«فيليبس للإلكترونيات» تضع خطة خمسية لتوسيع استثماراتها في أفريقيا

نائب رئيسها لـ«الشرق الأوسط»: المنتجات المقلدة أكثر شيء يؤرق عملنا بالمنطقة

رونالد دي يونغ نائب الرئيس التنفيذي بشركة «فيليبس» («الشرق الأوسط»)
TT

قال رونالد دي يونغ، نائب الرئيس التنفيذي بشركة «فيليبس للإلكترونيات» الهولندية، لـ«الشرق الأوسط» إن شركته وضعت خطة لزيادة استثماراتها وتوسيع أعمالها في القارة الأفريقية خلال السنوات الخمس المقبلة، رافضا الإفصاح عن حجم الاستثمارات التي ينوي ضخها.

ومنيت الشركة العام الماضي بخسائر بقيمة 160 مليون يورو (210 ملايين دولار) مقارنة بأرباح سجلتها خلال عام 2010، إلا أن أداءها في الربع الأول من العام الحالي أصبح مبشرا، فبلغ إجمالي مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس (آذار) الماضي نحو 5.6 مليار يورو، فيما بلغ صافي أرباحها نحو 249 مليون يورو.

وأضاف رونالد الذي حضر إلى القاهرة مع بدء الدورة الثالثة لجولة الشركة الأفريقية التي بدأت من العاصمة المصرية أمس وتنتهي في كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا في 16 أغسطس (آب) المقبل، أن شركته موجودة في القارة الأفريقية منذ نحو قرن، نجحت خلاله في تعزيز استثماراتها بالقارة، لكنها ترى أن هناك فرصا استثمارية عديدة موجودة في المنطقة خاصة مع معدلات النمو المرتفعة التي تحققها العديد من الدول بالقارة السمراء، وهو الدافع الأساسي للشركة لزيادة استثماراتها في المنطقة.

وأشار إلى أن شركته ملتزمة بالقيام بأعمال مستدامة طويلة الأجل من شأنها ترك بصمة واضحة وإيجابية في أفريقيا. ومن المتوقع أن يحقق جنوب الصحراء الأفريقية معدل نمو يبلغ 6% عام 2012، و«يتمثل طموحنا في تعزيز وجود الشركة بحيث تحظى بوجود قوي في هذه القارة، وذلك من خلال تطوير الكفاءات المحلية وتكوين منظمات قوية، وفتح قنوات توزيع وطرق لتيسير الوصول لهذه الأسواق بالإضافة إلى ابتكار وتوفير الحلول المناسبة لظروف الدول الأفريقية والتي تلبي مختلف المتطلبات والاحتياجات المحلية».

وتابع: «نضع خططنا في كل دولة على حدة من خلال دراسة ظروف كل دولة واحتياجاتها من التكنولوجيا التي نقدمها، وبناء على تلك الاحتياجات والظروف نضع خططنا للعمل».

ويرى رونالد أن «التوسع في المنطقة ليس من الضروري من خلال إنشاء مصانع أو خطوط إنتاج، ولكنه يرى أن الهدف الأساسي هو تلبية احتياجات السوق، وعلى هذا الأساس نحدد استراتيجيتنا، فلدينا فروع في 152 دولة، ولدينا مصانع في عدد كبير من الدول، وإذا لم أستطع أن أحضر المنتجات بحسب احتياجات السوق التي نعمل فيها، فمن الممكن في تلك الحالة إنشاء مصانع، فلا يوجد أي معوقات لإنشاء مصانع، ولكن هدفنا الأساسي هو كيفية خدمة السوق، واستمرارنا بها».

وأضاف: «أقمنا مصنعا في دولة ليسوتو بأفريقيا، حيث كان يعمل في هذا المصنع نحو خمسمائة عامل، وكان هذا احتياج السوق، كما قمنا في عام 2008 بإنشاء مصنع في مصر، خاصة مع زيادة الطلب على منتجاتنا خلال تلك الفترة، ومع تراجع الطلب أغلقناه لأن الغرض منه انتهى، فلا يمكن أن نعمم التجربة في كل دولة، فكل سوق لها خصوصيتها، ويتم دراستها جيدا قبل اتخاذ أي إجراءات بتصنيع منتجاتنا فيها».

وفي ما يتعلق بتأثر الشركة بالاضطرابات السياسية في المنطقة، قال رونالد إن «العام الماضي شهد نوعا من التباطؤ في حجم الطلب على منتجاتنا بشكل عام، ولكن هناك بوادر أمل بدأت في الظهور، فمثلا في مصر بدأ الطلب في الزيادة خلال الشهرين الماضيين، ونتوقع أن تتحسن المبيعات والطلب على منتجاتنا بتحسن الأوضاع السياسية واستقرار الأوضاع في تلك الدول التي مرت باضطرابات».

وما يقلق «فيليبس» ويعيق عملها، هو انتشار المنتجات المقلدة وهو ما يثير فزع الشركة، بحسب ما قاله رونالد، وأضاف: «لدينا خطة تنفيذية لمواجهة الغش التجاري في السوق، وطبقنا بالفعل خطة مماثلة في المغرب ونجحت بشكل كبير، ولدينا سياسة صارمة في مواجهة المنتجات المقلدة، لأن من المهم حماية علامتنا التجارية، لأنه مما لا شك فيه أن هذا الأمر يضر بسمعة الشركة، خاصة في حالة وضع علامة الشركة على أحد المنتجات المقلدة والرديئة».

ويرى نائب الرئيس التنفيذي للشركة أن كل منطقة في القارة الأفريقية مهمة، و«كل بلد به احتياجات، ولدينا خطط لتلبية تلك الاحتياجات، خاصة في مجال الرعاية الصحية أو في مجال توفير الطاقة، فنتعاون مع الحكومات بالقارة لتوفير الحلول التكنولوجية المناسبة لها والتي تطلبها من الشركة».

وأضاف أن شركته مهمته بنقل التكنولوجيا الحديثة إلى الدول الأفريقية، و«عقدنا شراكة أمس مع المجلس الأعلى للجامعات التابع لوزارة التعليم العالي بمصر لإنشاء (أكاديمية فيليبس) بهدف تحسين المعرفة العملية والإكلينيكية والتكنولوجية ومهارات الطلاب في التخصصات الهندسية والرعاية الصحية، ونقل التكنولوجيا المتطورة من الخارج إلى مصر».