«ياهو» تواجه هزة جديدة بعد استقالة رئيسها التنفيذي إثر اتهامه بـ«الكذب»

لم يكن حاصلا على شهادة في الكومبيوتر كما زعم في سيرته الذاتية

سكوت طومسون الرئيس التنفيذي المستقيل من «ياهو» (أ.ب)
TT

تقدم سكوت طومسون المدير التنفيذي لشركة «ياهو» باستقالته من منصبه أول من أمس الأحد بعد أربعة أشهر على رأس الشركة ليتسبب في مأزق آخر لـ«ياهو»، التي تواجه منافسة شرسة من نظيراتها مثل «فيس بوك» و«غوغل» للفوز بالنصيب الأكبر من مستخدمي الإنترنت.

وقالت الشركة في بيانها الذي أصدرته يوم الأحد إن روس ليفنسون، مدير شؤون الإعلام في الشركة سيحل بديلا لطومسون الذي ترك منصبه وسط التحقيقات الجارية حول مؤهلاته العلمية. وذكر طومسون في سيرته الذاتية أنه حصل على درجة في علوم الكومبيوتر، لكنه لم يحصل عليها مطلقا على ما يبدو.

وسوف يتولى فريد أموروسو، المدير المسؤول عن التحقيق الداخلي في فحص مؤهلات طومسون العلمية منصب الرئيس الجديد للشركة.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، يأتي القرار محاولة لتجاوز أحد أكثر المواقف حرجا التي تعرضت لها الشركة في تاريخها وفي وقت تحاول فيه إعادة تجديد نفسها. وعلى الرغم من إدارة «ياهو» بعض أكثر المحاور الأكثر قيمة على الإنترنت، فإن الشركة تواجه صعوبة منذ سنوات لاستعادة البريق والعائدات اللذين كانت تتمتع بهما من قبل. وسوف تواجه ليفنسون الرئيس التنفيذي الجديد مهمة صعبة متمثلة في دخول «ياهو» إلى مناطق مهمة مثل أجهزة الهواتف الجوالة والشبكات الاجتماعية.

يمثل رحيل طومسون أيضا انتصارا بارزا لشركة «ثيرد بوينت»، صندوق تحوط نشط، التي كشفت عن المؤهلات العلمية الخاطئة وخاضت معركة مريرة لدخول مرشحيها إلى مجلس إدارة «ياهو». وبموجب التسوية التي تم التوصل إليها والتي أعلن عنها أول من أمس، سيحصل مؤسس «ثيرد بوينت»، دانييل إس لويب، على مقعد في مجلس الإدارة إلى جانب اثنين مع مرشحيها هما مايكل وولف وهاري ويلسون.

وسوف ينسحب المرشح الرابع جيف زوكر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «إن بي سي يونيفرسال»، من الترشح لدخول مجلس الإدارة.

أما أعضاء مجلس إدارة «ياهو» الخمسة الحاليون الذين رفضوا الترشح مرة أخرى، فسوف يرحلون على الفور، ويفكر المجلس في إضافة شخص آخر.

وقال أموروسو في بيان له: «يعبر المجلس عن سعادته بالإعلان عن هذه التغييرات والتسوية مع شركة (ثيرد بوينت)، وثقته في أنهم سيديرون مصالح حملة الأسهم على النحو الأمثل وسيسعون إلى زيادة وتيرة التقدم الكبير الذي حققته الشركة على الصعيد العملياتي والمؤسسي منذ أغسطس (آب) الماضي». وأضاف لويب أنه والمرشحين الذين اختارهم كانوا سعيدين بالانضمام إلى مجلس إدارة «ياهو» والتعاون مع مديري الشركة.

ولا تزال لجنه أموروسو تحقق في مدى خطأ المعلومات بشأن تجاوز طومسون عملية المراجعة التنفيذية.

جاءت هذه التغييرات الواسعة في «ياهو» مؤشرا على بداية فصل جديد في تحول «ياهو» المتوقع. وسيكون طومسون ثالث مدير تنفيذي يغادر منصبه في الشركة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

كنت شركة «ياهو» قد لجأت إلى طومسون، الذي عمل في السابق مديرا لمواقع «إي باي وباي بال»، ليقود فريق تطوير «ياهو»، لكن شركة «ثيرد بوينت» شككت في مصداقيته هذا الشهر عندما أشار صندوق التحوط إلى أن سيرته الذاتية تشير إلى أنه يحمل شهادتين في المحاسبة وعلوم الحاسب من كلية ستونهيل بالقرب من بوسطن. (كشف صندوق التحوط في البداية عن التعارض عبر بحث «غوغل»).

