدمة في الشقق الفندقية كما هو الحال في الفنادق والمنتجعات. ونتيجة لذلك لم تغادر المجموعة تصنيف مجلة «فورتشن» لأفضل الشركات للعمل معها في أميركا منذ أن بدأت المجلة المسح الميداني الخاص بها في عام 1998.

* كم بلغت فنادق المجموعة؟ وما مشاريعكم الجديدة؟

- لدينا حتى الآن 87 فندقا حول العالم، في 35 بلدا، وأعتقد أننا أكبر الفنادق رفاهية، وكنا بالفعل قد هدفنا إلى افتتاح 60 فندقا خلال السنوات العشر القادمة، وقد فعلنا. أما في ما يتعلق بمشاريعنا الجديدة فلدينا موقع في أبوظبي، ودبي (2014 - 2015)، وكذلك مشروع جديد في جدة، وفندق ثانٍ في الدوحة، وآخران في كل من الكويت والبحرين، الأمر الذي سيدعم ما حققناه من نجاح في هذه الأسواق.

* ما مدى تأثر المجموعة في المنطقة بالأزمة المالية والربيع العربي؟

- لا شك أن منطقة الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها تمثل للمجموعة سوقا مهمة جدا، ولقد لمسنا تأثير ذلك على منتجاتنا الفندقية. أما في ما يتعلق بأثر الأزمة المالية العالمية على منتجاتنا الفندقية فهي بالتأكيد كانت فترة مثيرة للاهتمام لصناعة السياحة الفندقية بشكل عام، ولكن أعتقد أن ما لدينا من ممتلكات أخرى عالميا ساعدنا على تجاوز انعكاسات هذه الأزمة بشكل جيد. وأما في ما يختص بالربيع العربي فهو بالتأكيد أثر بشكل مباشر على السياحة الفندقية في البلاد التي انطلق فيها بشكل أكبر، إلا أننا في المجموعة لدينا خطة إنعاش جاهزة لتقينا من طقسه على المدى البعيد.

* هل كان تأثر المجموعة بالأزمة بنفس القدر الذي تأثرت به في أوروبا؟

- نعم، كان تأثير في البلاد الأوروبية أكبر، مع أن بعض الفنادق لم يتأثر، خصوصا تلك التي تقع في المدن الرئيسية والتي تتمتع بقدر كبير من المحافظة على مستواها وجودة منتجاتها.

* ما الذي يميز فندق «فورسيزونز» الرياض عن باقي الفنادق؟

- دعني أقُل لك على أقل تقدير، إن فندق «فورسيزونز» يوازي في الجودة والخدمة باقي الفنادق المميزة في الرياض، وتنطلق الخدمة المتميزة بأن تشمل لنزلائنا السعوديين توفير ما يلبي احتياجاتهم، مثل تسكين السيدات قرب المصاعد، كما أننا نراعي توفير وسائل الراحة، وثنائية اللغة، مما يجعلها خدمة مصممة خصيصا لنزلائنا، بجانب أن لدينا ميزات أخرى مميزة للمسافرين السعوديين إلى الوجهات المختلفة، كجزر المالديف، حيث نقدم متحدثين باللغة العربية، وكذلك نوفر فيلات خاصة، وأجنحة متصلة، وقوائم طعام بالعربية، وبرامج للأطفال، وصحفا عربية،، بالإضافة إلى توفير برنامج المسافر للسيدات... إلخ. وعموما فنحن نتميز بالعلامة التجارية ولدينا منتجات مميزة، كما أننا نهتم بالسوق المحلية والموظفين، لنقدم أفضل الخدمات دائما، في الوقت الذي يوجد لدينا سلسلة من الفنادق الجديدة في المنطقة.

* هناك اتهام بأن أسعار «فورسيزونز» مرتفعة مقارنة بغيرها.. ماذا تقولين؟

- بطبيعة الحال نقوم بمتابعة أسعار المنافسين عن قرب، ونحرص على أن نكون بنفس الدرجة وحتى أفضل من حيث الأسعار، وأعتقد هذا ما جعل كل من يزور فنادقنا يكرر التجربة معنا، لأنه يلمس الفرق من كل النواحي. ولذلك أستطيع أن أقول إنه مقارنة بالفنادق الأخرى يعتبر «فورسيزونز» الرياض في مصاف مستوى الخدمة المقدمة في فنادقنا الأخرى. كما يمكنك ملاحظة جودة الغرف، فهي رائعة، وقد تمت منذ سنة تقريبا إعادة تجديدها وتحديثها، ما جعل «فورسيزونز» الرياض واحدا من أفضل الفنادق في المنطقة، وأنا أؤكد أنه لا بد من أن تعيش تجربة «فورسيزونز» حتى تلمس بنفسك خدماتنا وحسن ضيافتنا.

