قطر تستحوذ على حصة 5.2% في شركة «تيفاني»

أهم الشركات المتخصصة في الجواهر والخواتم الماسية

أحد متاجر «تيفاني»
TT

قام صندوق الثروة السيادية القطري بأول استثماراته الضخمة في إحدى الشركات العامة الأميركية من خلال الاستحواذ على حصة نسبتها 5.2 في المائة في شركة «تيفاني»، شركة التجزئة المتخصصة في الجواهر والشهيرة بالخواتم الماسية وصناديق الجواهر الزرقاء. وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية.

وتضيف تلك الحصة إلى حجم محفظة استثمارات السلع الفاخرة الآخذة في النمو التي تملكها هيئة الاستثمار القطرية، والتي تملك أيضا «هارودز»، أشهر المتاجر الفخمة في لندن، وحصة نسبتها 17 في المائة في «فولكس فاغن»، التي تمتلك «أودي» و«لامبورغيني»، إضافة إلى حصة نسبتها 1 في المائة في «إل في إم إتش»، مجموعة شركات السلع الفاخرة الفرنسية التي تنضوي تحتها علامات تجارية شهيرة مثل حقائب «لويس فيتون» وعطور «ديور» وخمور «دوم بيريغنون».

وقد كانت «تيفاني» مستفيدا رئيسيا من النمو القوي في مبيعات شركات السلع الفاخرة الذي استمر على الرغم من حالة الشك السائدة بشأن الوضع الاقتصادي العالمي، بفضل ظهور مشترين جدد في السوق وأبناء العرب الأثرياء. ولقد استحوذت هيئة الاستثمار القطرية على حصتها في «تيفاني» العام الماضي، عبر شركة «قطر القابضة»، التي تعتبر قناة استثماراتها، وقدمت تقريرا بذلك لهيئة الأوراق المالية والبورصة في وقت سابق من هذا العام.

وأشارت شركة «تيفاني» إلى أن هذا الاستثمار كان مفاجئا. وجاء في بيان أصدرته: «علمنا بالاستثمار لأول مرة عندما قدموا التقرير إلى الهيئة». وبحسب التقرير، بلغت حصة هيئة الاستثمار القطرية في شركة «تيفاني» 5 في المائة في يوم 30 ديسمبر (كانون الأول). واستنادا إلى سعر إغلاق السهم يوم أول من أمس والذي بلغ 66.15 دولار، ستبلغ قمة حصة أسهمها البالغ عددها 6.6 مليون سهم نحو 437 مليون دولار تقريبا.

من جانبها، رفضت هيئة الاستثمار القطرية التعليق ولم تصرح بتوقيت عمليات الشراء التي قامت بها أو السعر الذي دفعته على أسهمها، مما يجعل من الصعب قياس مستوى أداء استثماراتها حتى الآن.

وبلغ متوسط سعر سهم شركة «تيفاني» خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2011 70.59 دولار، مما يشير إلى أن القيمة السوقية لأسهم هيئة الاستثمار القطرية ربما تكون قد انخفضت عن سعر الشراء اعتمادا على التوقيت الذي أتمت فيه الاستثمار. وعلى الرغم من ذلك، فإنه في أكتوبر (تشرين الأول) انخفض سعر تداول السهم ليصل إلى 58.79 دولار، مما يشير إلى اتجاه صعودي محتمل. وفي 30 ديسمبر بلغ سعر إغلاق السهم 66.26 دولار. وبهذه الحصة تصبح هيئة الاستثمار القطرية أكبر مساهم في شركة «تيفاني»، ويأتي صندوق استثمار شركة «فانغارد»، كثاني أكبر مساهميها، بحصة أسهم نسبتها 5.17 في المائة.

وقد توقعت شركة «تيفاني» أن تزداد المبيعات في العام المالي الحالي بنسبة 10 في المائة لتصل إلى 4 مليارات دولار. وينظر إليها بوصفها أحد أكثر أهداف الاستحواذ جاذبية في قطاع شركات السلع الفاخرة. وقال مايكل كوالسكي، الرئيس التنفيذي لشركة «تيفاني» لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «لقد انتشرت الشائعات.. ربما منذ أن طرحنا أسهم الشركة للاكتتاب العام في عام 1987». وأضاف: «بقدر الجاذبية التي ربما تتمتع بها شركتنا، يخالجنا شعور قوي بأن مصالح مساهمينا تتحقق على أكمل وجه بأن نبقى شركة مستقلة».

ولا يعد امتلاك حصة في شركة «تيفاني» أول استثمار أميركي للقطريين. ففي عام 2010 كانت شركة «قطر القابضة» جزءا من اتحاد الشركات الذي قام بشراء استوديو الأفلام «ميراماكس» من شركة «والت ديزني». وفي مايو (أيار) 2010، اشترت شركة «قطر القابضة» متجر «هارودز» من محمد الفايد. إضافة إلى ذلك، عملت شركة «قطر القابضة» على زيادة حصص أسهمها في شركات مثل «لاغاردير»، المجموعة الإعلامية الفرنسية التي تضم أصولها مجلتي «إل» و«باري ماتش»، لتصبح أكبر مساهم. وفي الشهر الماضي، صرحت بأنها تملك حصة أسهم تقدر بنحو 13 في المائة، مقارنة بـ10.1 في المائة في ديسمبر 2011، و7.6 في المائة في نهاية 2010.

ومنذ الإعلان عن استحواذ «غلينكور» على «إكستراتا»، زادت قطر حصة أسهمها من نسبة 3 في المائة إلى ما يربو على 5 في المائة. وقد زاد الصندوق حصته إلى 8.4 في المائة في شركة «إبيردرولا»، كبرى الشركات المزودة للكهرباء في إسبانيا، مما يجعله ثاني أكبر مساهم، بحسب تقرير إدارة الشركة السنوي. ويعتبر مستهلكو الشرق الأوسط من بين المستهلكين المهمين مما يجعل أسواقهم من بين الأسواق التي تستهدفها العديد من شركات التجزئة المتخصصة في السلع الفاخرة.

من ناحيتها، أعلنت شركة «تيفاني» أنها تعتزم توسيع حجم وجودها في المنطقة في يناير (كانون الثاني).