بعد ذلك، أقرت شركة «ياهو» بأنه حاصل على مؤهل في المحاسبة فقط وأن هذا الخطأ - وصف بأنه خطأ غير متعمد - ورد ضمن التصنيف التنظيمي.

وسرعان ما ردت «ثيرد بوينت» بطلب تحقيق في مؤهلات طومسون وطالبت باستقالته.

توالت المفاجآت بعد ذلك، عندما كشفت باتي هارت، المديرة التي قادت البحث الذي بلغ ذروته مع تعيين طومسون الأسبوع الماضي والتي أعلنت أنها لن تسعى إلى إعادة انتخابها مرة أخرى، أنها كذبت بشأن مؤهلاتها العليمة، وحصولها على شهادة في إدارة الأعمال بدلا من التسويق والاقتصاد.

وكشفت «ياهو» أيضا عن أن مجلس إدارتها بدأ تحقيقا في الأمر.

وأوضح طومسون للمديرين التنفيذيين في الشركة يوم الخميس أنه لم يقدم على الإطلاق سيرة ذاتية أو معلومات خاطئة بشأن مؤهلاته العلمية، لكن روايته سرعان ما فندتها شركة البحث التنفيذي «هيدريك آند ستراغلز»، التي استأجرتها «ياهو». وفي مذكرة داخلية أرسلت إلى موظفيها يوم الخميس وحصلت عليها صحيفة «نيويورك تايمز»، أنكرت الشركة زعم طومسون وقالت إنها أعلمت «ياهو».

كان بعض المديرين قد أبدوا ترددا في إقالة طومسون عندما اندلعت الفضيحة، خشية أن تؤدي إقالته إلى إثارة الاضطراب في الشركة المضطربة بالفعل. لكنهم بحلول يوم الخميس خلصوا إلى أن رئيسهم التنفيذي فقد مصداقيته وقدرته على القيادة، بحسب أشخاص مطلعين على التحقيقات.

ثم استدعى المديرون بعد ذلك ليفنسون ليتولى المهمة ولويب بشأن التسوية المحتملة لصراع الوكالة.

وحتى قبل أن تفجر «ثيرد بوينت» قنبلتها بشأن طومسون، أحدث المدير التنفيذي انقساما داخل الصفوف الأولى في الشركة، فقد صدق على إقالة ما يقرب من 2.000 موظف بمن في ذلك موظفون في عمليات رئيسة مثل «تخصيص المستخدم» و«مبادرات الإعلان».

وقد أثار طومسون الانتقادات باستبعاده عددا من حلفاء «ياهو» السابقين. ودعم مقاضاة «فيس بوك» بشأن عدد من براءات اختراع الإنترنت، بعد أشهر من دمج «ياهو» للشبكة الاجتماعية في بعض مواقعها.

وخلال الاجتماع الذي عقد قبل عدة أسابيع مع شركة «مايكروسوفت» الشريك الاستراتيجي الأبرز، حذر طومسون مدير «مايكروسوفت» ستيفن بالمر، من أن «ياهو» قد تسعى إلى مواءمة نفسها مع «غوغل»، بحسب اثنين من الأشخاص المطلعين على المحادثات. وعلى الرغم من أن الهدف من هذا الأسلوب كان الحصول على بعض الامتيازات من «مايكروسوفت»، فإن مثل هذه الشراكة مع «غوغل»، أكبر محرك بحث في العالم، تتعارض مع تشريعات منع الاحتكار.

كان من بين الانتقادات الأخرى مساعي طومسون إلى إبعاد «ياهو» عن دائرة التركيز على المحتوى الإعلامي والإعلان على الرغم من تحقيق الشركة أرباحا بلغت ما يقرب من 5 مليارات دولار عائدات العام الماضي من عرض مثل هذه الإعلانات. وسوف يقود ليفنسون، الذي يتوقع أن يحتفظ بمنصبه رئيسا تنفيذيا، الخبير في صناعة الإعلام والذي تربطه علاقات بشركات الإعلان، شركة «ياهو» خلال الفترة المقبلة. وكان ليفنسون قد انتقل إلى «ياهو» آتيا من شركة «فوكس إنترآكتيف ميديا» التابعة لشركة «نيوز كوربوريشن»، حيث كان يقود استراتيجية قسم الإنترنت وعقد الصفقات.