تحسن الدولار أمام اليورو ينعش آمال السعوديين بانخفاض التضخم

السيارات والمواد الغذائية والساعات.. أهم السلع الأوروبية في السوق السعودية

الريال السعودي مرتبط بالدولار الأميركي بشكل كامل
TT

يبدو أن مستويات التضخم في السوق السعودية مقبلة على مزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة، يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع فيه أن ترتفع قيمة الريال السعودي مقابل عملات عالمية أخرى، نظرا لارتباطه التام بالدولار الأميركي الذي بدأ خلال هذه الأيام رحلة صعود ملحوظة مقابل اليورو بسبب الأزمة الحالية في منطقة اليورو.

وفي وقت بدأ فيه مستثمرون عالميون الخروج من «اليورو» والاتجاه إلى «الدولار»، يعتبر «الريال السعودي» مستفيدا من هذه التحركات، خصوصا أنه عانى خلال السنوات القليلة الماضية من تراجع قيمة الدولار، مما زاد من ارتفاع مستويات التضخم في البلاد لتبلغ بذلك مناطق عالية جدا.

ويتابع خبراء المال والاقتصاد السعوديون ما يحدث حاليا في منطقة «اليورو» باهتمام بالغ جدا، إذ أكدوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن ارتباط «الريال السعودي» بـ«الدولار الأميركي» يجعلهم يتابعون بدقة ما يحدث حاليا في سوق العملات العالمية من تحركات واسعة، نتيجة للأزمة الأوروبية الحالية.

وأشار هؤلاء خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معدلات التضخم في السوق السعودية موعودة بمزيد من التراجع في حال استمرار ارتفاع قيمة «الدولار» مقابل «اليورو»، وقالوا «السوق السعودية تستورد وتستهلك العديد من السلع الأوروبية، مثل السيارات، والمواد الغذائية، والساعات».

وقال الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف، لـ«الشرق الأوسط» أمس: «ما يحدث حاليا من تغيرات في سوق العملات، هو أمر يدعونا لترقب الأيام المقبلة بشغف، حيث إن ارتباط الريال السعودي بالدولار الأميركي يجعله مستفيدا مما يحدث حاليا في منطقة اليورو».

وأشار الدكتور باعجاجة إلى أن الواردات القادمة إلى السوق السعودية من دول أوروبا ستكون بأسعار أقل تكلفة مما هي عليه في السابق، موضحا أن ذلك يأتي كنتيجة طبيعية لارتفاع قيمة «الدولار» مقابل «اليورو».

ولفت أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف إلى أن مداخيل «السعودية» من مبيعات البترول ستكون أفضل حالا مما كانت عليه في السنوات الماضية، وقال «يأتي ذلك بسبب ارتفاع قيمة الدولار مقابل عملات عالمية أخرى مثل اليورو، وهو ما سينعكس بالتالي على قيمة المداخيل الإجمالية للسعودية من مبيعات البترول».

وبين باعجاجة أن أهم السلع الأوروبية التي تصدر إلى السوق السعودية ترتكز على «السيارات» و«المواد الغذائية»، و«الساعات»، مضيفا «هذه السلع ستكون أقل تكلفة بسبب ارتفاع قيمة الدولار أمام اليورو، وبذلك يكون الريال السعودي مستفيدا مما يحدث حاليا في سوق العملات من تحركات جديدة».

وتوقع أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف أن تتراجع مستويات التضخم في السوق السعودية خلال الفترة المقبلة، مرجعا ذلك إلى ارتفاع قيمة «الدولار» مقابل «اليورو».

من جهة أخرى، أكد فيصل العقاب الخبير المالي والاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن تحسن قيمة «الدولار» الأميركي مقابل «اليورو» يجعل الريال السعودي من أهم العملات المستفيدة من ذلك، نتيجة لارتباطه الدائم بالدولار.

وأضاف العقاب: «ما يحدث حاليا في منطقة اليورو، وما انعكس بالتالي على سوق العملات يجعلنا نقول إن مصائب قوم عند قوم فوائد»، مشيرا إلى أن الدولار الأميركي هو المستفيد الأكبر من الأزمة الأوروبية الحالية.

واتفق العقاب مع الدكتور باعجاجة على تراجع معدلات التضخم في السوق السعودية خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن ذلك سيستمر ويحدث بشكل أقوى في حال استمرار ارتفاع قيمة «الدولار» مقابل «اليورو».

يشار إلى أنه كانت قد لمحت تصريحات قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى وجود خلافات على سندات اليورو، وأكدت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي أن التكتل الأوروبي الموحد على استعداد الآن لاتخاذ قرارات مشتركة في قمة بروكسل الاعتيادية في يونيو (حزيران) المقبل، وذلك عقب مناقشة الدعائم الأساسية لاستراتيجية النمو، التي تعرف باستراتيجية 2020.

وكان قد قال هرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، في ختام قمة بروكسل الاستثنائية التي جمعت قادة دول الاتحاد الأوروبي على عشاء عمل غير رسمي مساء الأربعاء، واستمر حتى وقت مبكر من فجر الخميس: «إن استراتيجية النمو تعتمد على ثلاث ركائز أساسية: أولا الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى حشد السياسات لتقديم الدعم الكامل للنمو، وثانيا ضرورة تكثيف الجهود لتمويل الاقتصاد من خلال الاستثمارات، وثالثا تعزيز خلق فرص العمل»، وأضاف المسؤول الأوروبي أن النقاش حول رفض خفض العجز وتحقيق النمو نقاش زائف لأنهما وجهان لعملة واحدة، لأنه من دون المالية العامة السليمة لا يمكن تحقيق نمو مستدام.

بينما كان قد اعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بوجود اختلاف في وجهات النظر بينه وبين المستشارة الألمانية، بشأن إصدار سندات مشتركة لمنطقة اليورو. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «أحترم وجهة نظر ميركل عندما قالت إن السندات الأوروبية ليست أداة للنمو، لكنها في المقابل، قد تكون أداة تسمح بالنمو في ظل ظروف محددة، وبالتالي قد يستمر هذا الجدل». هولاند طلب أيضا، إدراج شفافية سندات منطقة اليورو على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي لعرضها في القمة المقبلة.

وأمام هذه المستجدات في منطقة اليورو، خرج مستثمرون عالميون من «اليورو» إلى «الدولار» و«الإسترليني»، ليحقق بذلك الدولار أعلى مستوياته أمام اليورو منذ نحو عامين، يأتي ذلك في وقت يرتبط فيه الريال السعودي بشكل كامل بالدولار الأميركي، إذ يعادل الدولار 3.75 ريال.