«فيتش»: الدين اليوناني يصل العام المقبل إلى 170% من الناتج الإجمالي

يوناني ينتحر وسط أثينا بسبب الأزمة المالية.. والغاضبون يدعون لمظاهرات جديدة

رجل يتسول في أحد شوارع أثينا بسبب الأزمة المالية (رويترز)
TT

اضطر مسن يوناني، وهو صيدلاني متقاعد يبلغ من العمر (77 سنة)، إلى الانتحار بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد في الفترة الأخيرة، وأثرت على حياته وعدم استطاعته البقاء في ظل هذه الظروف، ووفقا لشهود عيان، فإن الرجل اليوناني قبل أن يصوب مسدسا إلى رأسه قال، إنه لا يستطيع أن يترك بعد موته ديونا تكون عبئا على أبنائه.

وبعد أن أطلق الرصاص على رأسه في ميدان سيندغما المواجه للبرلمان وسط أثينا، سقط على الأرض، وتم الاتصال بالإسعاف والشرطة من قبل المارة، وتم نقل الجثة إلى المستشفى القريب. وزادت حالات الانتحار بشكل ملحوظ في اليونان خلال الفترة الأخيرة جراء الأزمة المالية، حيث تطال كل الإجراءات التقشفية طبقات الشعب العادية بطريقة قاسية، مما يزيد المشكلة، ويؤثر ذلك على المجتمع بأكمله.

إلى ذلك، دعت حركة الشباب، الغاضبين إلى موجه جديدة من المظاهرات والاحتجاجات على التدابير القاسية، ونظموا مسيرة احتجاج بالدراجات النارية للمرة الـ34 بعد ظهر أمس (الأربعاء) في إقليم أتيكي، والذي يضم العاصمة أثينا والبلديات المجاورة، احتجاجا على انتحار المواطن اليوناني.

وفي بيان للحركة جاء فيه: «إننا ندين مع جميع شركائنا بمسيرة الاحتجاج بالدراجات، حادث اليوم، والذي وصل إليه كل هؤلاء الذين يهينون دستور البلاد، وذبحوا كل مكونات الهيكلية الديمقراطية التي تخدم المواطنين، ومسيرتنا هي رسالة إلى جميع مواطنينا ولجميع أولئك الذين فقدوا حياتهم وأرواحهم». ودعوا إلى التظاهر مجددا ضد القرارات الحكومية القاسية على الشعب.

في غضون ذلك، قالت وكالة التصنيف الائتماني «فيتش»، إن اليونان تحتاج إلى الإبقاء على مسار الإصلاحات الهيكلية والمالية الذي تسير فيه من أجل خفض معدل ديونها، وذلك حتى تظل ضمن منطقة اليورو.

وذكرت المؤسسة الائتمانية أيضا، أن استمرار العضوية داخل المنطقة يعتمد على الفاعلية في إرساء الأسس لانتعاش اقتصادي مستديم، كما ترى «فيتش» أن الدين اليوناني كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي سوف يصل إلى 170 في المائة العام المقبل، وذلك قبل تراجعه في عام 2014.

يذكر أن «فيتش» قد أشارت في تقرير أصدرته في مارس (آذار) الماضي عندما قامت بترقية الجدارة الائتمانية لليونان إلى B، إلى أن عملية إشراك القطاع الخاص في مبادلة السندات أعطت أثينا فرصة سانحة، لكن تبقى تحديات قائمة أمامها حتى تستطيع تحقيق انتعاش اقتصادي قبل عام 2014.

من جهة أخرى، يشهد قطاع السياحة الدولية في اليونان أزمة في الوقت الذي خلف فيه الوضع الاقتصادي للبلاد أثرا كبيرا على معظم القطاعات المرتبطة بالسياحة. ويقول العاملون في هذا المجال، إنه قد حدث انخفاض في معدلات استئجار اليخوت الفاخرة بنسبة 35 في المائة مقارنة بالعام الماضي مع انخفاض بنسبة 50 في المائة في السياحة المرتبطة بالشركات مثل المؤتمرات والأحداث المتعلقة بقطاعات الأعمال، بينما سجلت وكالات تأجير السيارات انخفاضا في دخلها بنسبة 15 في المائة.

ويتوقع الخبراء في هذا القطاع أن تكون هناك ضربة قاصمة أيضا لحجوزات السفن السياحية، ووفقا للمصادر فإنه لا تزال اهتمامات السائحين الأجانب تنصب على أثينا رغم وجود مشاعر قلق كبيرة الآن بشأن السمعة السلبية التي اكتسبتها العاصمة اليونانية نفسها بسبب المواجهات العنيفة التي وقعت أثناء مظاهرات الشوارع التي عرضتها وسائل الإعلام في جميع دول العالم.