شدد الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، على أن منطقته ستعمل بكل طاقاتها وجميع إداراتها الحكومية لخدمة المستثمرين الراغبين في إنشاء مشاريع في المنطقة التي تعود عليهم بالنفع، مشيرا إلى وجود الكثير من الملفات التي تحتاج المنطقة فيها لمساهمة رجال الأعمال.
وقال الأمير مشاري: «إنه لا يمكن أن يوضع كل حمل على الدولة وإلا لأصبحت الدولة منافسة لرجل الأعمال أو المستثمر أو القطاع الخاص، وهو الأمر الذي لا ينطبق مع سياسة السعودية التي تعمل على حرية الاستثمار وحرية العمل، لذا تطلب الأمر إقامة مثل هذا المنتدى الذي يجمع رجال الأعمال والميسورين والمستثمرين من أبناء المنطقة المنتشرين في مختلف أنحاء المملكة خاصة وأبناء الوطن عامة».
وأكد أمير منطقة الباحة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بمقر المركز الإعلامي، المصاحب لمنتدى الباحة الاستثماري الأول بمركز الملك عبد العزيز الحضاري الذي تنطلق فعالياته اليوم الثلاثاء، أن «لكل مستثمر في المنطقة الحق في خدمته وفي تسيير أموره بالطريقة التي تريحه».
وأضاف «لا يحتاج المستثمر أن يراجع أي جهة، بل عليه فقط أن يأتي بهمة صادقة إلى مكتب خدمات المستثمرين بالإمارة، والذي يعمل به عدة أعضاء يمثلون مختلف الإدارات الخدمية، وسيجد الجميع في خدمته دون تفرقة بين مستثمر كبير وصغير، فالكل يعامل بالجدية والإخلاص».
وزاد: «للوطن حق كبير على جميع أبنائه، وحق المستثمرين علينا أن نخدمهم بما يرضي الله وبما يساهم في إيجاد فرص عمل كريمة لهم، فالفرص لا تأتي إلا بالأعمال، والأعمال لا تكون إلا بالاستثمار، والاستثمار لن يأتي إلا عن طريق رجال الأعمال، فهي حلقة متكاملة».
وتمنى أن توفق المنطقة في جلب الاستثمارات التي تعود بالنفع والفائدة للجميع.
وأشار أمير منطقة الباحة إلى ما تضمه المنطقة من بنية تحتية جيدة ستعمل على تلبية احتياجات المستثمرين في إنجاز استثماراتهم، مؤكدا أنه في حال وجود أي نقص في البنى الأساسية لأي مشروع أو استثمار فإن المنطقة ستعمل على تهيئة كل الخدمات التي يحتاجها المشروع قبل اكتماله.
وحول شركة ومصنع إسمنت الباحة وما استجد بشأنها، أبان أن التأخر في المشروع لم يكن من العاملين عليه، بل كان في استخراج الرخص، حيث توجد عدة رخص، منها رخص الكشف والاستطلاع التي تم الانتهاء منها مؤخرا ورخصة الاستغلال التي يجري العمل عليها حاليا، مؤكدا أنه سيتم خلال الشهرين المقبلين الإعلان رسميا عن الاكتتاب في الشركة. وأبدى تطلعه إلى مساهمة الاستثمارات المزمع جلبها للمنطقة في توطين الأهالي والحد من هجرتهم للمدن الرئيسية، مؤكدا أن العمل سيستمر بكل جد لما فيه رضا المنطقة وإيجاد السبل التي تكون بها في المكانة المميزة واللائقة بها. وجدد الدعوة لرجال الأعمال للاستثمار في المنطقة، مؤكدا أن الاستثمار الداخلي يوازي الاستثمار الخارجي، حيث إن الاستثمارات في الخارج يذهب جزء من ربحيتها للضرائب، بينما الاستثمار في الداخل لا يتطلب في حال تساوي الفرص وتساوي الدخل وتساوي الربح سوى أن يكون مبنيا على دراسة وعلى أرقام حقيقية. وقال: «نحن لا ندعو المستثمر أن يأتي وتذهب أمواله هباء من دون أي فائدة، فهذا لا نرضاه للمستثمر، ولكن في نفس الوقت نقدم له كل الدراسات التي يحتاجها، فضلا عن الدراسة التي سوف يقوم بها هو بالتأكيد والتي سيكون النجاح والربحية حليفها». وحول شركة «الباحة للاستثمار» ووضعها الحالي، أكد أنه تم مناقشة الكثير من مشاريع الشركة المتعثرة مع القائمين عليها بهدف إيجاد حلول لما هو متعثر من المشاريع وإلغاء أي مشروع يكلف الشركة ولا ينفعها، راجيا أن تعيد الشركة هيكلة مشاريعها وأن تترجم أفكارها ورؤاها إلى واقع ملموس ينهض بالمنطقة. وكشف أمير منطقة الباحة عن دراسة قامت بها الغرفة التجارية الصناعية بالباحة تتعلق بإنشاء شركة قابضة في المنطقة تلبي احتياجات التنمية وفق الأنظمة الخاصة بالاستثمار وإنشاء الشركات في المملكة، مفيدا بأنه يوجد أيضا نية لإنشاء شركة تطويرية أخرى، فضلا عن إنشاء شركة قابضة يساهم فيها رجال الأعمال والأفراد سترى النور خلال الشهرين المقبلين.
وفي ما يخص الاستثمار في المنطقة المركزية، بين أن الأمانة تعمل حاليا على نزع الملكيات في المنطقة المركزية وأنها ستضم مستقبلا فرصا استثمارية متنوعة سيتم طرحها عن طريق الأمانة، ملمحا إلى أن هناك أفكارا أخرى لإيجاد منطقة مركزية ثانية داخل الباحة تكون أكبر مساحة ويستلهم فيها أفكار من سبق في مجال الترفيه، راجيا أن يبتدئ العمل بها خلال الشهرين المقبلين.