في الوقت الذي قالت فيه مصر إنها تسعى لطرح مزايدات عالمية للتنقيب عن الغاز في عدة مناطق بشرق البحر المتوسط، قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب ستبحث تداعيات هذا الطرح.
وقال رئيس الشركة القابضة للغازات المصرية «إيجاس»، المهندس محمد شعيب، إن بلاده تستعد لطرح مزايدة عالمية للبحث عن الغاز والبترول في 15 منطقة مصرية خلال الأسبوع الحالي، مشيرا إلى أن المزايدة تتضمن 13 منطقة بحرية في شرق البحر المتوسط بجانب منطقتين بدلتا النيل.
وأشار شعيب إلى أن هناك 6 مناطق من المناطق الـ15 تقع في نطاق المياه الإقليمية المصرية على خط الحدود مع كل من قبرص وإسرائيل، موضحا أن هذه أول مرة في تاريخ قطاع البترول المصري يتم البحث في المياه الاقتصادية على الحدود المصرية مع الدول المختلفة، لافتا إلى أن عمليات المسح المبدئي لهذه المناطق أظهرت مؤشرات قوية على وجود كميات كبيرة من الغاز.
وأوضح شعيب أن المزايدة ستستمر لمدة 5 أشهر نظرا لطبيعة المناطق المطروحة التي تتميز بعمق المياه وحاجتها لإمكانات فنية ومادية كبيرة، مشيرا إلى أن وفدا من قطاع البترول سيسافر للترويج لهذه المزايدة في إنجلترا وفرنسا وماليزيا، خصوصا أن الشركات العالمية الكبرى العاملة في مجال البترول والغاز أبدت اهتماما بالتوجه المصري نحو تكثيف عمليات البحث والتنقيب عن البترول والغاز في المياه الاقتصادية.
وتوقع تقرير دولي صادر عن مؤسسة «بزنس مونيتور إنترناشيونال»، ارتفاع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي من 66 مليار متر مكعب إلى 95 مليار متر مكعب حتى عام 2020.
يذكر أن تقرير هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية أكد وجود 230 تريليون قدم مكعبة من الغاز في شرق البحر المتوسط، وأن إسرائيل استعانت بشركات عالمية للبحث عن الغاز في المياه الإقليمية مع الدول المجاورة. وتسعى عدة دول مطلة على البحر المتوسط للبحث عن الغاز في مياهها الإقليمية، وبخاصة تلك الدول المطلة على سواحل شرق البحر المتوسط الذي تقع بأسفله بحيرة من الغاز تلك البحيرة تقع داخل الحدود البحرية الإقليمية لـ6 دول هي تركيا وسوريا وقبرص ولبنان ومصر وكذلك إسرائيل، لكن العلاقات بين هذه الدول تجعل عملية استخراج الغاز أمرا صعبا بحسب ما يراه خبراء. وبدأت الخلافات تتصاعد حول استخراج الغاز من تلك المنطقة بعد إعلان كل من إسرائيل وحكومة قبرص عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وتزعم إسرائيل أحقيتها في حقل بحري كبير للغاز اكتشف عام 2009.
هذا التنقيب دفع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، لوصف ما تقوم به كل من إسرائيل وقبرص بأنه «جنون»، مما يزيد الخطر بشأن احتياطيات ضخمة محتملة في شرق البحر المتوسط.
ودعا خبراء إلى ضرورة التنسيق بين الدول المطلة على سواحل شرق البحر المتوسط لترسيم حدودها الاقتصادية بشكل عادل مع جميع الأطراف. ودعوا أيضا إلى الأخذ في الاعتبار الانتباه إلى طبيعة الخزانات الغازية التي ترقد في الطبقات العميقة تحت الماء، وعند حدوث تداخل في الحدود يجب اقتسام احتياطيات مثل تلك الخزانات.