القطاعات القيادية تسجل تباينا في النتائج وتضغط على المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية

«الاتصالات السعودية» تنمو فوق المتوقع.. و«الكهرباء» تقلص خسائرها.. والأنظار على «سامبا»

متعامل في سوق الأسهم السعودية
TT

جاءت النتائج المالية الأولية للقطاعات القيادية العاملة بالسوق المالية السعودية على تباين في أدائها للربع الأول من العام الحالي، حيث لعبت بعض تلك النتائج دورا في الضغط على حركة المؤشر العام خلال الأسبوع الماضي.

وكانت «الاتصالات السعودية» قد سجلت نموا فوق المتوقع خلال الربع الأول، في حين قلصت شركة «الكهرباء السعودية» خسائرها مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما لا تزال الأنظار تترقب نتائج مجموعة «سامبا المالية» والتي ستكون يوم السبت المقبل كأقصى حد لها.

وكان قطاع المصارف والخدمات المالية من أبرز القطاعات القيادية إيجابية، بعد أن حقق نموا إجماليا بواقع 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، وبنسبة نمو 32.7 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وقد برز بنك «البلاد» كأفضل البنوك نموا بنسبة بلغت 822 في المائة، ثم بنك «الجزيرة» بنسبة بلغت 131 في المائة، تلاه «مصرف الإنماء» بواقع 114 في المائة.

وقال هشام تفاحة، مدير الأصول بمجموعة «بخيت للاستثمار»، إن النتائج المالية كانت جدية لبعض أسهم القطاع البنكي خلال الربع الأول، حيث توجد بنوك سجلت نموا أعلى من التوقعات بسبب تراجع المخصصات المالية لها خلال الفترة الحالية. وأضاف تفاحة «هناك عوامل ساعدت البنوك على تحقيق أرباح جيدة، منها نموا الإقراض المتزامن مع الزيادات في الرواتب التي منحتها الحكومة خلال الفترة الماضية».

في حين تراجع نمو قطاع البتروكيماويات بنسبة بلغت 13.3 في المائة بعد أن سجل القطاع نموا بلغ 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار) مقارنة بـ10.5 مليار ريال (2.8 مليار دولار) للفترة نفسها من العام الماضي. وكانت أغلب الأسهم المدرجة بالقطاع سجلت تراجعات خلال الربع الأول من العام الحالي، من أبرزها «بترورابغ» بنسبة بلغت 83 في المائة، و«كيان السعودية» بنسبة بلغت 75 في المائة.

ونوه تفاحة بأن تراجع أرباح «سافكو» وبقاء نتائج «ينساب» عند نقاط التعادل، وارتفاع خسائر «كيان»، عوامل كان لها تأثير سلبي على أداء السوق، مضيفا أن نتائج «سابك» كانت أعلى من التوقعات بعد أن كانت الشركات الأخرى تحقق تراجعات في الأرباح. فيما كان لقطاع الإسمنت دور إيجابي رغم بعض المعوقات التي طرأت على حركة التصدير الخارجية التي لربما تلعب دورا في تراجع نتائجها خلال الفترة المقبلة، خاصة مع فتح الاستيراد من الخارج لتغطية النقص الحالي بالسوق السعودية. وقد سجل القطاع نموا بواقع 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) للربع الأول من العام الحالي، مقابل 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار) للفترة نفسها من العام الماضي وبنسبة نمو بلغت 25.6 في المائة.

وأشار تفاحة إلى أن قطاع الإسمنت أفضل القطاعات من ناحية التوزيعات النقدية على مر الزمان، مبينا أنه مع ذلك لم يكن القطاع أعلى أداء في السوق لأن المستثمر لا يتطلع إلى التوزيعات فقط بل الأرباح الرأسمالية المحققة من عملية الشراء.

أما قطاع الاتصالات فقد أظهرت النتائج الأولية للربع الأول تحسنا ملحوظا فيه فاق بعض التوقعات التي ذكرتها بيوت المال والمحللون الاقتصاديون، حيث سجل القطاع أرباحا بواقع 3.3 مليار ريال (880 مليون دولار) للربع الأول، مقارنة بملياري ريال (533 مليون دولار) للفترة نفسها من العام الماضي، وبنسبة نمو بلغت 38.4 في المائة. ويأتي الفضل في ذلك لتحسن نمو «الاتصالات السعودية» و«موبايلي» وتقليص خسائر «زين» السعودية بنسبة 21 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وبين تفاحة أن نتائج الاتصالات كانت مفاجأة من العيار الثقيل، وهي أعلى من التوقعات، مشيرا إلى أن «موبايلي» هي صاحبة القيادة من ناحية النمو، لكن بعد إعلان شركه «الاتصالات» سيكون هناك رأي آخر أن استمرت الشركة في تحقيق هذه الأرباح.

وأوضح مدير الأصول بمركز «بخيت» أن الاستثمارات الخارجية التي تأثرت بها «الاتصالات السعودية» بسبب فرق العملات والإنفاق الرأسمالي، كانت أكبر المؤثرات على ربحية الشركة، مضيفا أن هذا المؤثرات تلاشت خلال الربع الأول مع تحسن منتجاتها الجدية التي ستنافس باقي المنتجات الأخرى بالسوق.

وحول الرؤية العام للسوق حتى نهاية العام الحالي 2012 قال تفاحة إن هناك عوامل ستساعد السوق على مواصلة الارتفاعات، منها نمو أرباح الشركات القيادية والتي ستدعم حركة المؤشر العام للفترة المقبلة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والبتروكيماويات وبقاء الاستقرار الاقتصادي العالمي، الأمر الذي سيقود الشركات المرتبطة بالتعاملات الخارجية إلى تحقيق عوائد إيجابية خلال الفترة المقبلة.