* كيف تطورت الشركة التي بدأت أعمالها مع فندق متواضع وسط مدينة تورنتو لتتحول إلى أكبر مجموعة رائدة مشغلة للفنادق والمنتجعات الفخمة على مستوى العالم؟

- إن قصة نجاح مجموعة فنادق ومنتجعات «فورسيزونز» متواصلة مع الإبداع والابتكار والتوسع المستمر وتكريس الجهود لتقديم أعلى معايير الفخامة. وقد ساهمت الشركة التي تتخذ من كندا مقرا لها، والتي مضى على تأسيسها 50 عاما، في تحقيق قفزة نوعية في مجال الضيافة من خلال الجمع بين الخدمات الفاخرة والتقاليد العريقة التي تتبعها الفنادق العالمية، وبهذه الخطوات التي اتبعتها أعادت فنادق ومنتجعات «فورسيزونز» تعريف قطاع الضيافة للمسافر الباحث عن الفخامة العصرية. فنادق ومنتجعات «فورسيزونز» افتتحت أول فنادقها في عام 1961، وهو فندق متواضع في وسط مدينة تورنتو في كندا، وتم تصميم هذا الفندق لخدمة الجيل الجديد من المسافرين الذين يقومون بسياحة الأعمال، وعلى الرغم من تصميمه الخارجي المتواضع فإن هذا الفندق كان يقدم خدمات فاخرة كالخدمة الشخصية وتسهيل سياحة الأعمال. وقد مهد هذا الفندق، الذي كان من بنات أفكار إيسادور شارب، مؤسس المجموعة ورئيسها، الطريق لتجربة فندقية جديدة.

* كيف كانت تجربتكم في أولى خطوات النجاح في عالم السياحة الفندقية؟

- حققت المجموعة أول نجاحاتها في أوروبا مع فندق «ذا إن أون ذا بارك»، المعروف الآن باسم فندق «فورسيزونز لندن» في بارك لاين، والذي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمجموعة للمضي قدما في إنجاز خططها المستقبلية. وعلى الرغم من أن المجموعة، في ذلك الوقت، قد دخلت سوقا تسيطر عليها الشركات التقليدية الكبيرة، فإن الحجم الرائع للفندق وغرفه الواسعة ووجود طاقم عمل متفانٍ وحريص على خدمة الضيوف بكل ما أوتي من جهد، كلها عوامل ساهمت في تحقيقه نجاحا منقطع النظير. ومع التوسع الكبير أصبحت «فورسيزونز» أول مجموعة فنادق في قارة أميركا الشمالية تقوم بتقديم كل وسائل الراحة كالتجهيزات العصرية الخاصة بالحمام والأثواب ومجففات الشعر والكثير من الخيارات، إضافة إلى تزويد الغرف بهاتف ذي خطين. كما كانت الأولى أيضا التي تعتمد مكتب خدمات الاستعلامات على الطريقة الأوروبية، وخدمة توصيل الطعام إلى الغرف على مدار 24 ساعة، و7 وقوائم طعام مبتكرة تتضمن خيارات كثيرة كالطعام المعد منزليا والمأكولات النباتية، إضافة إلى الأطعمة الصحية.

* ما أهم تصنيف عالمي وصلت إليه المجموعة؟

- تمت تسمية «فورسيزونز» «أفضل مجموعة فنادق حول العالم» من قبل موقع «غاليفانترز غايد» في جوائز التميز 2010 التي يقدمها الموقع. كما هيمنت فنادق المجموعة على جوائز «ترافيل & ليشر» لأفضل 500 فندق حول العالم، وجوائز «كونــــــدي ناست ترافيلر» لعام 2010، وجائزة «غولد ليست 2011» لأفضـــــــل الأماكن للإقامة، كما نالت «فورسيزونز» جائزة ضمن «آنوال ترافيل ستار».