تراجع أرباح شركات البتروكيماويات السعودية يفتح باب المطالب بتنويع الإنتاج

انخفاض الأسعار عالميا وارتفاع تكاليف الإنتاج من أسبابه

TT

يبدو أن شركات الصناعات البتروكيماوية في السعودية تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض أسعار منتجاتها في الأسواق العالمية خلال هذه الفترة، وسط تأكيدات مختصين في الشأن الاقتصادي في البلاد أنه على هذه الشركات أن تنوع قاعدة إنتاجها بعيدا عن الاعتماد على منتجات محدودة.

وأعلنت شركات مدرجة في قطاع الصناعات البتروكيماوية بسوق الأسهم السعودية، عن انخفاض حجم أرباحها للربع الأول من هذا العام عما كانت عليه في الربع السابق من العام الماضي، وسط ترقب كبير يسود أوساط المتعاملين بسوق الأسهم لنتائج شركة «سابك»، وهي النتائج التي من المتوقع الإعلان عنها اليوم.

وأمام هذه المستجدات في قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودي، أكد فضل البوعينين، وهو الخبير الاقتصادي المتخصص في البلاد، أن شركات البتروكيماويات السعودية غير المتوسعة في قاعدة إنتاجها، تعاني وبشكل كبير من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وانخفاض أسعار منتجاتها في الأسواق العالمية بصورة متكررة.

وقال البوعينين خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس: «على شركات قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودي أن تنوع قاعدة إنتاجها، لماذا تعتمد على منتجات محدودة في سوق البتروكيماويات؟ من المفترض أن يكون هنالك اهتمام بالصناعات الوسيطة والتحويلية في الوقت ذاته». ولفت البوعينين إلى أن اتفاق شركات البتروكيماويات التي أعلنت نتائجها ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض أسعار منتجاتها في السوق العالمية، يؤكد صحة هذه الأسباب، إلا أنه استدرك قائلا: «هذه العوامل تؤدي بطبيعة الحال إلى انعكاسات سلبية على قطاع البتروكيماويات في البلاد».

وتابع البوعينين حديثه في هذا الجانب قائلا: «بشكل عام فإن 75 في المائة من الصادرات غير النفطية السعودية تتمثل في منتجات البتروكيماويات، إلا أن لدينا خللا كبيرا في القطاع، وهو أننا ننتج المنتجات الأساسية في قطاع البتروكيماويات، ومن ثم نصدر هذه المنتجات إلى الخارج، في حين أننا في حاجة ماسة إلى خلق صناعات تحويلية لإنتاج مواد أخرى، سواء أكان ذلك منتجا وسيطا أو منتجا نهائيا».

وأوضح البوعينين أن التحول نحو الصناعات التحويلية والوسيطة يحقق عدة أهداف، وقال: «تتمثل هذه الأهداف في أننا سنستغل منتجات البتروكيماويات المصنعة محليا بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى أننا سننجح في زيادة الناتج المحلي من خلال التحول إلى هذه الصناعات، وزيادة معدلات الصادرات غير النفطية السعودية، وخلق مزيد من الفرص الوظيفية أمام الشباب السعودي الباحث عن العمل، والتوسع في قاعدة الإنتاج».

وأشار إلى أنه من التحديات التي تواجه التحول نحو الصناعات التحويلية في البلاد هو ارتفاع حجم تكاليفها، مضيفا: «لا بد من دعم حكومي في هذا الجانب، كي يتحفز رجال الأعمال إلى الاستثمار في قطاع الصناعات التحويلية».

وذكر الخبير الاقتصادي أن الاهتمام بمجال الصناعات التحويلية في السعودية بدأ يتزايد خلال الفترة الأخيرة، مبديا تفاؤله بأن تنجح الاستراتيجيات التي تم وضعها في هذا الجانب.

وأشار البوعينين إلى أن ما يميز شركة «سابك» عن غيرها في قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودي هو توسع قاعدة الإنتاج لديها، وقال: «أتمنى أن تحذو بقية الشركات حذو شركة (سابك) في هذا الجانب».

من جهة أخرى أكد فيصل العقاب، المحلل الاقتصادي، أن قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودي ما زال يعيش خلال الفترة الحالية معاناة كبرى من ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الأسعار، وقال: «القطاع قبل عام 2008 كان جيدا جدا، إلا أنه منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية لا تزال معدلاته الربحية أقل مما كانت عليه في عام 2007 م».

وكانت أبرز نتائج شركات قطاع البتروكيماويات في سوق الأسهم السعودية، تتمثل في إعلان شركة «سافكو» عن بلوغ صافي الربح خلال الربع الأول من العام الجاري ما مقداره 787 مليون ريال (209.8 مليون دولار)، مقابل 833 مليون ريال (222.1 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق، وذلك بانخفاض قدره 5.5 في المائة، ومقابل 1.2 مليار ريال (325.8 مليون دولار) للربع السابق، وذلك بانخفاض قدره 38.37 في المائة.