دعا الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة، المستثمرين إلى الاستثمار في المنطقة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة أمامهم، وقال في كلمته التي ألقاها أمامهم أمس بمناسبة انعقاد فعاليات منتدى الباحة الاستثماري: «استثماركم في المنطقة محل التقدير والرعاية والتشجيع، وستذلل الصعاب أمام من يرغب في الاستثمار بالمنطقة».
وقال الأمير مشاري: «حرصت منذ قدومي للباحة والتقائي بأبنائها والاستماع إلى تطلعاتهم على قراءة عدد من الملفات الهامة في جوانب التنمية والسياحة والاستثمار والبيئة وغيرها»، مضيفا: «تم إنجاز بعض الخطوات في غالبية تلك الملفات سعيا لتطويع أهدافها وغاياتها بما يواكب التطورات والاحتياجات الحالية ويتماشى مع حجم الإنجاز الكبير للبنية التحتية التي تحققت للمنطقة عبر خطط التنمية في كل المجالات».
وتابع الأمير مشاري حديثه: «ضمن تلك الاهتمامات الملف الاستثماري الذي حرص الجميع في هذه المنطقة على إعطائه الوقت الكافي من الدراسة والبحث لأهميته والبعد بعون الله عن المخاطرة والارتجالية».
وأشار الأمير مشاري بن سعود في كلمته إلى أن التركيز ينصب على دراسة الفرص الاستثمارية المثلى وربطها بمعطيات الواقع من موارد طبيعية ومناخية وخدمات تحتية وجوانب تسويقية، مبينا أن الباحة تحتوي على كل مؤشرات النجاح في ظل الموارد الطبيعية وتباين مناخها وجغرافيتها وتنوع موروثها الثقافي والبيئي وتفاعل أبنائها وشمولية تنميتها التي لامست كل جزء منها.
وقال أمير منطقة الباحة: «تحققت من خلال تلك المنجزات أرقام قياسية بفضل الله ثم بفضل الإنفاق الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمنح المناطق الأقل نموا بالمملكة عددا من الامتيازات والتسهيلات الاستثمارية ومنح قروض تصل إلى 75 في المائة من قبل صندوق التنمية الصناعية».
وأكد الأمير مشاري أن هذه الخصائص تؤهل المنطقة لأن تكون حاضنة لكثير من الصناعات الاستثمارية في مختلف المجالات، وتجعل من هذا المنتدى باعثا للأمل بعزيمة رجال الأعمال المخلصين، معبرا في ختام كلمته عن شكره لرجال وسيدات الأعمال، قائلا: «استثماركم في المنطقة محل التقدير والرعاية والتشجيع، وستذلل الصعاب أمام من يرغب في الاستثمار في المنطقة».
من جانب آخر أثمر المنتدى عقد عدد من الاتفاقيات وتأسيس «شركة الباحة القابضة للاستثمار»، ويرأس اللجنة التأسيسية الأمير مشاري بن سعود ونائب رئيس اللجنة حسين عبد الوهاب بن دعجم، وتم عقد اتفاق لـ«شركة السعودي الفرنسي كابيتال» عن طريق ياسر الرميان المستشار المالي ومدير الاكتتاب الخاص والعام، وتوقيع عقد مع شركة «كي إم إي سي» كمستشار هندسي وصناعي وجيولوجي ومثلها المهندس عصام الملا، وكذلك تم توقيع اتفاقية مع «ايبكو» كمستشار فني واقتصادي عن طريق المهندس علي لبابيدي.
وجاء حفل الافتتاح بقاعة الأمير سلطان بن عبد العزيز بمركز الملك عبد العزيز الحضاري بعدة كلمات للمنظمين والضيوف سبقت جلسات المنتدى التي ستستمر لثلاثة أيام. وقال خلال الافتتاح الدكتور حامد بن مالح الشمري وكيل إمارة الباحة ورئيس اللجان المنظمة للمنتدى: «منطقة الباحة حباها الله بمزايا ومقومات سياحية نتيجة لمناخها الرائع صيفا وشتاء، وما تتميز به من توفر غطاء نباتي ومناظر ساحرة وطبيعية جميلة تتشكل من الغابات المتنوعة والمطلات والأودية المتميزة والمتنزهات المتنوعة، منها ما هو قائم والأخرى يجري تطويرها وفق توجيهات أمير المنطقة، لتلبي تطلعات واحتياجات المصطافين».
وأضاف الشمري: «كما هو في المتنزه الوطني بمنطقة الباحة الذي يشمل الشكران، ورغدان، والقمع، توفر الموارد الطبيعية والخدمات والبنية التحيتة والمواقع والقرى الأثرية والتاريخية والمتاحف والأسواق الشعبية»، منوها بأن كل هذه المقومات السياحية والاقتصادية من تجارة وصناعة وزراعة وتعدين وإسكان يأتي بسبب الدعم والتشجيع والتسهيلات غير المحدودة التي وفرتها الحكومة.
