40 دولة تشارك في «معرض مكناس» الدولي وتوقع صفقات ضخمة في المجال الزراعي

يضم في قطب الإنتاج الحيواني حيوانات جلبت من مختلف أنحاء العالم

TT

افتتح الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس في مكناس، الدورة السابعة للملتقى الدولي للزراعة، الذي يشارك فيه هذه السنة 850 عارضا من 40 دولة، ويترقب 700 ألف زائر أغلبيتهم من المهنيين، خلال الفترة من 25 إلى 29 أبريل (نيسان) الجاري.

وأصبح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يشكل أهم سوق للآليات الزراعية في المغرب، إذ تمر عبره كل سنة نحو 30 في المائة من الصفقات المتعلقة بشراء التجهيزات والآليات الزراعية، إذ يفضل المزارعون انتظار المعرض لشراء حاجياتهم مستفيدين من العروض التفضيلية والتخفيضات والمنافسة القوية بين الشركات العارضة.

وينظم المعرض على مساحة 10 هكتارات في موقع صهريج السواني التاريخي، وينقسم إلى عشرة أقطاب، في شكل خيام كبيرة، كل خيمة مخصصة لفرع زراعي. ويعرف قطب المنتجات المحلية، الذي تعرض فيه منتجات الصناعة التقليدية وبعض المنتجات الزراعية الخاصة ببعض المناطق، كزيت شجرة أركان ومشتقاته، أو الورد البلدي ومستخلصاته، والحناء والزعفران، ومختلف أنواع عسل النحل، إقبالا متزايدا من طرف الزوار، الشيء الذي حدا بالمنظمين إلى إعادة النظر في شكله وتوسيعه. ويقول جواد الشامي، مدير المعرض: «في البداية كانت المشاركة في هذا المعرض مفتوحة في وجه جميع التعاونيات والشركات القروية الصغيرة والحرفيين، من أجل تشجيعها والتعريف بمنتجاتها. أما الآن فقد أصبحت المشاركة خاضعة لمنافسة ومباراة تنظمها وزارة الفلاحة في مختلف مناطق المغرب لانتقاء أفضل المنتوجات. وساهم هذا في التوجه لتحفيز المنتجين على ترقية منتجاتهم والرفع من جودتها. وهدفنا الارتقاء بهذه المنتوجات لتصبح قابلة للتسويق في الخارج». وتم تصميم قطب المنتجات المحلية هذه السنة في شكل جديد في الممر الرئيسي للمعرض، بحيث يسهل التجول فيه أخذا بعين الاعتبار حجم الرواج والاكتظاظ الذي يعرفه.

قطب الإنتاج الحيواني يضم هذه السنة 1800 رأس من الأبقار والأغنام والجمال، التي تتنافس على 48 جائزة. ويقول الشامي: «تم انتقاء هذه الحيوانات في إطار مباريات في مختلف مناطق المغرب. وهدف الجوائز تحفيز مربي الماشية على الرفع من جودة إنتاجهم». والجديد هذه السنة في قطب الإنتاج الحيواني هو إنشاء نواة لحديقة حيوانات، ويقول الشامي: «الحديقة موجهة أساسا للصغار. وبدأنا بالطيور والديكة الغريبة وذات الأشكال المثيرة التي جلبناها من مختلف أنحاء العالم. كما أن هناك بعض الحيوانات كاللاما والكونغر».

القطب الدولي عرف توسعا كبيرا وارتفاعا في مساحات الأروقة المخصصة لكل بلد، ويقول الشامي: «في البداية كانت مشاركة الدول رمزية وفي الغالب بمبادرات حكومية، ثم توسعت هذه المشاركة مع ارتفاع اهتمام شركات القطاع الخاص. فمثلا فرنسا بدأت برواق من 50 مترا مربعا في الدورة الأولى، ثم ارتفع حجم مشاركتها خلال الدورات السابقة ليصل الآن إلى نحو 400 متر مربع، أما إسبانيا التي تولي شركاتها اهتماما كبيرا للسوق المغربية، فتشارك على مساحة 600 متر مربع. وكندا التي تم اختيارها هذه السنة ضيف شرف على المعرض بسبب التقدم الذي أحرزته مفاوضات التجارة الحرة معها، تشارك على مساحة 400 متر مربع بعد أن كان حجم رواقها في البداية 20 مترا مربعا. ومن المؤشرات على نجاح المعرض نسبة العودة التي نلاحظها كل سنة، إضافة إلى التوسع كل عام واستقطاب عارضين جدد».

ويتوسط المعرض قطب المنتجات الزراعية المغربية، التي تم ترتيبها حسب سلاسل الإنتاج الزراعي، مع التركيز على جانب التحويل والتصنيع. وإلى جانبه قطب الطبيعة والنباتات الذي تشارك فيه هذه السنة وكالة الطاقات المتجددة إلى جانب المشاتل والمياه والغابات، والذي اختار كموضوع محوري الماء والتربة. أما قطب المؤسسات الذي يضم الإدارات والمؤسسات التابعة لوزارة الزراعة المغربية، فتشكل الوفود الرسمية للدول المشاركة والمهتمة أبرز زواره.

وفي سياق اختيار موضوع «البحث والابتكار» كموضوع رئيسي لهذه الدورة، تم إحداث قطب جديد تحت هذا العنوان، الذي تشارك فيه مراكز البحث والجامعات والمختبرات المتخصصة في مجال البحث الزراعي في المغرب والخارج، إضافة إلى عرض مجموعة من الاختراعات والابتكارات.

ولتلطيف الجو داخل الخيام الضخمة للمعرض اعتمد المنظمون نظاما مبتكرا يرتكز على ضخ الهواء المنعش من الخارج بعد تمريره على الماء، الشيء الذي يؤدي إلى تصريف الهواء الساخن عبر ارتفاعه، ويقول الشامي: «لو اعتمدنا نظام تكييف عادي لكان حجم استهلاك المعرض من الطاقة الكهربائية يعادل 20 في المائة من استهلاك مدينة مكناس. أما النظام المبتكر الذي اعتمدناه فهو مقتصد في استهلاك الطاقة».