النعيمي: السعودية تنتج 10 ملايين برميل يوميا.. ولو أراد الزبائن مزيدا زدنا

خلال زيارة لسيول التقى خلالها الرئيس الكوري

الوزير علي النعيمي
TT

رفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إنتاجها من الخام إلى نحو عشرة ملايين برميل يوميا في أبريل (نيسان) الحالي بزيادة 100 ألف برميل عن الشهر السابق. وقال وزير البترول علي النعيمي في سيول أمس الخميس إن المملكة مستعدة لضخ المزيد لو اقتضت الضرورة. وسيكون إنتاج المملكة عشرة ملايين برميل يوميا هو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حينما رفعت المملكة إنتاجها لأعلى مستوى في عقود، وذلك حسب ما نقلت وكالة «رويترز».

وقال النعيمي للصحافيين: «إمدادات النفط وفيرة.. لا يوجد نقص. إنتاج أبريل سيكون ما يطلبه الزبائن. ننتج نحو عشرة ملايين برميل يوميا، ولو أراد الزبائن المزيد فلدينا المزيد». وتجاوز النفط 120 دولارا للبرميل أمس وارتفع 12 في المائة هذا العام؛ إذ تستهدف عقوبات أميركية وأوروبية مشددة صادرات النفط من إيران ثاني أكبر منتج في «أوبك». وقدر النعيمي إنتاج مارس (آذار) الماضي عند 9.9 مليون برميل يوميا، وقال إن السعودية مستعدة للإنتاج بطاقتها القصوى البالغة 12.5 مليون برميل يوميا إذا استدعى الأمر. وكان النعيمي قال في وقت سابق من العام إن 100 دولار للبرميل سعر مناسب للمنتجين والمستهلكين على السواء. وانتقد النعيمي الشهر الماضي ما وصفها بأنها أسعار مرتفعة «بشكل غير معقول» في مقال رأي نادر بصحيفة «فايننشيال تايمز».

وقال بيان لوزارة البترول والثروة المعدنية السعودية تلقته «الشرق الأوسط» إن الوزير النعيمي الذي يزور كوريا الجنوبية حاليا عقد اجتماعا مع رئيس جمهورية كوريا لي ميونغ باك في البيت الأزرق بالعاصمة سيول صباح أمس الخميس، وقد جرى خلال الاجتماع تبادل الأحاديث حول أوضاع السوق البترولية الدولية وأهمية استقرارها بما يخدم الاقتصاد العالمي، وبالذات اقتصادات الدول الناشئة والنامية، كما جرى الحديث بينهما عن التعاون والعلاقات التجارية بين البلدين في مجالات البترول والغاز والتعدين، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة.

وقد صرح الوزير بعد الاجتماع قائلا: «إنني سعيد بزيارة جمهورية كوريا، والاجتماع بفخامة الرئيس والوزراء وكبار المسؤولين الكوريين؛ وكوريا واحدة من الدول الصديقة للمملكة التي تربطها بها علاقات وثيقة، وبالذات في الجوانب الاقتصادية والبترولية». وأضاف الوزير: «كوريا تعتبر رابع أكبر دولة في العالم تستورد البترول السعودي، كما تشارك شركة (أرامكو السعودية) في ملكية شركة (إس أويل) الكورية، التي تعتبر واحدة من أكبر شركات البترول في كوريا. إضافة إلى ذلك، فإن هناك الكثير من المشاريع المتعلقة بالصناعة البترولية السعودية التي يجري تنفيذها من قبل الشركات الكورية». واختتم النعيمي تصريحه قائلا: «العلاقات الثنائية بين البلدين، وبالذات في مجال البترول، في تطور مستمر، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين».

إلى ذلك، أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أمس توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 دون تغيير للشهر الثاني على التوالي، قائلة إن هناك علامات على انحسار تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري أمس إن الطلب العالمي على النفط سينمو 860 ألف برميل يوميا في 2012 دون تغيير عن التوقع السابق.

وأعلنت «أوبك» أيضا ارتفاع إمدادات أعضائها مع تعافي صناعة النفط في ليبيا؛ حيث ارتفع إنتاج المنظمة إلى 31.31 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، متجاوزا المستوى المستهدف بمقدار 1.31 مليون برميل يوميا وفقا لمصادر ثانوية، وذلك رغم تراجع الإنتاج الإيراني. وفي مسعى لتحسين الشفافية، بدأت المنظمة نشر أرقام الإنتاج التي تبلغ بها الدول الأعضاء الأمانة العامة في فيينا.

ووفقا لهذه الأرقام، أبلغت إيران «أوبك» أن إنتاجها استقر في مارس الماضي عند 3.76 مليون برميل يوميا وارتفع منذ بداية 2012 حتى الآن، وهو ما ينفي فعليا أن تكون الإمدادات تأثرت بالعقوبات على طهران. وأبلغت السعودية المنظمة أنها أنتجت 9.92 مليون برميل يوميا في مارس الماضي بزيادة 70 ألف برميل يوميا عن فبراير (شباط) الماضي.

وفي الإطار ذاته، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن سوق النفط قد تشهد تحولا بفعل ارتفاع إنتاج «أوبك» وضعف الطلب. وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري أن تضافر هذين العاملين أدى لبناء مخزون عالمي ربما بلغ مليون برميل يوميا خلال الربع الماضي. وقالت: «دائرة شح الإمدادات المتكررة بالسوق منذ 2009 انكسرت في الوقت الحالي». وتابعت الوكالة التي تقدم المشورة لـ28 دولة صناعية بشأن سياسات الطاقة، إن زيادة المخزونات ليست مفاجئة في ظل التراجع المعتاد للطلب في مارس وأبريل.

وأبقت الوكالة على توقعها لنمو استهلاك النفط 800 ألف برميل يوميا في 2012 دون تغير يذكر عن توقع الشهر الماضي. وقالت الوكالة: «لا يمكننا إغفال احتمال أن تظل الأسعار مرتفعة مع استمرار عدم التيقن السياسي».