وتابع الشمري: «إن مهندس نهضة الباحة الأمير مشاري بن سعود وجّه منذ عام لرسم خارطة إقامة المنتدى، الذي يهدف إلى التعريف بالمنطقة وفتح الباب أمام المستثمرين وتشجيعهم للاستثمار والتعريف بالمزايا والفرص الاستثمارية»، مشيرا إلى أنه روعي في محاور المنتدى وفعالياته الشمولية على تقديم صورة واقعية عما تحقق للمنطقة من بنية تحتية جاذبة للمستثمرين.
وقال الشمري: «كما روعيت عملية إبراز فرص التطوير والاستثمار وتوظيف التنوع البيئي والجغرافي، بالإضافة إلى مناقشة البيئة المحفزة في المناطق الأقل نموا، ودور هيئة المدن الصناعية في دعم الاستثمار»، مختتما كلمته بالشكر لكل من ساهم في إقامة المنتدى وتنظيمه، موجها شكره إلى رجال الأعمال الذين ينتظر منهم توجيه جزء من استثماراتهم لمنطقة الباحة.
من جانبه قال محمد بن حمد الكثيري وكيل وزارة التجارة والصناعة للتجارة الخارجية في كلمة ألقاها نيابة عن وزير التجارة: «يسرني أن أشارككم في هذا المنتدى الهام، الذي يعتبر فرصة جيدة لتكثيف التواصل بين الجهات الحكومية ورجال الأعمال لتحقيق زيادة الترابط والتعاون والتنمية الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف وكيل وزارة التجارة والصناعة: «إن الوزارة تعمل جاهدة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، مدركة أهمية الاستثمار وتشجيعه والعمل على تنويعه، بل توزيعه وشموليته لكل المناطق، وذلك من خلال عملها الدائم والمستمر على تحسين وتطوير آلية العمل داخل الوزارة والرفع من مستوى الخدمة التي تقدم للمستثمرين ورجال الأعمال، ومكافحة كل أنواع الغش والتزوير، وغير ذلك مما يساهم في إيجاد بيئة اقتصادية مشوهة».
وتابع الكثيري: «كما تعمل الوزارة أيضا على نشر المدن الصناعية للراغبين في الاستثمار والاستفادة من هذه المدن، وتقديم الحوافز والتشجيع للمستثمرين في هذه وبالذات في المدن والمناطق الأقل نموا»، موضحا أن فتح المزيد من منافذ المساهمة في ترويج وتسويق ما يقدمه القطاع الخاص من سلع وخدمات من خلال ما تعقده من اتفاقيات وما تقدمه من برامج يحقق هذا الهدف.
واختتم الكثيري كلمته قائلا: «كل ما يقدم من الدولة لرجال الأعمال من فرص استثمارية هو أمر محفز لاقتطاف تلك الفرص والاستفادة منها وتنويعها على مناطق ومحافظات المملكة».
من جهة أخرى عقدت في المنتدى أمس 5 جلسات لليوم الأول، وكانت الأولى عن الخدمات والبنى التحتية ودورها في النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار، وتحدث فيها الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل الذي أكد أن الاستثمار المثمر يبدأ بشبكة طرق حديثة مكتملة الخدمات.
وأضاف وزير النقل: «يعتبر قطاع النقل مفتاح التنمية والعمود الفقري الذي تقوم عليه البنى التحتية لكل القطاعات، وإنشاء شبكة طرق متطورة وواسعة توفر الخدمة والحركة للإنسان بشكل ميسر، ولهذا تسمى الطرق شرايين المدينة لأنها تمدها بالحياة والحيوية».
وتابع الصريصري: «تطور مستوى أداء الطرق ينعكس إيجابيا على باقي القطاعات الأخرى، حيث قامت الوزارة بإنجاز ما يزيد على تسعة وخمسين ألف كيلومتر من شبكات الطرق السريعة والمزدوجة والزراعية، وفي منطقة الباحة يبلغ طول الشبكة الحالية 582 كيلومترا من الطرق الرئيسية والثانوية والفرعية، وسوف يضاف إليها ما يجري العمل على تنفيذه في الوقت الحاضر».
وتابع الصريصري حديثه: «وزارة النقل سوف تستمر في تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، بمتابعة من الأمير مشاري بن سعود أمير الباحة في استكمال شبكة الطرق في المنطقة بالشكل الذي يليق ويحقق تطلعات ورغبات أهلها».